اردوغان.. فوز بطعم الهزيمة
ميلاد عمر المزوغي
لا احد ينكر ان حزب اردوغان استطاع ان يسيطر على مقاليد الامور في تركيا بمفرده لمدة ربما لم تسنح لغيره من الاحزاب وان يحدث نقلة نوعية في البلاد وتنمية الاقتصاد بها ومن ثم رفع مستوى دخل الفرد ,فأصبحت تركيا محجا لغالبية رعايا الدول العربية التي كانت يوما محميات عثمانية استطاعت دولة الخلافة آنذاك ان تستثمر مدخرات تلك المحميات لما فيه صالح الآستانه فسيطرت على حوض البحر المتوسط واصبح بحرا عثمانيا بامتياز.
الاعراب الذين لم يفلحوا في صنع اي شيء منذ استقلالهم وقد كانوا يلقون باللائمة على الاتراك وانهم سبب تأخرهم, نجدهم اليوم يتحدثون بشيء من الفرح لعدم حصول الحزب على الاغلبية المطلقة للاستمرار في قيادة البلد منفردا, لأن الحكام العرب تعودوا على الفوز بالغالبية الساحقة 99,99% من الاصوات, الشعب التركي لم يخذل السلطان بل سحب منه بساط الاغلبية لأن يكون هناك شركاء في صنع القرار, في محاولة من الشعب لعدم ظهور ديكتاتورية جديدة.
حاول اردوغان جاهدا لأن تكون تركيا من ضمن منظومة "السوق الاوروبية المشتركة " لكن بعض الدول الاوروبية خذلته بسبب ملف تركيا في مجال حقوق الانسان وبالأخص القضية الكردية, اما والحالة هذه فلم يكن له بد من ان يعيد بناء امبراطورية تحقق له طموحه في ان يكون سلطانا على العرب الذين فشلوا على مدى عقود في تحقيق اي نوع من التكامل فيما بينهم فيضمهم الى امبراطوريته, يرى العديد من المحللين ان النتائج جاءت لما يشعر به الاتراك من قيام سلطانهم بالتدخل في الشأن السوري, فهناك ما يقرب من 2 مليون لاجئ سوري يقيمون على الاراضي التركية وما يترتب عن ارهاق ميزانية الدولة بصرف العديد من المليارات وتفاقم ازمة البطالة حيث ان العديد من الاعمال يقوم بها اللاجئون السوريون بأجور متدنية, كما نجد ان هناك حالة من عدم الرضا والامتعاض من قبل السكان لوجود اللاجئين, إضافة الى وجود العديد من العناصر الارهابية التي تنتقل عبر الحدود وأصبحت تشكل خطرا على الامن القومي التركي.
لقد استشعر اردوغان الخطر لما حققه الاكراد من نتائج جعلتهم يتخطون حاجز 10%ويدخلون البرلمان ,ربما سيسعى الاكراد بتركيا الى الانفصال يوما عنه (يشغلون ربع مساحة تركيا)ويشكلون مع اكراد العراق (الذين يساعدهم اردوغان في محاولة منه لدرأ خطر اكراده) نواة لدولة الكرد التي طالما حلموا بها, وتتقلص الاراضي التركية, ناهيك عن العلويين الذين يفوق تعدادهم (20) مليون, إضافة الى بعض الاثنيات الاخرى.
حزب اردوغان لم يعد بإمكانه الحكم بمفرده وبالتالي فإما ان يشكل حكومة مع اخرين وهذا الامر بعيد الاحتمال وان حدث فسيتقلص نفوذ السلطان الذي يسعى جاهدا لان تكون تركيا دولة رئاسية بمحاولة احداث تغييرات في الدستور, واما الدعوة الى انتخابية نيابية اخرى والنتائج بالتأكيد ليست مضمونة, أيا تكن النتيجة, فان هناك اراء تتحدث عن امكانية حدوث انشقاقات بالحزب(كما انشق هو صحبة بعض اصدقائه عن حزب الفضيلة) وظهور احزاب جديدة ويكون بذلك اردوغان قد قضى على حزبه بنفسه. لقد خذعنا الرجل عديد المرات بكونه اسلاميا وخاصة لدى وقفته الشهيرة بمؤتمر دافوس29 يناير 2009 واسطول الحرية “مرمرة-2010″ واصبحنا نرى فيه حامي حمى الاسلام, فتحصل على العديد من الجوائز منها: جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام2010 , جائزة القذافي لحقوق الإنسان29 نوفمبر 2010,انه يعمل مع الصهاينة ليلا نهارا, فهناك تعاون مشترك في جميع المجالات بما فيها التعاون العسكري(المناورات المشتركة) ليكون محبوبا لدى الغرب .