أحمد الشرقاوي
كان من الممكن أن تُسلّم واشنطن ومعها الغرب الأطلسي بنفوذ إيران في المنطقة وتطلق يديها لسحق الإرهاب بمعية حلفائها لتعود للعب نفس دور “شرطي الشرق الأوسط” الذي كان يلعبه الشاه المخلوع، لكن معضلة هذا الخيار أنه كان يصطدم دائما بعقيدة إيران الثورية وموقفها الديني الثابت والأخلاقي المبدئي الرافض لوجود جرثومة “إسرائيل” في جسد الأمة العربية والإسلامية باعتبارها شر مطلق ومشروع فتنة وتفتيت، وبالتالي، فأي تنازل في هذا الموضوع الوجودي والمصيري من شأنه أن ينهي إيران كثورة وكدولة في آن معا.. هذه هي العقيدة الثورية التي وضعها الإمام الخميني رحمه الله بعد نجاح الثورة، وحافظ عليها بتفاني وإخلاص الإمام الخامنئي من بعده.
حاولت أمريكا القضاء على الثورة الإسلامية الإيرانية المجيدة منذ فجر انتصارها من خلال الحرب بالوكالة زمن الطاغية صدام، حتى لا تنتقل عدوى الصحوة الإسلامية التي يخافها الغرب لما تمثله من تهديد وجودي لـ”إسرائيل” وأطماع الغرب الإمبريالية إلى بقية الدول العربية.. ففشلت.
ثم حاولت احتواء إيران بالحصار الاقتصادي والعزل السياسي والشيطنة الإعلامية لتفجيرها من الداخل من خلال ثورة ملونة ترفع شعار الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان كما فعلت في ساحات دول أوروبا الشرقية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.. ففشلت..
ثم حاولت أخيرا بالإرهاب “السلفي” والتحريض المذهبي خلق الظروف المناسبة لانفجار فتنة مذهبية بين أبناء الدين الواحد ليذبح السنة الشيعة، باعتبار أن الطائفة الأولى تمثل أغلبية مدعومة من قبل البترودولار وسبق لها أن انتصرت على الشيوعية بسلاح الإرهاب زمن “القاعدة” في أفغانستان، وهو الرهان الذي كانت تعوّل عليه الدولة الصهيونية العميقة في واشنطن كخيار ناجع لتفكيك محور طهران بهدف إضعافها أولا قبل الانقضاض عليها وتدميرها، لكن استراتيجية الفوضى الخلاقة هذه فشلت أيضا في تحقيق أهدافها وتحطمت خُططها على صخرة صمود محور المقاومة.
هذه محطات ثلاثة نعيش اليوم تداعيات المرحلة الأخيرة منها، والتي أفرزت نتائج عكسية أصبح من الصعب التحكم بمآلاتها المستقبلية على أدوات أمريكا في المنطقة، خصوصا بعد أن لاحظ الجميع أن المعادلات في المنطقة قد تغيرت لغير صالح أمريكا وحلفائها وأدواتها، وأن العالم بدأ يتغيّر فعلا، وأن الإرهاب الذي أريد له أن يحارب إيران ومحورها انقلب على مفرخيه ومموليه وداعميه، وتحول إلى تهديد يطال الجميع في المنطقة والعالم، باستثناء “إسرائيل” التي لا تزال تدعم الإرهاب ولا ترى مصلحة في هزيمته التي تعني حكما سقوط مشروع الشرق الوسط الكبير، وبالتالي، وأد حلم قيامة “مملكة إسرائيل ويهوذا الكبرى” الواردة في نبوءات التوراة.
ومعلوم أن الخيار الثالث، أي خيار الحرب الناعمة الذي اعتمده أوباما، جاء بعد فشل الولايات المتحدة في الهيمنة على العراق زمن الاحتلال وتحويله إلى منصة لزعزعة الاستقرار في إيران.. وبعد فشل “إسرائيل الذريع بكل ما تحمله الكلمة من معنى في “سحق” حزب الله و”اجتثاثه” من جنوب لبنان إبان حرب تموز 2006 برغم دعم عديد الدول العربية للعدوان.. وبعد فشل عديد المحاولات الوهابية الخبيثة لتوظيف الإرهاب في زعزعة الأمن والاستقرار في الداخل الإيراني بسبب يقظة الشعب وعيون أجهزة المخابرات التي لا تنام وأدرع القوات الأمنية المرابطة على الحدود والممسكة بالثغور والنقط السوداء.. وبعد وصول أمريكا إلى قناعة مفزعة مفادها أن مواجهة إيران عسكريا هو من رابع المستحيلات.. لمـــــــــــاذا؟…
لأن أية مواجهة عسكرية أمريكية أطلسية مع إيران ستؤدي لتدمير المنطقة بالكامل، وقد تجر العالم إلى حرب عالمية ثالثة حذر من تداعياتها على البشرية أكثر من خبير في العالم..
فوفق مُلخص مُركّز حول قدرات إيران العسكرية في حال نشوب مواجهة عسكرية في المنطقة أعدّه مركز “وار وورد” (War Word) ونقله موقع إيران اليوم منتصف الشهر الماضي، يخلص مسؤول عسكري كبير في حلف الناتو، إلى أن إيران ستزيل دول الخليج من على وجه الأرض في أقل من نصف ساعة من انطلاق الحرب.
وفي هذا الصدد، يقول “فرانس جيرهس” مسؤول غرفة الحرب في الحلف الأطلسي، أن سبب عجز الغرب في شن هجوم عسكري ضد إيران في حالة نشوب اشتباك بين الرياض وطهران يعود لسيناريو الردع الذي أعدته إيران ويشمل الخطوات التالية:
* ستسيطر طهران على مضيق ‘هرمز’ الإستراتيجي من قبل الأسطول العسكري الإيراني وتزرع فيه الألغام البحرية لمنع الملاحة التجارية ومرور البوارج الحربية المعادية بالكامل، وسيتم مصادرة ناقلات النفط العملاقة التابعة لـ”السعودية” مع أطقمها على الفور، وسيتم إغلاق أربع منصات وحقول مشتركة للنفط والغاز مع الإمارات وقطر على الفور، وسيتم تدمير النظام الخاص بحقل الوفاق النفطي القطري بصاروخ واحد فقط من طراز “شهاب”.
* سيتم استهداف المطارات الست في كل من الدوحة وأبوظبي والشارقة والرياض وجدة والبحرين على الفور عبر الصواريخ الإيرانية بالإضافة إلى قطع كافة عمليات النقل الجوي واللوجستي لمشيخات الخليج عن طريق الجو.
* سيكون مسار العبور البحري والجوي إلى مشيخات الخليج الفارسي مغلقا بعد نصف ساعة فقط من إطلاق الصاروخ الأول وانفجاره.
* سيتم استهداف 22 قاعدة عسكرية متعلقة بالتحالف السعودي بصواريخ إيران المُوجّهة، وسيقلل هذا قدراتهم العسكرية إلى النصف، لأن صواريخ “قاهر” التي تم تسليمها لأنصار الله في اليمن وتم تصدير تقنيتها إلى حزب الله في لبنان وتُدعى منظومة “يوم السبت”، تكفي لتدمير كل منشآت أرامكو النفطية في السعودية في الساعة الأولى من الحرب.
* كما وأن هذا السيناريو الكارثي سيعيد أربع دول هي الإمارات والبحرين وقطر والكويت التي تمتلك أربعة أخماس احتياطي الوقود الأحفوري العالمي إلى العصر الحجري خلال ساعات معدودات في حال قررت واشنطن دخول الحرب للدفاع عن مشيخات الخليج، الأمر الذي يراه الخبراء شبه مستحيل لما قد ينتج عنه من كوارث أمنية واقتصادية واجتماعية ستطال جغرافية العالم أجمع.
لأن دخول أمريكا الحرب يعني أن سعر برميل النفط سيرتفع إلى 400 دولار، وستنهار كل بورصات العالم ومراكز الاقتصاد الكبرى بنسبة قد تصل إلى 90 % وستتبخر في لحظات ودائع العرب المالية في الصناديق الاحتياطية الغربية فيتحولوا إلى متسولين فقراء، وتعصف الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بكافة المجتمعات الغربية.
ويضيف المركز المذكور لهذا السيناريو الكارثي تفصيلا دقيقا يقول، أنه سوف يتم تدمير دبي بـ14 صاروخ من طراز “شهاب”، والشارقة بـ13 صاروخ، والمنامة بأربعة صواريخ، وأبوظبي بـ7 صواريخ، والدوحة القطرية بـ11 صاروخ، والسالمية والكويت بـ22 صاروخ، وجدة بـ 24 صاروخ، والرياض بـ28 صاروخ فقط.. وستطلق هذه الصواريخ من قاعدتين عسكريتين في إيران فقط، بحيث لن يلزم الأمر تشغيل بقية القواعد التي يصل عديدها اليوم إلى 110 قاعدة توجد على عمق 500 متر تحت الأرض وفي بطون الجبال وتنتشر على امتداد جغرافية إيران، أعدت لتكون محصنة ضد الضربات الصاروخية بما فيها النووية، ناهيك أن أن سماء إيران ستغلق بالكامل من خلال منظومات الدفاع الجوي المتطورة التي تمتلكها إيران اليوم، والتي تعززت مؤخرا بضمن منظومة «إس 300» إليها، تقول موسكو أنها قادرة على حماية إيران بشكل فعال من الهجمات الصاروخية المعادية.
وبالتالي، فلن تستطيع أمريكا خوض هذه المغامرة بالمطلق إلا إذا قررت خوض غمار حرب عالمية ثالثة، حينها ستزول “إسرائيل” ومشيخات الخليج من الوجود، وتدمّر القواعد الأمريكية وحاملات الطائرات والبوارج الحربية بالصواريخ الصوتية وغيرها مما لا يعرف مداياتها وقدراتها بعد بدقة، ولن تكون العواصم الأطلسية بعيدة عن الاستهداف أيضا بالصواريخ الباليستية البعيدة المدى والذاتية الدفع من نوع “عاشوراء” و”فجر” وغيرها مما لم يكشف بعد سرها.
لذلك، عندما مارست “السعودية” و”إسرائيل” ضغوطا شديدة على واشنطن لشن هجوم عسكري على سورية قبل أشهر قليلة وعرضت تمويلها بما يلزم من مليارات الدولارات، قال أوباما ما معناه، أن ‘آل سعود’ اعتادوا ركوب ظهور جنودنا، وأن أمريكا لن تضحي بدماء أبنائها من أجل دعم نفوذهم في المنطقة، وأنه من مصلحة “السعودية” عقد سلام بارد مع إيران العقلانية بدل الإصرار على مواجهتها.
وهذا ليس التحذير الأول، فقد سبق لوزير الدفاع "كولن باول" أن نصح "السعودية" بعدم التفكير في مهاجمة إيران، لأن الأخيرة قادرة على محو المملكة من جغرافية المنطقة في أربع دقائق قبل حتى أن يستطيع "آل سعود" الاتصال هاتفيا بالبيت الأبيض لطلب النجدة.. ويذكر القارئ الكريم أننا كنا قد كتبنا مقالة تفصيلية حول هذا الموضوع قبل فترة، أثارت ذعر الإعلام في “السعودية”، وهو الأمر الذي خرج بعده الأمير السعودي طلال بن عبد العزيز ليؤكد أن حلفاء الرياض حذروها بالفعل من استفزاز إيران وتهديدها، مشيرا إلى قدرة الجمهورية الإسلامية ألإيرانية على تدمير البنى التحتية والقوة العسكرية للملكة خلال ساعات فقط.. فشهد شاهد من أهلها.
*** / ***
وعلى أساس هذه المعلومات والمعطيات والتصريحات الموثقة، وعلى ضوء تقييمنا لخط الصراع بين أمريكا وأدواتها وإيران ومحورها، وبعد دخول روسيا حلبة الصراع في المنطقة بشكل مباشر مدعومة من الصين ودول منظومة شانغهاي ومنظمة الأمن الجماعي.. لم يعد أمام الولايات المتحدة من خيار غير التسليم بنفوذ طهران في المنطقة من دون مساومات بسبب رفض الإمام الخامنئي التنسيق مع الشيطان الأكبر في الحرب على الإرهاب والتسوية السياسية في العراق وسورية ولبنان واليمن وغيرها، حتى لو بقى في جسده نفس واحد كما قال مؤخرا.
وبالتالي، لم يعد أمام واشنطن من خيار سوى التسليم بدور روسيا في المنطقة والعالم، والعودة لنظام إدارة الأزمات الدولية وحلها بالطرق السلمية والديبلوماسية، ما دام هدف واشنطن من التنسيق المباشر مع طهران كان يرمي لعزل روسيا وعدم الاعتراف بها كقوة دولية عظمى.. وبهذا المعنى، نستطيع القول أن هناك تنسيق وثيق قائم حول الجوهر بين روسيا وإيران ومحورها مع اختلافات في بعض التفاصيل، وأن روسيا هي رأس الحربة في أية تسويات مستقبلية، سواء مع الغرب أو مع “السعودية” رأس الفتنة، فيما ستظل “إسرائيل” كيانا منبوذا لا مكان له في أية تسوية مستقبلية تكون إيران طرفا فيها.
*** / ***
اليوم وصلت خيبة أمل "السعودية" ذروتها، خصوصا بعد صدور تقرير "شيلكوت" الذي خلص إلى أن تدخل بريطانيا في العراق كان غلطة وأن من نتائجه الكارثية ظهور تنظيم "داعش" المجرم، وقول الرئيس أوباما قبل ذلك بأن تدخل بلاده في العراق كانت خطأ، وقوله مؤخرا أن الولايات المتحدة تتعلم من أخطائها، ما يعني أنه من الغباء الرهان على عمل عسكري جديد في المنطقة، خصوصا مع تنامي رأي عام ضاغط ورافض لأي تدخل عسكري إمبريالي في الشرق الأوسط، وظهور حركات أوروبية قوية ومنظمة من المجتمع المدني تتظاهر من حين لآخر ضد دور الناتو وخططه العسكرية المستقبلية.
وقد زاد الطين بلة، اتخاذ البرلمان الألماني الجمعة لقرار بالإجماع يعتبر أن حلف الناتو لم يعد مؤهلا لحفظ أمن أوروبا، لأنه ينتمي لزمن الحرب الباردة التي لم تعد موجباتها قائمة اليوم وبالتالي أصبح هذا الحلف من الماضي، وأن الأمن الأوروبي من البرتغال إلى روسيا يجب أن يتحقق وفق منظومة أوروبية جديدة تكون فيها روسيا عضوا فاعلا، وكذلك أعلن الرئيس الفرنسي خلال اجتماع الناتو اليوم، أن بلاده لا تعتبر روسيا عدوا بل شريكا في الأمن والاقتصاد.
هذا التحول الإستراتيجي الكبير جاء بعد اجتماع قادة أوروبا عقب قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وإقرارهم أن أمام القارة العجوز اليوم أولويات ثلاثة: الهجرة والإرهاب والأمن.. وأن مصلحة أوروبا تقتضي التميز عن سياسات واشنطن الكارثية، والابتعاد عن سياسات الرياض التخريبية، والتعاون مع طهران التي تحارب الإرهاب وتتحكم في سيل الهجرة من أفغانستان إلى القارة العجوز، وتوفر لهم فرص استثمارية هائلة من شأنها إنقاذ اقتصادهم المتداعي من السقوط.. وهذه انعطافة تاريخية ستطبع السياسة الأوروبية الجديدة وتميزها عن التبعية للسياسات الأمريكية القديمة، سواء تجاه إيران أو روسيا وبالتبعية سورية والعراق واليمن وليبيا ومصر وبقية الدول العربية التي لم تعد قائمة للأسف إلا كسلطات إقطاعية فاشلة تناضل للعيش خارج الزمن والسياق ضدا في منطق العصر وإرادة شعوبها.
من هنا جاء قرار الاتحاد الأوروبي إيفاد منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد “فيديريكا موغيريني” مع وفد من الساسة والخبراء الأوروبيين إلى دول الخليج وإيران نهاية الشهر الجاري، لتقول لـ’آل سعود’ وأمراء مشيخات الخليج أن اللعبة انتهت وآن الأوان لتغيير السياسات والتوجهات، وأن على “السعودية” أن تتخلى عن دبلوماسية الغضب ومحاولة إقصاء إيران من محيطها الجيوسياسي.. ولتقول لإيران، نعترف بك كقوة إقليمية عظمى، مسالمة وعقلانية، ونرغب في التنسيق معك في مسألة الهجرة والأمن الإقليمي الشامل الذي أصبح عماده الأساس محاربة الإرهاب كي ينعم العالم بالسلام والاستقرار، ونريد فتح صفحة جديدة من التعاون الاقتصادي لما فيه مصلحة المنطقة وأوروبا.
وهذا يعني في العلم السياسي، أن إيران نجحت بذكائها وسياساتها الأخلاقية ودبلوماسيتها العقلانية ونهجها السلمي، في فرض نفوذها في المنطقة من دون مساومات أو تنازلات تذكر، مع الحفاظ على ثوابتها ومبادئها والإخلاص لحلفائها.
وهذا انتصار كبير سينعكس إيجابا على محور الممانعة والمقاومة أولا، وسيفتح ثانيا الباب واسعا أمام الشعوب العربية لعهد جديد بسبب ما سيكون له من تأثير بالغ على الرأي العام العربي والإسلامي الذي سيفهم الدرس، وسيستعيد بالتالي وعيه المُغيّب وإرادته المُصادرة، ويتأهب لاسترداد مشروعيته المسروقة من قبل فراعنة العصر الذي ينتمون إلى الزمن الماضي.
وطبعا مثل هذا التحول التاريخي العظيم لن يحصل بين عشية وضحاها، قد يحتاج لبعض الوقت لما ستعترضه من مطبّات وعوائق في الطريق، لكن الأمور ستمضي بسرعة أكبر ووثيرة أعلى.. لأن الوقت لا يرحم أحدا في المنعطفات التاريخية الكبرى، وأمريكا لم يعد لديها من خيارات أخرى بعد أن فشلت استراتيجياتها العنيفة والناعمة، وبدأ حلفائها في أوروبا مسيرة النأي بأنفسهم عن سياساتها، بعد أن أدركوا أن الكوارث الأمنية والاقتصادية والاجتماعية بدأت تطرق أبوابهم، وتهدد بانفراط عقدهم، وعودتهم إلى عصور القبائل اليمينية المتطرفة.
فهل ستنجح أوروبا في نزع فتيل التوترات بين إيران و "السعودية"؟..
هذا ما نتمناه وإن كنا لا نعتقد بإمكانية حدوثه نظرا لطبيعة النظام الوهابي الخبيثة التي لا تختلف في شيئ عن طبيعة النظام الصهيوني المجرم..