ولكن ماذا اريد من تفجير المدينة من جانب وتفجير الكرادة من جانب اخر وما هو الترابط السياسي والاعلامي بين التفجيرين ؟
تفجير الكرادة كان فريدا من نوعه حسب اخر التحقيقات التي اجريت حوله حيث المواد المستعملة ونوع العملية لم يسبق له مثيل طيلة السنوات الماضية الذي تعرض لها العراق لمئات العمليات الارهابية بعد الاحتلال الامريكي لهذا البلد من قبل عصابات مولتها دول اقليمية خاصة السعودية بعد ان اصبح واضحا ومكشوفا للجميع .
العلمية الارهابية في الكرادة لم تكن مثل نظيراتها السابقة عبارة عن سيارة مفخخة او حزام ناسف يرتديه ارهابي فقط وانما وحسب اخر معلومات من مصادر اعلامية موثقة كان الى جانب السيارة المفخخة زرع عبوات تفجيرية حارقة في المباني التجارية التي تعرضت لحرائق قل نظيرها حيث تفجرت هذه العبوات تزامنا مع تفجير السيارة المفخخة التي ركنت الى جانب هذه المباني و تفحمت اكثر الضحايا ، دون ان يترك هذا الانفجار اي حفرة في الشارع .
ولكن ما المقصود من هذه العملية الارهابية الكبيرة والمروعة ؟
1 – الانتقام من الهزائم الكبرى التي مني بها تنظيم "داعش" في محاور عدة خاصة مدينة الفلوجة التي كانت تعتبر ثاني اكبر معاقل التنظيم في العراق بعد الموصل حيث ركز اكثر قواه وعتاده لتنفيذ اكبر عمليات ارهابية في المدن المجاورة وزعزعة امنها لتمهيد الارضية المناسبة للزحف نحو بغداد .
2 – تبديل فرحة تحرير الفلوجة وفرحة عيد الفطر المبارك عيد المسلمين سنة وشيعة الى مآسي واحزان .
3 – رسالة الى الحكومة العراقية وقواتها العسكرية من الجيش والحشد الشعبي والعشائري من عدم الاستمرار بعمليات التقدم في محافظ نينوى لتحرير الموصل لان تحريرها سيحمل الحكومة ثمنا باهضا كما حصل في الكرادة ومرقد السيد محمد . اي ان الهدف هو عرقلة العمليات القادمة .
وفي هذا الخصوص ليس مستبعدا تعاون جهات سياسية عراقية مع اهداف تنظيم "داعش" الذي جيئ به لتقسيم العراق ، اي ان الرسالة جاءت من دواعش السياسة في العراق .
واما فيما يخص تفجير المدينة والذي جاء بعيد تفجير الكرادة :
1 – كما عبر عنه كثير من المراقبين المحليين وبعض السياسيين العراقيين بان تفجير المدينة جاء ليغطي على بشاعة المجزرة التي تعرض لها العراق من تنظيم ارهابي مدعوم من قبل السعودية .
2 – النظام السعودي وفي الاونة الاخيرة تعرض لانتقادات حتى من الغربيين متهمين اياه بدعم الارهاب العالمي وخاصة الجماعات الارهابية في سورية والعراق ، ونشره للافكار المتطرفة المتمثلة بالفكرالوهابي الذي يكفر جميع المذاهب الاسلامية . فتفجير الكرادة المروعة وتوجيه الاتهام المباشر لال سعود شدد من هذا الاعتقاد فافتعل هذا النظام تفجر المدينة الذي لم يخلف اصابات للمدنيين سوى مقتل اربع من الشرطة لابعاد تهمة دعمه لتنظيم "داعش" الارهابي ولاظهار بان نظامه كذلك معرض لهجمات هذا التنظيم .
3 – تحشيد الرأي العام العربي والاسلامي على مستوى الحكومات واستعطاف بعض الطبقات من الشعوب التي خدعها الاعلام السعودي الفتنوي للحفاظ على سمعة المملكة ووجاهتها ومكانتها المزعزعة في المنطقة والعالم الاسلامي ، ولحرف الانظار عن مظلومية الشعب العراقي والتغطية على هزامئها السياسية والعسكرية في العراق وسورية .
4 - تضخيم تفجير المدينة من قبل حلفاء النظام السعودي من دول وجهات دينية لما تحمل هذه المدينة من قدسية بسبب احتضانها للحرم النبوي الشريف ليتهمش تلقائيا وحشية المجزرة التي ارتكبها عميل هذا النظام في العراق اي تنظيم "داعش" التكفيري في منطقة الكرادة ببغداد ، وتركيز وتحشيد الادانات نحو العمل الارهابي المفبرك في المدينة المنورة .
محمد ابراهيم رياضي