تسبب التصويت المصري، 8 أكتوبر، لتأييد المشروع الروسي بمجلس الأمن حول الملف السوري، في إحداث شرخٍ كبيرٍ في العلاقة مع السعودية والدول العربية .
مصر بين السخاء العراقي وابتزاز السعودية
تنا
2 Nov 2016 ساعة 9:37
تسبب التصويت المصري، 8 أكتوبر، لتأييد المشروع الروسي بمجلس الأمن حول الملف السوري، في إحداث شرخٍ كبيرٍ في العلاقة مع السعودية والدول العربية .
البعض أرجع وقف أرامكو السعودية إمدادها النفطي لمصر، إلى موقفها بمجلس الأمن المخالف للموقف العربي، والداعم للموقف الإيراني الروسي، برغم تصريحات عدة أكدت أن وقف الإمداد لا علاقة له بموقف مصر في مجلس الأمن.
وفور توتر العلاقة بين القاهرة والرياض، سعت إيران لتكسب ود مصر ، عبر وساطتها وروسيا، لمد بغداد بما تحتاج القاهرة إليه من مواد نفطية.
ففي 17 أكتوبر، دعا وزير النفط العراقي، جبار علي اللعيبي، الشركات المصرية إلى المشاركة في العقود الاستثمارية النفطيّة، حيث قال، خلال استقباله السفير المصري في بغداد أحمد حسن درويش: "من الضروري تعزيز العلاقات بين العراق ومصر، خصوصاً في المجال النفطي".
رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي بحث، هاتفياً في نفس يوم تصريح اللعيبي، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، العلاقات الثنائية بين البلدين وتوحيد الجهود في مكافحة الإرهاب.
التحرك العراقي لم يأت إلا بإيعاز إيراني، خاصةً أن العراق يمر بحالة توتر في العلاقة مع الرياض حالياً، منذ أن طلب العراق من السعودية في 29 أغسطس الماضي، تغيير سفيرها ثامر السبهان .
الخطوة العراقية ترجمتها الاتصالات الرسمية بين البلدين، وذلك أن وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية أعلنت، الأحد 30 أكتوبر، أن القاهرة وبغداد تبحثان إنشاء خطوط وشبكات نقل النفط الخام والمنتجات النفطية والغاز الطبيعي، وتنفيذ مشروعات وشركات مشتركة في أنشطة الحفر.
مصر وفتور العلاقة مع السعودية.. مغامرة خطيرة أم توازن حرج؟
التصريح المصري دل على أن مصر تسعى إلى تغيير وجهتها النفطية، لتحل العراق محل السعودية، وتكون العراق هي المحطة التالية في دعمها بالنفط بدلاً من السعودية، حيث تم الاتفاق على مدها بمليون برميل شهرياً، بعدما كانت تمدها بـ 200 ألف برميل شهرياً في السابق، وكانت السعودية تمدها بـ 800 ألف برميل شهرياً.
قناة الفلوجة العراقية أشارت، في 14 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى أن الدعم العراقي جاء بوساطة إيرانية روسية، بل إن الدعم جاء عقب توتر علاقات القاهرة بالرياض، في تجاهل تام للأزمات التي يعاني منها العراق حالياً.
ثمة تفسيرات أن إيران وروسيا تدفعان العراق لتؤدي دوراً إقليمياً، مستغلين توتر علاقة الرياض معها ومع مصر، وحقيقة أن بغداد ستقدم الدعم لكل من تختلف الرياض معها من الدول العربية، خصوصاً الدول التي كانت في تحالف سابق معها .
وفي 16 أكتوبر، دعا النائب في البرلمان العراقي عدنان الأسدي إلى دعم الحكومة المصرية عبر بيعها النفط بالآجل، أسوة بمذكرة العراق والأردن، حيث قال في بيانه: "إن الحكومة المصرية تشهد هذه الأيام حملة ابتزاز سعودية من جراء مواقفها لدعم الدول العربية في مواجهة التطرف والمجاميع المسلحة. لذا، ندعو مجلسي الوزراء والنواب العراقيين إلى الوقوف بجانب مصر، دعماً لمواقفها ومنعاً لكل الابتزاز السياسي الذي تتعرض له".
المبادرات العراقية فور توقف أرامكو عن إمداد مصر بالنفط لم تتوقف، حيث سبق بيان الأسدي، دعوة لوزير النقل السابق باقر جبر الزبيدي، مطالباً حكومة العبادي بتفعيل مذكرة التفاهم الموقعة بين العراق ومصر، والذي يتم بمقتضاها تزويد مصر بالنفط الخام العراقي.
رقم: 249682