اختيار قس وكنيسة مغمورين وتسليط الضوء عليهما لم يكن أمرا عفويا
شارک :
خاص بوكالة أنباء التقریب (تنا) ربما شعر البعض بالنصر المؤزر والفتح العظيم عندما أعلن القس تيري جونز عن تأجيل حرق القرآن الكريم ولكن اذا امعنا النظر في حجم المؤامرة التي يعدها الغرب وبالتحديد الأميركيون من خلال السيناريو هذا لوصلنا الى قناعة بعدم وجود أي نصر، لأن الغرب يستعد لتوجيه ضربة قاصمة وهزيمة منكرة بالمسلمين وذلك من خلال الغاء بناء مشروع مركز ثقافي اسلامي ومسجد بالقرب من تفجير ١١ سبتمبر، فمع أن جونز تراجع عن حرق القرآن الكريم الا أن المتطرفين لم يتراجعوا فقد قاموا بتمزيقه امام البيت الأبيض مما يعني أن الهدف من حركة جونز تحقق رغم أن الاعلام الأميركي لم يسلط الضوء على خطوة المتطرفين لكي تكون القصة محبوكة جيدا.
وتجدر الاشارة هنا الى عدة أمور: ١/ أن جونز لم يتراجع بشكل كامل عن خطوته وانما قام بتجميدها حتى يحسم أمر المسجد مما يعني أن القضية لا تزال قائمة فلو أصر القائمون على المسجد المضي قدما في مشروعهم فان جونز سيعود الى خطوته.
٢/ أن تراجع جونز لم يمنع من تدنيس القرآن والاساءة للمسلمين وجرح مشاعرهم فقد مزق القرآن أمس السبت أمام البيت الأبيض، مما يعني أن الاساءة للمسلمين تحققت سواء على يد جونز أو غيره.
٣/ اختيار قس وكنيسة مغمورين وتسليط الضوء عليهما لم يكن أمرا عفويا فمن ناحية ليتم الايحاء بأن هذا القس وكنيسته وروادها لا يمثلون كافة المسيحيين ومن ناحية أخرى اذا تراجع القس وهو ما حدث لا يقال آنئذ أن قاطبة المسيحيين تراجعوا أمام المسلمين.
٤/ حرق القرآن الكريم ليس مبدأ لدى المسيحيين لنقول أنهم تراجعوا عن أحد مبادئهم من أجل المسلمين بل على العكس تماما فانه يتعارض مع مبدأ يتبجح به الغربيون أمام العالم كله وهو التسامح، وحتى التسامح فان الادارة الأميركية تجاهلته ودمرت بلدين ولا تزال تدمرهما وهما العراق وأفغانستان لتشفي غليلها من تفجيرات ١١ سبتمبر.
٥/ مالذي يشكله بناء مسجد بالقرب من المركز التجاري الذي تم تفجيره ليشعر الأميركيون بحساسية مفرطة تجاهه أليس الهدف الرئيسي من المشروع هو تقديم صورة معتدلة عن المسلمين وأن الاسلام لا يؤمن بالارهاب والارهابيين حالة شاذة في المسلمين، مما يعني أن الهدف الرئيسي من بناء المسجد هو ادانة كافة الأعمال الارهابية وبالتالي فانه يصب في مصلحة الأمن الأميركي، ولكن بما أنهم يحيكون المؤامرات ليس ضد المسلمين وحسب بل ضد الجميع لذلك فانهم "يحسبون كل صيحة عليهم".
وغاية القول أن تراجع قس مغمور عن خطوة شاذة لم تمنع المتطرفين عن حرق القرآن الكريم لا ينبغي أن تكون سببا للتراجع عن بناء مركز اسلامي ومسجد. صالح القزويني