تشكل الغارة التي شنتها مقاتلات سلاح الجو العراقي على مناطق في مدينة البوكمال السورية والحصيبة قرب القائم العراقية، تطوراً كبيراً ومهماً ﻻبد من النظر إليه بعينٍ واقعية.
الغارات العراقية في سوريا .. ماذا بعد؟
تنا
25 Feb 2017 ساعة 9:06
تشكل الغارة التي شنتها مقاتلات سلاح الجو العراقي على مناطق في مدينة البوكمال السورية والحصيبة قرب القائم العراقية، تطوراً كبيراً ومهماً ﻻبد من النظر إليه بعينٍ واقعية.
محمد منصور
ربما تكون هذه الغارة هي اﻷولى من نوعها "التي يتم إعلانها"، لكن اﻷكيد أن نشاط القوة الجوية العراقية قرب الحدود العراقية - السورية كان مستمراً ومتزايداً منذ انطلاق عمليات الموصل، حيث نفذت القاذفات العراقية عشرات الغارات على المناطق المتاخمة للحدود السورية في عانة وراوة والقائم وحديثة، وهي مناطق تشهد وجوداً مهماً لتنظيم "داعش" الذي يسيطر على المعبر الحدودي بين البلدين، ويهدد بصفةٍ مستمرة العمليات العسكرية العراقية في صحراء نينوى وغرب الشرقاط.
الغارة استهدفت مباني اتخذها التنظيم كمركزٍ لتخزين المواد المتفجرة، وكورشٍ رئيسة لتفخيخ السيارات التي تعتبر سلاحه الرئيس في عملياته داخل العراق، وتحديداً في المناطق البعيدة عن مناطق تواجده في غرب الموصل وحديثة والحويجة.
نفذت الغارة مقاتلات من نوع F16IQ انطلقت من قاعدة بلد الجوية، واستخدمت في هذه الغارة قنابل جوية موجهة بالليزر من نوع GBU 12 أصابت أهدافها بدقة، وكان واضحاً من حجم الانفجار أن اﻷهداف كانت تحتوي على كمياتٍ كبيرةٍ من المواد المتفجرة.
إذا أردنا أن نضع الغارة في سياقها اﻷدق، نستطيع أن نعتبرها "عمليةً استخباراتية" تمت بناءً على معلوماتٍ دقيقةٍ ومشابهه لعدد كبير من العمليات التي نفذها سلاح الجو العراقي في تلعفر والساحل اﻷيمن للموصل. إمكانية تكرار هذه العمليات في سوريا كبيرة جداً، خصوصاً أن الحدود بين سوريا والعراق تشهد حركةً مستمرةً لعناصر داعش مع اقتراب قوات الحشد الشعبي من الحدود السورية.
تصريحات سابقة لقياداتٍ تتبع الحشد الشعبي العراقي تحدثت عن إمكانية استكمال العمليات إلى داخل الحدود السورية بعد تحرير تلعفر وأقضية القيروان والبعاج والقحطانية غرب الموصل. وهذا إن حدث سيكون رهناً بتطورات عمليات الموصل ومدى سرعة التقدم فيها.
قوات الحشد الشعبي تستطيع -نظراً لقربها من الحدود السورية- أن تقدم دعماً كبيراً للجيش السوري إذا ما دخلت إلى البوكمال، وأنهت بشكلٍ تامٍ أي تواصلٍ بين وحدات "داعش" في سوريا والعراق، وستساهم بصورةٍ كبيرةٍ في معركة الرقة المرتقبة، التي يحاول الجيش السوري أن يبدأها بعد أن يحتوي ااختراقات التي أحدثها التنظيم في تدمر.
سلاح الجو العراقي من ناحيةٍ أخرى بدأ منذ انطلاق عمليات الساحل اﻷيمن للموصل في توسيع قوس ضرباته قرب الحدود السورية، فبدأت الطائرات من دون طيار CH4B في تنفيذ غاراتٍ على مناطق في قضائي القيروان والبعاج بصورةٍ متزايدة، وهذه الطائرات تستطيع في اﻷسابيع المقبلة وباتفاقٍ مع السلطات السورية أن تشن غارات على تحركات "داعش" من وإلى معبر القائم، وفي كل أنحاء البوكمال وربما في الرقة أيضاً.
رقم: 261141