يتواصل التصعيد العالمي والنبرة العالية من بعض الأطراف الدولية، وأوّلها الولايات المتحدة الأمريكية ضد سورية، على خلفية التطورات الميدانية التي تميل لصالح الجيش السوري في عدة مناطق، أهمّها في ريفي حمص وحلب، ما جعل الفصائل المسلحة تتجه نحو فتح "جبهة الجنوب" خلال الأسابيع المقبلة، كما تحدثت مصادر صحفية.
عبير محمود
فلا تُستبعد الحملات المكثفة ضد الجيش السوري بالتزامن مع العمليات العسكرية المكثفة التي يشنّها ضد التنظيمات المسلحة في حمص وحلب، والتي استطاعت القوات السورية والحليفة من خلالها التقدم إلى مواقع "الفصل" مع الفصائل المسلحة شرق "الطامورة" القريبة من "عندان" في ريف حلب الشمالي، ما قد يفتح المجال لتحرير المنطقة بالكامل في حال استمر الهجوم على نفس الوتيرة خلال المرحلة المقبلة، في حين سيطر الجيش السوري على "جبل الأبتر" وعدد من التلال المحيطة به في حمص، واستهدف مواقع التنظيمات المسلحة في قرية "المشيرفة" الجنوبية ومنطقة "الباردة" وجنوب مدينة تدمر وشرق مدينة "القريتين" في ريف حمص الشرقي .
ومع الخسائر المتوالية للتنظيمات المسلحة في الداخل، بدأ داعموها بالحديث عن التحضير لمعركة "الجنوب" بزعم محاربة "داعش" انطلاقاً من قاعدة "التنف" القريبة من الحدود الأردنية، والغاية ربما ستكون فتح جبهة جنوبية برعاية أردنية، تكون من خلال فتح طريق مباشر من الحدود الأردنية نحو الأراضي السورية، لإمداد الفصائل بالسلاح والمال بعد أن قُطع طريق الإمداد الشمالي، بالتزامن مع عملية قوات سورية الديمقراطية ضد التنظيم في الرقة، حيث لم يعد للفصائل الأخرى أي تواجد استراتيجي في المنطقة الشمالية منذ انطلاق عملية "غضب الفرات" حسب رأي خبراء.
"والتصعيد العالمي اليوم ليس مستغرباً أبداً في ظل النجاحات التي يحققها الجيش السوري، فقد بدأ هذا العام منذ العدوان الأمريكي على مطار الشعيرات، وتلاه ما تلاه من أحاديث عن هجمات أخرى قد تشنها واشنطن المعروفة بسياستها العدوانية" حسب ما ذكر عضو مجلس الشعب السوري "سامر شيحا" في تصريح خاص لـ"وكالة أنباء آسيا" مضيفاً أن "مع كل تقدم للجيش والقوى الحليفة على الصعيد العسكري، تبدأ الحملات الغربية والنبرة التصعيدية، ليست لأول مرة، فقد اعتدنا على هذه الأمور منذ بداية الحرب كمحاولة من الدول الداعمة لهؤلاء الإرهابيين بإنقاذ أنفسهم أولاً على الصعيد السياسي قبل أن تنقذهم في الميدان" حسب قوله.
وحول الحديث عن تحضير الفصائل المسلحة لـ تحريك جبهة الجنوب، أكد "شيحا" على أن " الإعلان عن أي معركة سواء ضد داعش أو لأهداف وغايات غير معلنة، ما هو إلا تهويل لثني الجيش السوري عن المزيد من التقدم وإحراز الانتصارات التي يحققها في عدة مناطق، في ظل التخبط السياسي العالمي وليس في المنطقة فحسب، وكل الحملات التصعيدية للتعتيم على التقدم العسكري في الجبهات المفتوحة، اليوم، لن تنجح في تحقيق غاياتها طالما أن للجيش والقوى الحليفة الكلمة الفصل فيها".
من جهة ثانية قال عضو مجلس الشعب السوري بأن " الدولة السورية أكدت وتؤكد اليوم على الحل السياسي، وهو ما تبرهنه من خلال مشاركتها في أي اجتماع دولي للتوصل إلى تسوية، بحيث تفاوضت مع "قيادات المسلحين" لتثبت للمجتمع الدولي بأنها تريد الحل، في حين هم من يرفضونه عبر دعم الدول الداعمة لهم للتنظيمات الإرهابية التي تقتل الشعب السوري بأسلحة محرمة دولياً، ويريدون إلقاء التهم على الجيش عبر مخططاتهم "الكيماوية" التي بدؤوها في الغوطة عام 2014 واستكملوها مؤخراً في "خان شيخون" ولن تكون سوى حملات مكشوفة الهدف ومصيرها الفشل".
وتتعدد الاحتمالات بين سياسي وعسكري، قد لا تكون في دائرة حسابات ظاهرية أو حملات معلنة كما يظهر اليوم، خاصة وأن واشنطن – وهي من تقود أي تصعيد- تتصرف وفق قرارات أحادية الجانب تأخذها بعد قرارات غير معلنة ، الأمر الذي يثير مخاوف روسيا من "أمور غير متوقعة" قد تشهدها الساحة السورية قريباً!