QR codeQR code

المسافة بيننا وبين الامام الصادق (ع)

5 Oct 2010 ساعة 13:28

العمل بهذه الأخلاقيات والآداب يسرّ إمامكم الصادق (ع) يا شيعة عليّ بن أبي طالب (ع) وإنّ عكسه يحزنه...


ذكرى إستشهاد سادسِ أئمةِ الهُدى مِن أهل بيت النبي المصطفى محمدٍ (صلّى الله عليه وآله) مناسبة لنراجع أنفسنا ونقرأ المسافة بين مواقفنا اليومية وبين قيم الجعفرية الأصيلة...
فما تلك القيم وما هي المسافة بيننا وبينها؟ 

بناءً على وصية الإمام الصادق (ع) لاتباعه كما رواها أبو أسامة زيد الشحّام: "إقرأ على مَن تَرى أنه يُطيعُني مِنْهُم ويأخُذ بقولي السلام، وأوصيكُم بتقوى الله عزّوجل، وَالورعِ في دينِكُم، والإجتهادِ لله، وصِدقِ الحديث، وأداءِ الأمانة، وطولِ السجود، وحُسنِ الجوار، فبِهذا جاء محمَّدٌ (صلّى الله عليه وآله)، أدّوا الأمانةَ إلى مَنِ ائْتَمَنَكُم عليها بَرَّاً أو فاجراً ، فإنَّ رسولَ الله (صلّى الله عليه وآله) كان يأمُرُ بأداءِ الخَيْطِ والمَخِيط، صِلُوا عشائِرَهم واشْهَدوا جنائزَهُم، وعودوا مرضاهم، وَأدّوا حقوقَهم، فإنّ الرّجلَ منكُم إذا وَرِعَ في دينِه وصَدَقَ الحديثَ وأدّى الأمانةَ وحَسَّنَ خُلْقَه مع الناس قيل: هذا جَعفَريٌّ، فَيَسُرَّني ذلك ويُدخِلَ عليَّ منه السُّرورَ، وقيل هذا أدَبُ جَعفَر، وإذا كان على غيرِ ذلك دَخَلَ عليَّ بلاؤه وعارُه وقيل هذا أدَبُ جَعفَر، فوالله لَحَدّثني أبي (عليه السلام) أنّ الرجلَ كان يكونُ في القبيلةِ مِن شيعةِ عليٍّ (عليه السلام) فيكونُ زَيْنَها، أدّاهُم للأمانة، وأقضاهُم للحقوق، وأصدَقَهُم للحديث، إليهِ وصاياهُم ووَدَائِعُهم، تسألُ العشيرةَ عنه فتقول: مَن مِثلُ فلانٍ إنّه لأدّانا للأمانة، وأصدَقُنا للحديث".

فعلى ضوء هذه الرواية العظيمة يجب على كلّ مسلم شيعي يدّعي الطاعة لإمامه والأخذ بقوله:
۱/ أن يتقي الله فلا يعصيه، وأن يتورّع في دين الله فلا يفتي حسب رأيه، وأن يصرف جهده في سبيل الله وليس من أجل مصالحه الذاتية. 

۲/ أن يصدق في كلامه ولا يكذب، وأن يؤدّي الأمانة ولا يخون فيها سواء مع الإنسان الصالح أو الفاجر. وأن يطيل سجوده لله، فالسجود مع التفكّر إعلانٌ للتواضع في حضرة الحق وهو ما يغضب إبليس الذي أبى أن يكون مع الساجدين. إنّ الساجد بطول سجوده لله عزّوجل يحصّن نفسه ضدّ الشياطين كلّ الشياطين!! وأن يُحسِّن الجوار، فلا يؤذي جاره قدر المستطاع، وإذا صدر عنه باطل فليسارع إلى الإعتذار منه ويصلح الموقف.

۳/  على المسلم الشيعي أن يمدّ جسور العلاقة الإجتماعية الطيّبة مع أهل السنة، بأن يحضر في مناسباتهم قدر الممكن. وأما أن يسبّهم أو يسيء إلى رموزهم الدينية (كما نشهده اليوم) فذلك عمل لا يجوز، وإذا لزم النقاش في شيء من الخلافيات فليكن باحترام وإنصاف وعلمية وحكمة توزن بها الفوائد والأضرار في ميزان العدل والواقعية.

و اخيرا إنّ العمل بهذه الأخلاقيات والآداب يسرّ إمامكم الصادق (ع) يا شيعة عليّ بن أبي طالب (ع) وإنّ عكسه يحزنه...
فأيُّ الأمرَيْن أنتُم له ملتزمون؟!
ما يجعل الجعفري يباهي به الإمام جعفر الصادق، أم ما يجعله سبباً لتشويه سمعة هذا الإمام الذي اهتدى به رجال هذه الأمّة وتعلّم على يده فقهاء المذاهب الإسلامية؟!
العلامة عبد العظيم المهتدي - مملكة البحرين



رقم: 27472

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/article/27472/المسافة-بيننا-وبين-الامام-الصادق-ع

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com