لقد صدر " الميثاق العربي لحقوق الإنسان" بقرار من مجلس جامعة الدول العربية رقمه (٥٤٢٧) بتاريخ ١٥/٩/١٩٩٧، وفي المادة الأولى منه في الفقرة (ب) ما يلي :
" إن العنصرية الصهيونية والاحتلال والسيطرة الأجنبية هي تحد للكرامة الإنسانية، وعائق أساسي يحول دون الحقوق الأساسية للشعوب، ومن الواجب إدانة جميع ممارستها، والعمل على إزالتها".
وكالـة أنبـاء التقريـب(تنـا)
بقلم : أ.د. أسعد السحمراني
أمين الشــؤون الخـارجية في اتحـاد الكتاب اللبنانيين
أستاذ العقائد والأديان في جامعة الإمام الأوزاعي – بيروت
أما بالنسبة لليهودية فإن المنطق الذي يؤسس للحوار لن يكون ما يحمله الصهاينة العنصريون الغاصبون، ولا ما يحمله شركاؤهم من الصهاينة الأمريكان أو المحافظين الجدد، ولكن ما يؤسس للحوار هو المفاهيم اليهودية التي تدعو إلى التراجع عن العدوان، وأن يعيش يهود في بلدانهم الأصلية حسب انتماءاتهم القومية. هذا حاخام يهودي غير صهيوني هو "موشية آري فريدمان" من حاخامات ڤيينا في النمسا يخطب في تظاهرة ضد العدوان الصهيوني على لبنان صيف العام ٢٠٠٦، ومما جاء في كلمته بتاريخ ٢٨/٧/٢٠٠٦:
" لقد تجمعنا اليوم هنا لنندّد أولاً بالهجمات الإرهابية الصهيونية البربرية على لبنان، وبمن يدعم تلك الهجمات من الغرب... إنني أمتنع عن وصف ما يحدث الآن في الشرق الأوسط بالحرب، كما يودّ البعض وصفه، فهناك من جهة دولة تمسّ سيادتها بدون أي سبب وبها حركة مقاومة شعبية لا شكّّ في حقّها في الوجود على أيّ حبّة من تراب الأرض المقدسة، لا تاريخياً ولا توراتياً على حدّ سواء، ولا يملك، بحسب تشريعات ديننا اليهودي مثل ذاك الحقّ وتلك الشرعية، بل وبالعكس تماماً، فكل يهودي مؤمن يرى الكيان الصهيوني كأكبرعصيان لإرادة الله. هذا الكيان الذي قاد إلى واحدة من أكبر الكوارث في تاريخ البشرية جمعاء، وما زال يقود إلى الكوارث. إن الصهيونية هي أكبر خيانة لديننا اليهودي، وأكبر خيانة لإخواننا في الإيمان من المسيحيين والمسلمين أيضاً. إن أي اعتراف بالكيان الصهيوني، سواء كان مباشراً أو غير مباشر، يتعارض كلياً مع الديانة اليهودية".
وختم الحاخام فريدمان خطابه قائلاً : " نحن نصلّي ونأمل أن يأتي الحلّ سريعاً، إن شاء الله، وأن يتلاشى الكيان الصهيوني بالكامل،... كما ونصلي أن يتمّ في المقدمة تحرير كامل فلسطين، ونصلّي من أجل قدس محررة من الصهيونية".
إن تنفيذ كلام الحاخام موشية أري فريدمان المواطن النمساوي الموجود في ڤيننا وعمره دون الخمسين سنة، وإزالة الكيان الصهيوني وتحرير القدس من الصهيونية يؤسّس للحوار بين أتباع الإسلام وأتباع المسيحية، وأتباع اليهودية، والوضع الكارثي الذي صنعته الصهيونية وتصنعه كل يوم في فلسطين بشراكة غربية وأمريكية سيجر إلى مزيد من العنف، والقاعدة في الإسلام ما جاء في النص القرآني : "وأخرجوهم من حيث أخرجوكم."؛ وكل غير ذلك إنما هو مخدّر لا يقنع أحداً وما يقوم به بعضهم بعد كل عدوان من أشكال الدعم المادي لبعض الحاجات المعيشية لا يمكن تصنيفه في باب التضامن الذي يعالج حالة كارثية.
وبالنسبة للدول العربية – خاصة تلك التي تجنح إلى التطبيع مع القاتل – فإننا نقول لها : إسمعي غير الصهاينة من أتباع اليهودية ومن نماذجهم " نعوم تشومسكي " و" إسرائيل شاهاك " والحاخام " موشية آري فريدمان "، الذي ورد كلامه في سياق هذا البحث قبل أسطر، ثم إن التضامن العربي مع فلسطين والقدس يقوم على تطبيق المواثيق الاقليمية إذا كان الأمريكي قد عطل قرارات ومواثيق المؤسسة الأممية في هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة العدل واليونيسكو.
لقد صدر " الميثاق العربي لحقوق الإنسان" بقرار من مجلس جامعة الدول العربية رقمه (٥٤٢٧) بتاريخ ١٥/٩/١٩٩٧، وفي المادة الأولى منه في الفقرة (ب) ما يلي :
" إن العنصرية الصهيونية والاحتلال والسيطرة الأجنبية هي تحد للكرامة الإنسانية، وعائق أساسي يحول دون الحقوق الأساسية للشعوب، ومن الواجب إدانة جميع ممارستها، والعمل على إزالتها".
كما أن الاتفاقية العربية التي أقرها وزراء الداخلية العرب ووزراء العدل بشأن مكافحة الإرهاب تحت عنوان : " الإتفافية العربية لمكافحة الإرهاب "، وكان إقرارها كذلك في ٢٢/٤/١٩٩٨، نصت في المادة الثانية في الفقرة (أ) على ما يلي :
" لا تعدّ جريمة، حالات الكفاح بمختلف الوسائل، بما في ذلك الكفاح المسلح ضد الاحتلال الأجنبي والعدوان من أجل التحرير وتقرير المصير، وفقاً لمبادئ القانون الدولي".
إن التزام هذه المواثيق العربية ومنها ميثاق الدفاع العربي المشترك يقتضي احتضان المقاومة والإعداد للمعارك والحروب من أجل التحرير وهذا هو التضامن الحقيقي.
تأسيساً على ما تقدم، يكون التضامن ضد الكوارث التي أصابت وتصيب الفلسطينيين خاصة والعرب عامة ودول جوار فلسطين جرّاء الاحتلال الصهيوني والعدوان، بأن تردّ الحقوق إلى أهلها، وأن تتم إزالة الصهيونية العنصرية إنقاذاً لأتباع اليهودية من خطرها قبل سواهم.
الحرب بين الدفاع والهجوم من منظور إسلامي :
عمد عدد من أصحاب الأقلام، أو من رواد المنابر والشاشات الصغيرة، في الآونة الأخيرة إلى نشر مقولة مفادها؛ إن الإسلام لم يدعُ إلى القتال إلا حال الدفاع، وذهب بعضهم إلى أن الجهاد إنما هو أما جهاد ضد النفس وشهواتها، أو جهاد بالكلمة، وقالوا كذلك: إن الأصل في الإسلام هو السلام. كل هذه المقولات ومثلها إنما كان الغرض منه استرضاء بعض الغرب، وبشكل خاص بعد ماجريات نهار ١١/٩/٢٠٠٠.
الحقيقة هي أن الإسلام أصّل للسّلم وحدد قواعده ومقاصده، كما أنه أسّس وأصّل للحرب وللقتال، ووضع لهما المقاصد والقواعد والضوابط، ودعا الإسلام للجهاد في الذات تهذيباً وضبطاً، ودعا للجهاد ضد الأعداء.
إن مراجعة النصوص القرآنية، ومعها السيرة النبوية الشريفة والأحاديث النبوية تبيّن ذلك بشكل جلي لا لبس فيه. فقد طالب الإسلام أتباعه بالاعداد وامتلاك القوة لمواجهة العدوان، وإن حصل ولم يكن هناك عدو ظاهر، فالإسلام كذلك أمر بالاعداد لأنه قد يكون هناك أعداء غير ظاهرين الله تعالى يعلمهم. قال: "وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوّكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفّ إليكم وأنتم لا تظلمون".
والإعداد العسكري تدريباً وعتاداً وسلاحاً يحتاج الأمر معه إلى الإعداد النفسي لأن الحالة التي يكون عليها الفرد العسكري أساسية في القتال لذلك كان الأمر بالحشد والتعبئة المعنوية، وهو التحريض. قال تعالى: "يا أيّها النبي حرّض المؤمنين على القِتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم لا يفقهون".
المواجهة تستدعي الامكانات ذاتاً ومادياً، وهذا ما طالب به الإسلام بأن يكون الجهاد والقتال بالمال والنفس، والمؤمن يكون مستعداً دوماً لإحدى الحسنيين : النصر أو الشهادة، بذلك إمّا أن يقتل العدو، أو أن يقضي شهيداً في سبيل الله، وفي الحالين يكون للمجاهد الفوزالعظيم في الآخرة. قال تعالى : " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقًّا في التراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم".
ومن الأحاديث النبوية في هذا الباب :
"عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي الناس أفضل؟ قال: مؤمن يجاهد بنفسه وبماله في سبيل الله تعالى".
وإذا كان الجهاد فرض فهو نوعان :
١- جهاد الطلب وهو الذي يخرج فيه بعض أهل الأمة إلى القتال، وهو فرض كفاية، إن قام به بعض الأمة سقط عنها جميعاً.
٢- جهاد الدفع وهو الذي يكون حال دخول العدو الديار واحتلال الأرض كحال العرب المسلمين اليوم مع الصهيوأمريكان، وهنا يكون الجهاد " فرضاً عاماً متعيناً على كل احد ممن يستطيع المدافعة والقتال وحمل السلاح من البالغين الأحرار، وذلك أن يحلّ العدو بدار الإسلام محارباً لهم، فإذا كان ذلك وجب على جميع أهل تلك الدار أن ينفروا ويخرجوا إليه خفافاً وثقالاً وشباباً وشيوخاً ".
ويصل دور السؤال : هل القتال حالة دفاعية فقط؟ لقد جاء ما يفيد ذلك في النص القرآني وإليه استند من قال أن الحرب في الإسلام تكون دفاعية فقط، والحكم من الآية الكريمة: "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين".
ولكن بعضهم لم ينتبه إلى نص قرآني آخر جاء يحضّ على الهجوم والإغارة، لأن أحسن أساليب الدفاع هو الهجوم. قال تعالى: "والعاديات ضبحاً. فالموريات قدحاً فالمغيرات صبحاً".
فالعاديات هي خيل المؤمنين الغزاة التي تعدو بهم باتجاه العدوّ، وهذه الخيل توري النار بحوافرها، وبعدها تكون الإغارة على الأعداء صباحاً ليؤخذ العدو بغته.
وما كان بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كله غزوات قادها بنفسه، أو سرايا بعثها بإمرة أحد الصحابة. وقد بلغت السرايا ٥٥ سرية والغزوات ٢٧ غزوة قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم شخصياً في ٩ منها هي: بدر الكبرى، وأُحُد، والمريسيع، والخندق، وقريظة، وخيبر، وفتح مكة، وحنين، والطائف. وكانت كلها هجومية وكانت غزوتان دفاعيتان فقط هما: أحد والخندق أو الأحزاب.
نصل مما تقدم إلى القول : إن المواجهة ضد الأعداء ليست لها حالة واحدة بل حسب الظروف وطبيعة المعركة، وحسب الإمكانات المتوافرة لخوض المعركة، وقد تحدث عن ذلك الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في قوله :
" - قد تكون الوسيلة لظرفٍ ما، المسالمة وبثّ النصيحة والتعليم والإرشاد، وعندئذ لا يفسّر الجهاد إلا بذلك.
- وقد تكون الوسيلة بظرفٍ آخر، الحرب الهجومية، فهي عندئذ ذروة الجهاد وأشرفه.
...وهذا يعنى أن جميع هذه الوسائل الثلاث مشروعة في تحقيق الجهاد ".
إن تمادي أعداء العرب والمسلمين على البشر والحجر والمقدسات، وهم داخل الديار قد احتلوا واغتصبوا، كل ذلك لا ردع له بغير المقاومة والقتال، وأحسنه الهجوم لزرع الرعب والبلبلة في صفوف الأعداء، وقد وجهت إلى هذا الآية الكريمة: "سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا كل بنان."
ونختم بما قاله أحمد رابت عرموش حول القيادة النبوية، وهو الأصل :
" التعرّض؛ يمكن أن نسميه المبادأة، ونقصد به مبادرة العدو بالقتال، فالمهاجم غالباً هو صاحب النصر، وهناك قول مأثور أو قاعدة عامة في القتال تقول : الهجوم وسيلة للدفاع، وهي بمعنى قول الإمام علي (رضي الله عنه ) : ما غُزي قوم في عقر دارهم إلا ذُلّوا، ويقتصر نصر المدافع على منع المهاجم من تحقيق أهدافه فقط، بينما يعمل المهاجم بشكل إيجابي على تحقيق أهدافه ومن استعراض حروب الرسول كلها نجدها تعرّضية (هجومية) ما عدا غزوتين فقط هما أحد والخندق".
وإذا كان الحديث على التضامن لمواجهة كوارث الحروب فإن التضامن الحقيقي مع فلسطين، وهي النموذج الذي اخترناه، إنما يكون بتوفير كل أساليب الدعم لجبهات المقاومة، وذلك من أجل تحقيق التحرير وإزالة كل أشكال الاحتلال والعدوان، وكل عمل يأخذ من التضامن في ساحات القتال ولا يعطي للمعركة شيئاً قيمته لا تعلو عن الصفر.
توصيات واقتراحات :
١- إن التضامن الإنساني في مواجهة كوارث الحروب يكون بردع المعتدي، وإزالة الإحتلال حيثما وقع، ومنع الظلم والعدوان، وليس التضامن حبيبات أرز أو سكر، أو بعض الأثاث المنزلي، أو الملابس.
٢- يحتاج هذا العدوان إلى تضامن إنساني عالمي ضد الصهيونية بوصفها حركة عنصرية صاحبة مشروع استيطاني احلالي، وقد اغتصبت أرضاً وحقوقاً ودنست مقدسات وتتطلع إلى التوسع، وردعها أساسي من أجل التضامن وإزالة آثار عدوانها، والقضاء على مشروعها الاستعماري. لا مشكلة للمسلمين أو المسيحيين مع اليهودية، والمشكلة كل المشكلة مع الصهيونية ولأن عدداً غير أساسي من يهود هو خارج الصهيونية ويقادمها، فإن يهود جميعاً يدفعون ثمن المشروع الصهيوني.
٣- إن العالم مع مرور العقد الأول من القرن الحادي والعشرين قد دفع أثماناً كبيرة بفعل التطلع إلى الإنفراد بقيادة العالم، أو الأُحادية القطبية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ومن يقودونها من المحافظين الجدد الذين يشتركون في نقاط كثيرة مع الصهيونية، وبالتالي فإن التضامن الإنساني المطلوب هو تشكيل تحالف دولي ومعه المؤسسات لوضع حدّ لهذا التمادي، هذا مع إزالة أنواع الاحتلال من العراق إلى أفغانستان وسواهما، وإخراج القواعد العسكرية، وقطع أصابع الفتنة الأمريكية التي نتحرك تحت ستار الطائفية أو العرقية، ويحتاج الموقف الأمريكي كذلك أن يوقف شراكته الكاملة مع الصهيونية ودعمه المطلق لها، فالتضامن ليس بأن يحتل الأمريكي ويهدد ويتدخل ويسلب، وبعدها يرسل بعض طعام لضحاياه، فهذا لا يولد سوى الحروب، وردات الفعل غير المحمودة النتائج.
٤- برزت في السنوات الأخيرة ظواهر من النعصبات الرديئة وحالات الغلوّ والفئوية والتطرف عند المسلمين وهذه كلها غير المقاومة. فالمقاومة فطرة وضرورة ومشروعة، أما الظواهر التي ذكرناها فإنها لا تتناسب مع جوهر الإسلام دين الرحمة، وهذا يقتضي أن يتصدى العلماء ومؤسسات المجتمع الأهلي جميعها مع الجهات الرسمية لمعالجة الامر برد الأمور إلى نصابها، وتصحيح الأفاهيم الخاطئة.
٥- ظهرت في السنوات الأخيرة ظواهر تعصبية عند المسيحيين منها ما كان من المؤسسات الرسمية كإصدار قانون في شهر شباط/فبراير ٢٠٠٤ في فرنسا بشأن الحجاب ومنعه على الطالبات، أو ما كان عبر وسائل الإعلام في الدانمرك وسواها، ومنها ما كان من خلال مجموعات شبابية تعتدي على العرب والمسلمين وقد حصل ذلك في ألمانيا وفرنسا ومؤخراً أو ظواهر تعصب غذّاها الأمريكي وحلفاؤه وأتباعه في ساحات مصر ولبنان وغيرها وكانت لها نتائج سلبية. لا بد من موقف مسيحي يلتزم ما أصدرته الكنائس وأبرزه ما كان في قرارات المجمع الفاتيكاني الثاني بشأن العلاقات مع المسلمين في العام ١٩٦٥.
٦- إن الحوار يحتاج أن يتخذ عنواناً هو : "حوار أتباع الاديان والمعتقدات"، لا حوار الأديان، فمن يتحاورهم أتباع الأديان، والحوار لا يكون في العقائد والعبادات وإنما فيما يسمى المشترك الإنساني أو القيم الناظمة للعلاقات في المجتمع. هذا يحتاج إلى توسيع دائرة الحوار وأن يقترن بجوانب عملية ينظّر لها أهل الفكر. لا حوار مع الظلم والاعتداء ولا حوار مع محتل أو قاتل.
٧- يلاحظ أن بعض المؤتمرات والمراكز تقف بالحوار عند حدود الإسلام والمسيحية واليهودية وإذا كان أغلب من يتبعون اليهودية وهم بالأصل بحدود ١٤ مليوناً من الصهاينة والحوار لا يجدي معهم بل الواجب يردعهم وتفكيك منظمتهم الصهيونية، فإن هذا الحوار قاصر، ولا بد من تصحيح مساره ليشمل أتباع العقائد الأخرى في الشرق والجنوب الآسيوي مع الإشارة إلى أن سكان العالم بحدود ٧ مليارات ويمثل هؤلاء منهم أكثر من ٣ ملايين، فلا يصح لمؤتمرات الحوار الجادة أن تغفل هذا القدر الكبر من سكان العالم من البوذيين والهندوس والكنفوشيين والشتتويين والسيخ.
٨- إذا بقيت بعض مراكز الحوار ومؤتمراته عند حدود إرضاء واسترضاء هذه القوة النافذة عالمياً، أو هذه السلطة، أو هذا الحاكم أو ذاك، فإن عملها لن يجدي نفعاً. فالعالم والمفكر الفاعل في المراكز والمؤتمرات هو الذي يقول كلمة الحق ويجهر بها من أجل إنقاذ البشرية جمعاء. البشرية في سفينة مهددة بالغرق بسبب إجرام وظلم بعض من فيها، فإن أخذ الباقون على يدهم، وأوقفوا ظلمهم نجا الجميع، وإن تركوهم يعبثون ويعربدون، فالسفينة ستغرق بالجميع.