ويعتبر الاتحاد الأوروبي حتى الآن تركيا شريكاً في سياسته الخارجية ولكن تقريره لهذا العام عكس تنامي الخلافات بين أنقرة
وبروكسل من جهة ، وحرص الاتحاد الأوروبي على مصالح إسرائيل
أوروبا تنحاز الى اسرائيل بمواجهة تركيا
20 Nov 2010 ساعة 11:48
ويعتبر الاتحاد الأوروبي حتى الآن تركيا شريكاً في سياسته الخارجية ولكن تقريره لهذا العام عكس تنامي الخلافات بين أنقرة
وبروكسل من جهة ، وحرص الاتحاد الأوروبي على مصالح إسرائيل
وكالة انباء التقريب (تنا) :
وجّه الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى وبشكل رسمي انتقادات مباشرة لتركيا بسبب مواقفها في الآونة الأخيرة من السياسة الإسرائيلية في الشرق الأوسط .
ويعدّ التحرك الأوروبي المنتقد للسياسة الخارجية التركية وتحديداً بشان ،التعامل مع إسرائيل احد العناصر الواردة في تقرير المفوضية الاوروبية السنوي الخاص بتقييم أداء تركيا ومدى استجابتها لمعايير الاندماج السياسي والاقتصادي الأوروبي .
ويعتبر الاتحاد الأوروبي حتى الآن تركيا شريكاً في سياسته الخارجية ولكن تقريره لهذا العام عكس تنامي الخلافات بين أنقرة
وبروكسل من جهة ، وحرص الاتحاد الأوروبي على مصالح إسرائيل بشكل مباشر من جهة أخرى . وجاء في التقرير إن تركيا لم تعد تلتزم بالمواقف الاوروبية في مجال السياسة الخارجية وسرد انتقادات تركيا لإسرائيل مثالا على ذلك .
وقال التقرير" لقد مرت العلاقات التركية الإسرائيلية هذا العام بأزمة
خطيرة" في إشارة إلى ردة فعل تركيا على الاعتداء الإسرائيلي المسلح على قافلة أسطول الحرية في مايو/ ايار الماضي ومصرع عدد كبير من الرعايا الأتراك خلال الهجوم .
وتضمن التقرير الأوروبي إضافة إلى ذلك ، العناصر التقليدية المعروفة في مواقف أوروبا تجاه تركيا سواء بشأن قبرص أو بشأن
ملفات تتعلق بالداخل التركي.. ويتحرك اللوبي الإسرائيلي في بروكسل منذ الهجوم على قافلة أسطول الحرية قبالة سواحل غزة في الربيع الماضي لحشد جبهة سياسية وإعلامية أوروبية مناهضة لتركيا .
ولقد بدا ان موقف المفوضية الاوروبية الوارد في تقريرها السنوي لهذا العام بشأن تركيا منسجماً جداً مع الموقف الإسرائيلي لا بل متماهي معه الى حد كبير . ويأتي الموقف الأوروبي من تركيا ليتزامن مع مواجهة صامتة تجري بين حلف الناتو والولايات المتحدة من جهة وتركيا من جهة أخرى بشأن خطة الحلف الأطلسي
بنشر درع للصواريخ ومواجهة مخاطر الصواريخ الباليستية مستقبلا .
ويقول مصدر في حلف الناتو في بروكسل إن الاتصالات بين الحلف وأنقرة تكثفت في الآونة الأخيرة لإنتزاع موافقة تركية نهائية لنشر جزء من خطة درع الصواريخ فوق الأراضي التركية. ويبلغ مدى الصواريخ التي يخطط الناتو إلى نشرها في عدد من الدول الاوروبية وفي تركيا أربع آلاف كيلومتر مما يجعلها قادرة على الوصول إلى الأراضي الروسية إضافة إلى إيران ودول أخرى .
وتقول تركيا إن أيا من جيرانها المباشرين لا يمثل خطرا بالنسبة إليها . كما تريد تركيا حسب مصادر دبلوماسية في بروكسل أن لا يقوم الناتو أو الولايات المتحدة بتمكين إسرائيل من معطيات الصواريخ التي سيتم نشرها كشرط رئيسي لقبولها بالتعاون مع الحلف كما ترفض تركيا إقتسام المعلومات الاستخباراتية التي قد يتم الحصول عليها من قبل نظام درع الصواريخ مع السلطات الإسرائيلية . ولكن نفس المصدر يضيف إن إشكالية قبول تركيا من
عدمها بخطة الناتو لنشر درع الصواريخ ستحدد مجمل جوانب الإطار المقبل للعلاقات ين تركيا من جهة وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى وستكون اختبارا عمليا لمدى التزام تركيا بالتحالف مع الدول الغربية .
وقال وزير الدفاع الأمريكي ربوت غيتس يوم ١٤ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في بروكسل إن الحلف الأطلسي لا يمارس أي ضغوط على تركيا و لكنه يواصل المشاورات معها كحليف . ويقول الناتو إن خطة نظام الدفاع الصاروخي المثيرة للجدل ستنفذ على مرحلتين. حيث سيتم خلال العامين المقبلين نشر سفن للبحرية الأميركية في البحر المتوسط تحمل صواريخ بعيدة المدى. وسيعقب
ذلك نصب صواريخ اعتراضية على اليابسة في رومانيا وبولندا ومحطة رادار عالية التقنية في بلغاريا أو تركيا بحلول عام ٢٠١٥ .
د. صالح بكر الطيار رئيس مركز الدراسات العربي الاوروبي
رقم: 31654