لقد عمدت المملكة العربية السعودية و(إسرائيل) إلى تثبيط عزيمة إدارة "أوباما" عن متابعة الاتفاق النووي الإيراني الامر الذي استثمره ترامب لكسب النتيجة والخروج بمحصلة هائلة من المكاسب والارباح لايشعر السعوديون بها الان ولكن سيستفيقون يوما ما ليجدوا انهم دفعوا المليارات دون اي مقابل كما حصل مع صدام نسخة طبق الاصل انتهى المطاف ان خسرت المملكة 300 مليار دولار وشنق صدام واصبحت ايران نووية تنافس الدول العظمى في صناعة الصواريخ والتكنلوجيا النووية.
من المرجح أن يضيف قرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني وقودا لنيران الطائفية في الشرق الأوسط ,وهو التاجر الذي يسعى للربح دون ان يضحي باي تضحية , ما يحتم عليه ايجاد صدام جديد في المنطقة , يحارب بالنيابة , ويحقق النتائج المرجوة لطموحاته , دون خسائر تذكر , بل تدر على الولايات المتحدة الامريكية الربح الوفير ان وقعت الحرب ام لم تقع فالنتيجة واحدة , بيع الكثير من السلاح وابقاء الحرب بين العرب وبعضهم , وبين المسلمين وبعضهم بعيدة عن المصالح الامريكية وامن اسرائيل .
ومن الحروب الكارثية في سوريا واليمن إلى التجمعات المتقلبة في العراق ولبنان، وصلت العلاقات السنية الشيعية إلى نقطة الانهيار،الامر الذي يستثمره ترامب افضل استثمار وهو الذي لم يخطط للامر بل ان الواقع الذي اوجد معادلة الكراهية السعودية لإيران والشيعة انها السبب الاهم الذي يدرالمليارات في جيوب التاجر الحاذق ترامب.
ولفهم الوضع، نحتاج إلى فهم أوضح للقوى الدافعة للنزاع الطائفي يقول الخبراء " إن التنافس الإقليمي السعودي الإيراني أمر محوري بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية، وتدفع إدارة "ترامب" بكلماتها وسياستها إلى تفاقمه بدلا من تحسينه لان الاستقرار في الخليج يعني البطالة في الولايات المتحدة الامريكية واوربا وتعطل الصناعات " .
ولقد عمدت المملكة العربية السعودية و(إسرائيل) إلى تثبيط عزيمة إدارة "أوباما" عن متابعة الاتفاق النووي الإيراني الامر الذي استثمره ترامب لكسب النتيجة والخروج بمحصلة هائلة من المكاسب والارباح لايشعر السعوديون بها الان ولكن سيستفيقون يوما ما ليجدوا انهم دفعوا المليارات دون اي مقابل كما حصل مع صدام نسخة طبق الاصل انتهى المطاف ان خسرت المملكة 300 مليار دولار وشنق صدام واصبحت ايران نووية تنافس الدول العظمى في صناعة الصواريخ والتكنلوجيا النووية.
كان السعوديون متحمسين عندما تم انتخاب "ترامب" ، الذي هاجم اتفاق إيران خلال حملته الانتخابية وهي اشارات التاجر الحاذق الذي يرى امامه بقرة سمينة مليئة بالحليب واللحم وشهيته مفتوحة.
ولهذا وفي شهر مايو/أيار من العام الماضي، وخلال زيارته للرياض، ردد "ترامب" وجهة النظر السعودية بأن إيران وحدها هي المسؤولة عن كل مشاكل المنطقة ويجب إيقافها بأي ثمن واسعد ذلك القيادة السعودية وجيب ترامب معا .
وينبغي النظر إلى التخلي عن الاتفاق النووي الإيراني على أنه تحول منسق بين الولايات المتحدة و(إسرائيل) والسعودية نحو عزل إيران ومواجهتها وفق مبدأ الثمن المدفوع واستحقاقاته على ان يغطي الامير محمد بن سلمان ثمن الخسائر المترتبة على هذا القرار فالتخلي يعني خسارة الشركات الامريكية والصديقة من ستنفذ المقاطعة ووقع بن سلمان على صك على بياض الامر الذي شجع ترامب على الاسراع باقرار الخروج من الاتفاق النووي .
ويوصف الصراع بين إيران والسعودية على نطاق واسع، من قبل الصحفيين وكاتبي الأعمدة وصانعي القرار، بأنه متجذر في كراهية بدائية ومستعصية وجدت مراكز القرار العالمي انه مدر للارباح الطائلة على ان يكون التعاطي معه حذر للغاية .
وكما يقول كاتب رأي في "تايمز"، يعود الأمر إلى "صراع القرن السابع حول من هو الوريث الشرعي للنبي محمد، الشيعة أم السنة".
حتى أن الرئيس "باراك أوباما"، الذي راهن بالكثير من رأس ماله السياسي على الاتفاق النووي مع إيران، قد استحضر شبح "الاختلافات الطائفية القديمة" لشرح الاضطراب في الشرق الأوسط. وفي خطابه الأخير عن حالة الاتحاد، أكد «أوباما» أن القضايا التي تعاني منها المنطقة "متجذرة في صراعات تعود إلى آلاف السنين" ويقول خبراء متخصصون ان اوباما كان الوحيد بين زعماء الولايات المتحدة الذي لم يتعامل مع ورقة الخلافات بين المملكة وايران تعامل الربح والابتزاز بل كان جادا في الوصول الى نتيجة تاريخية تسجل له في هذا المضمار وكان بوده اكمال المشوار مع رئاسة جديدة بقيادة هيلاري كلنتون ولكن وصول ترامب غير كل شئ.
ويعتبر إسقاط الظروف الحالية مرة أخرى على الماضي على هذا النحو خطأ فادحا. وأصبحت هذه الرواية المريحة ذات عواقب سياسية خطيرة للغاية.
فالصراعات العالمية لها أسباب سياسية أكثر وتكون مدفوعة من قبل جهات حكومية تسعى إلى السلطة السياسية والمصالح الاستراتيجية، وخلال الحرب الباردة، تمتعت السعودية وإيران بعلاقات ودية. وكان لدى كلا البلدين علاقات دافئة مع الولايات المتحدة، وكانا على نفس الجانب من القضايا في المنطقة.
وفي الحرب الأهلية اليمنية في الستينيات، على سبيل المثال، تحالفت إيران والمملكة والأردن مع المناصرين الملكيين للمملكة المتوكلية. ودعمت مصر والعراق وجمهوريات عربية أخرى ما يسمى بالجمهورية العربية اليمنية. ودعم رؤساء الجمهوريات العربية نظراءهم في اليمن، في حين دعمت الممالك السعودية والإيرانية وغيرها الملكيين.
لكن الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 غيرت هذه المعادلة. وخوفا من انتشار الإسلام السياسي في جميع أنحاء الخليج العربي، استثمرت السعودية موارد كبيرة في محاولة تقويض جاذبية الثورة. وسعت إلى تصويرها على أنها ظاهرة شيعية وفارسية واضحة. وبالتالي، شهدت الثمانينيات تدهور العلاقات بين السنة والشيعة في جميع أنحاء المنطقة.
وعلى الرغم من أن الإلهام الديني للثورة الإيرانية كان شيعيا بلا شك، إلا أن الناس في جميع أنحاء الشرق الأوسط وآسيا رأوا أنها انتفاضة شعبية ضد إمبريالية نظام ملكي قمعي مدعوم من الغرب، لكن شبح الحركات الجماهيرية، في شكل الإسلام السياسي، ضد الممالك الأخرى المدعومة من الغرب في المنطقة هو ما أرعب السعوديين ولهذا اتخذو جانب العداء خشية سقوط عروشهم كما سقط شاه ايران .
وقد تسبب دعم السعودية القوي لـ"صدام حسين" في الحرب العراقية الإيرانية في تكثيف العداء. ومع نهاية تلك الحرب عام 1988، خفت التوترات بين طهران والرياض وتحسنت العلاقات. واستمر السلام البارد في معظم التسعينات.
وكان غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة عام 2003 نقطة تحول في التنافس السعودي الإيراني، وفي العلاقات الطائفية في جميع أنحاء المنطقة. وكان السعوديون يشعرون بالرعب من أن يأذن الغزو بوصول حكومة يقودها الشيعة تربطهم علاقات قوية بطهران وكان اللاعب الامريكي يناور ويستثمر الفرص من دون تقديم اي تضحيات غير مستحقة ونزلت الولايات المتحدة في الخليج بصورة لم تكن متوقعة قبل عقود .
وبدأت التحذيرات من "الهلال الشيعي" في السيطرة، وبدأت المخاوف من صعود إيران تجد صداها لدى المزيد والمزيد من السنة في جميع أنحاء المنطقة. وفي عام 2008، حث الملك «عبدالله» ملك السعودية على «قطع رأس الأفعى» بضربة عسكرية على إيران .
ويبدو أن الانتفاضات العربية عام 2011 قد أوقفت مؤقتا السرد الطائفي. وفي سوريا واليمن والبحرين، سار السنة والشيعة معا، ورددوا نفس الشعارات، والتقوا بنفس المصير القمعي على أيدي حكوماتهم. لكن في كل من هذه الحالات، تحولت الحركات الشعبية المتقاطعة إلى صراعات طائفية. وبنشر منطق "فرق تسد"، صورت الأنظمة الاستبدادية المحتجين على أنهم أعداء أجانب بأجندات متطرفة وطائفية. وفي حين أن هذه السردية كانت زائفة بشكل واضح، أصبحت نبوءة تحققت، وكانت لها نتائج مأساوية.
ويكتسح العنف الطائفي المنطقة الآن، وتدفع حرب الهيمنة بين السعودية وإيران هذه الدراما القاتلة. ومنذ عام 2015، ارتكبت المملكة العربية السعودية فظائع في اليمن على أساس أسبوعي، وقصفت المستشفيات والمدارس والأسواق وحفلات الزفاف والجنازات والمناطق السكنية، ما أسفر عن مقتل الآلاف من المدنيين ولكن ادارة الرئيس ترامب لاترى كل ذلك لان السعوديون اغرقوه بالمليارات التي تسد عين الشمس كما يقول العرب فكيف لاتسد عيون ترامب التي ترى مقتل ثمانين طفل ورجل سوري ولاترى ذبح عشرات الالاف في اليمن .
تذكير : المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الوكالة