دخلت حرب اليمن منعطفاً جديداَ، بعد جمود عسكري في جبهات القتال المختلفة، كانت سماتها الواضحة الكر والفر وربح جبهة هنا وخسران أخرى ، وهذا يشمل قوات التحالف العدواني العربي بقيادة السعودية قرن الشيطان ، والجيش اليمني واللجان الشعبية.
تحالف عالمي ينهزم امام اليمن المحاصرة
تنا
2 Jul 2018 ساعة 12:55
دخلت حرب اليمن منعطفاً جديداَ، بعد جمود عسكري في جبهات القتال المختلفة، كانت سماتها الواضحة الكر والفر وربح جبهة هنا وخسران أخرى ، وهذا يشمل قوات التحالف العدواني العربي بقيادة السعودية قرن الشيطان ، والجيش اليمني واللجان الشعبية.
مصطفى الياسري
فلا يوجد نصر استراتيجي للتحالف السعودي منذ خروج الجيش اليمني والمقاومة اليمنية من مناطق الجنوب اليمني، بل العكس فقت فتحت جبهات أخرى خارج الجغرافية اليمنية تأرق قادة عاصفة الحزم وهي: جبهة نجران، وعسير، وجيزان في الجنوب السعودي، وهي خاصرة رخوة استغلتها المقاومة اليمنية كورقة ضغط على السعودية.
بعد دخول الأزمة اليمنية وحربها السنة الرابعة وزيادة التكلفة المالية والبشرية على التحالف العربي، وبروز خلافات في عمق هذا التحالف سواءً في الجنوب اليمني أو من خلال مشهد الانسحابات في جسم هذا التحالف، جاء قرار معركة الحديدة كورقة أخيرة للتحالف السعودي لكسب معركة اليمن من بوابة الحديدة . لماذا الحديدة؟ لأنها المنفذ البحري الوحيد لعبور المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية للشعب اليمني، وما تحذيرات الأمم المتحدة من فتح جبهة الحديدة ودخولها في أتون معارك اليمن، إلا لأهميتها من الناحية الاقتصادية والإنسانية .
بعض المراقبين لهذه الحرب يذكرون أن التحالف السعودي واذنابهم يريد من هذه المعركة خنق الطرف الآخر ومحاصرته اقتصادياً، وأقصد هنا حكومة صنعاء المتمثلة بالمقاومة اليمنية وأنصارهم، والتحالف الشيطاني يعلل فتح معركة الحديدة بوقف تهريب السلاح عن طريق مينائها وهذه ما تنفيه حكومة صنعاء.
معركة الحديدة يراد لها أن تأسس لواقع جديد في اليمن يستطيع من خلالها التحالف السعودي كسب ما خسره في سنيين صراعه في اليمن، خاصةً بعد انفراط عقد هذا التحالف، ولم يبق منه إلا من يسير بالمال، ومن عنده مطامع واضحةً في اليمن ونسيان القضية الأساسية التي بني عليها هذا التحالف وهي إرجاع شرعية الرئيس منصور هادي إلى الحكم، والذي أصبح وبرأي كثير من المراقبين حبيس الكلمة والقرارات، ولا يتحرك وينطق إلا عندما يطلب منه واصبح عبيدا عند شيوخ البترول وكيانهم الصهيوني
جاءت معركة الحديدة لتأسس لخارطة سياسية وعسكرية جديدة في اليمن، وعلى ضوء نتائجها سيتبلور المشهد السياسي اليمني الجديد الذي به سنعرف الخطوط العريضة لكل أطراف النزاع في الجغرافية اليمنية.والسؤال هنا هل استفاد التحالف الشيطاني من هذه المعركة وهل ستوظف نتائجها سياسياً لإنهاء حرب اليمن؟ . من هنا لابد أن ندخل في المعطيات العسكرية لمعركة الحديدة وهل كانت كما تشتهي سفن التحالف الشيطاني أو كانت رياح الحديدة عاتية كما هي الجبهات اليمنية الآخرى .؟
إعلامياَ، وأقصد هنا إعلام التحالف العربي أظهر لنا أن الحديدة سقطت قبل أسبوع أو أكثر، أو بقي منها مساحات يسيرة جداً خارج سيطرة التحالف، والمطار خارج سيطرة الجيش اليمني واللجان الشعبية، والميناء قارب على السقوط الذي بالسيطرة عليه ستتكون هنالك معادلة إقتصادية وسياسية وعسكرية جديدة في اليمن تغير من المراوحة السياسي والعسكري منذ بداية عاصفة الحزم .
إن الدروس المستفادة من معركة الحديدة والتي تأسس لمعادلة سياسية وعسكرية جديدة في اليمن هي : أن عدم استطاعة التحالف الشيطاني بعد شهر من المواجهة العسكرية مع الجيش اليمني واللجان الشعبية (الحوثيين)، من بسط السيطرة الكاملة على الحديدة وهي أرض منبسطة وساحلية !! فكيف لها أن تبسط سيطرتها على باقي جبهات القتال في اليمن، التي تتميز جغرافيتها بالتضاريس الطبيعية الصعبة التي تعطي المدافع سهولة الدفاع والحركة.الحديدة أصبحت ساحةً أخرى من ساحات الاستنزاف العسكري والمالي للتحالف الشيطاني ومن يدعم هذا التحالف من الغرب يدرك ذلك ويعلمه جيداً .
المعادلة الجديدة التي فرضتها معركة الحديدة عسكرية هي -إذا لم تنجحوا في السيطرة على الحديدة ذات الطبيعة الساحلية السهلة فكيف ستحررون صنعاء وجوارها ذات الطبيعة الجبلية الصعبة- ؟ أما سياسياً فلابد من العودة لخيار التفاوض ورضوخ آل سلول إلى الطاولة على قاعدة (لا غالب ولا مغلوب) وأن مصلحة اليمن هي الأولوية الأولى والأخيرة أو العودة للاستنزاف البشري والمالي للجيوش المتكالبة على اليمن.
المعادلة الجديدة هذه خيوطها بعد معركة الحديدة، ونحن نعلم أن خيار الحرب والسلم لدى التحالف الشيطاني مرتبط بملفات إقليمية ودولية أخرى، نرجو أن تكون نتائج معركة الحديدة أنضجت هذه الحلول، ونرى فرقاء الأزمة اليمنية على طاولة التفاوض مرة أخرى لحقن دماء اليمنيين، والتي يكفي ما سال منها على مدار السنوات الأربع لهذه الحرب، نرجو ذلك في العاجل القريب،وأن يكون الحل من البوابة الغربية والشيطان الأكبر التي يشهد الجميع بأنها بوابة السلام والخير في المنطقة كما يزعمون ذلك وأن النصر قادم .
رقم: 340351