تتعرض بعض دولنا العربية والاسلامية لحرب وعقوبات اقتصادية شرسة تهدف اخضاعها بسبب محاولاتها الخروج عن سيطرة السيد الأمريكي.
سبع عجاف...وسبع سمان ...فمن أقصى عليا(ع)... وقتل عثمان(رض)...
تنا - خاص
12 Aug 2018 ساعة 23:32
تتعرض بعض دولنا العربية والاسلامية لحرب وعقوبات اقتصادية شرسة تهدف اخضاعها بسبب محاولاتها الخروج عن سيطرة السيد الأمريكي.
بقلم الشيخ بلال سعيد شعبان
وهذه العقوبات هي استكمال لحروب الاجتياح العسكري للعراق وأفغانستان والتي حصلت بدعوى محاربة الارهاب.
ومن ثم احتلال الخليج (الفارسي) عبر نشر القواعد الجوية والأساطيل البحرية بزعم حماية دوله من إيران.
وكذلك، عبر الحروب العرقية والمذهبية التي أجهزت على وحدة أمتنا وفتت ما بقي من وحدتها وذلك، بدعوى محاربة الأنظمة الطاغية التي أوجدوها.
وها هو ترامب أكبر لص شهده التاريخ، وبعد سلبه أكثر من نصف تريليون دولار من الدول الخليجیة جهارا نهارا وأمام أعين العالم أجمع، يلجأ عبر لعبة ضرب العملات المحلية وتخفيض قيمتها أمام الدولار لسلب ما بقي من مدخرات الشعوب التركية والايرانية والسورية والروسية وغيرها....
وانه لمن المؤسف والمعيب أن تنخرط دول عربية بعينها في هذه الحرب القذرة فتقوم بسحب مدخراتها من تركيا من جهة وتشديد الحصار على إيران واغراق الاسواق العالمية بفائض النفط تخفيضا لسعره، تماهيا مع السياسة الأمريكية في إفقار أمتنا.
ويبدو أن حرب الدولار على عملات دولنا هي الحرب الأخيرة لأمريكا التي تهيمن على العالم بقوتيها العسكرية والمالية.
ولكننا نلاحظ أن قبضتها العسكرية تراخت كثيرا في منطقتنا بعد أن هزمت في أكثر محاور الاشتباك، وبقيت قوة أمريكا المالية المتمثلة " بالدولار " الذي يتحرك بتغطية التفوق العسكري المتراجع...
إن مواجهة هذه الحرب يجب أن تكون بالدعوة إلى قيام سوق إقتصادية إقليمية مشتركة تركية إيرانية روسية وتدخل تحت مظلتها بعض دول الاقليم كلبنان وسوريا والعراق والأردن ودول أخرى .....
هذه الدول ستكون كفيلة بتأمين سوق استهلاكية مشتركة تقدر بحوالي 400 مليون إنسان مما يجعل هذه الدول تستغني عما نسبته تقريبا 95% من وارداتها من الغرب .
فهذه الدول تمتلك شبه اكتفاء ذاتي بالمياه والزراعة والصناعة والمشتقات النفطية والمنتجات الدوائية وبدائل لسائر المنتجات بشكل أو بآخر. لذلك أول ما يجب القيام به ردا على هذه الحرب الاقتصادية خطوات عدة أهمها
أ – اقتصاديا
1 – فتح كل المعابر الاقتصادية بين دولنا ، وتنظيم التبادل التجاري على قاعدة الربح المشترك (win-win) الذي يضمن حق الدول الصغيرة والكبير، وتشجيع التبادل البيني "بالمقايضة بداية" ثم بالعملات المحلية لهذه الدول بعيدا عن التعامل بالدولار وعملات الدول الاستعمارية الأخرى.
2 - نشر ثقافة التقشف وشد الأحزمة بين شعوب أمتنا وترك استهلاك الكماليات والاكتفاء بالانفاق على الحاجيات الاساسية.
3 - التحول من مجتمع استهلاكي أناني على الطريقة الغربية إلى مجتمع إنتاجي تكاملي يسد الثغرات داخله بشكل آلي عبر فريضة الزكاة والصدقات التي هي حق الفقير في مال الغني .
ب – سياسيا
1 - فيما يخص تركيا يجب الخروج من الحلف الأطلسي، والانخراط في حلف إقليمي جديد يضم الدول المتضررة من الهيمنة الأمريكية الاستعمارية على المنطقة.
2 - قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني ووقف كل أشكال التعاون الاقتصادي والتجاري معه.
- إرهاصات عصر جديد :
إن حسن المواجهة والثبات في هذه الحرب، كما والشراكة الحقيقية بين هذه الدول وبين كل من هو متضرر من الهيمنة الأمريكية من دول العالم الحر سيكون له نتائج أهمها:
1 - بداية لعصر جديد لمستضعفي الأرض وفقرائها وتشكيل حلف جديد قوامه الصين والهند وروسيا إضافة إلى دولنا الإقليمية ومن بينها ماليزيا وباكستان وإيران وتركيا
2 - نهاية للسطوة والسيطرة الأمريكية المستمرة منذ عقود على كوكب الأرض.
3 - وقف النهب والسلب الغربي لمقدرات الشعوب المستضعفة في الخليج وإفريقيا وشرق آسيا.
- في الختام:
إن كل كتلنا المشرقية والمستضعفة مستهدفة، مسيحية كانت أم مسلمة سنية كانت أم شيعية وطنية كانت أم قومية.
- فهل سننخرط في معركة الاستقلال السياسي والاقتصادي كمستضعفين في وجه المستكبرين ؟؟
- هل سنوقف السلب والنهب لثرواتنا المستمر منذ قرون أم اننا نريد معرفة من نحر الناقة البسوس ومن سبق من فرسيّ الرهان داحس أم الغبراء ..؟؟
- هل ما زلنا نريد أخذ الحق من قتلة عثمان رضي الله عنه ونطوف بقميصه في مختلف البلدان ؟؟!!
- هل نريد أن نستمر بمعرفة من الأحق بالخلافة والإمامة بعد رسول الله ؟؟!!
انتقل الرسول الكريم ... ومن بعد ارتحل أبو بكر وعلي رضي الله عنهما... بل كل الآل العظام والصحب الكرام سبقونا إلى الرفيق الأعلى
وفي غيابهم استولى على الإمامة والخلافة في هذه الأرض دونالد ترامب... وبنيامين نتنياهو... فهل نصحو من سكرتنا ... وهل نستفيق من غفلتنا ... وهل نفارق جاهليتنا... لنستعيد حقنا؟؟
الأمين العام
لحركة التوحيد الإسلامي- لبنان
رقم: 350460