QR codeQR code

أحداث أثلجت قلوب المسلمين في عام 2010 وأخرى جرحتها

29 Dec 2010 ساعة 15:59

في الوقت الذي يسعى فيه أعداء الاسلام الى اشعال فتيل الخلافات الطائفية في ايران سواء في اقليم سيستان وبلوشستان أو في اقليم خوزستان فان الخلافات الطائفية خفت حدتها في العراق وانخفضت معها فتاوي التكفير التي تحرض على القتال الطائفي



لا نريد في هذه العجالة جرد أبرز الأحداث التي وقعت في العالم الاسلامي وانما تسليط الضوء على الوقائع والأحداث التي ساهمت في التقريب بين البلدان أو المذاهب أو الأوساط أو الشخصيات الاسلامية، وقبل نبدأ بجرد هذه الوقائع ينبغي أن نشير الى أن أغلب الوقائع والأحداث التي ساهمت في التقارب صدرت من العالم الاسلامي بينما أغلب الوقائع والأحداث التي يراد لها اثارة الخلافات وتوسيع الهوة بين المسلمين فنرى انها تصدر من غير المسلمين، من هنا يمكننا أن نتوصل الى نتيجة أنه ليس من مصلحة غير المسلمين التقارب والانسجام والتعايش والوحدة بين المسلمين، هذا يدعونا الى الوقوف مليا أمام الأحداث التي يراد لها اثارة الخلافات بين المسلمين حتى لو صدرت من المسلمين، ومثل هذه الأحداث تقع اما لجهل الذين يقدمون عليها واما لأنهم مرتبطون بأعداء المسلمون الذين كما أسلفنا بأنهم لا يريدون أي تقارب وانسجام وتعايش ووحدة بين المسلمين. 

فمن أبرز الأحداث التي شهدها العالم الاسلامي في هذا العام هو اعتقال عبد الملك ريجي زعيم جماعة ما يسمى بجند الله المسلحة التي نفذت العديد من عمليات القتل والتفجيرات والاختطافات والهجوم على المقرات العسكرية. 

ريجي
وكان الهدف الرئيسي من هذه العمليات هو اثارة النعرة الطائفية في الجمهورية الاسلامية، وبالرغم من أن ريجي كان يعلن أن الهدف من عملياته هو الدفاع عن سنة ايران ولكن اعترف بعد اعتقاله وقبل اعدامه بأنه نسق كل العمليات التي نفذها مع المخابرات الغربية، وكان يتلقى أموالا طائلة واسلحة ومعدات عسكرية من الذين كان ينسق جرائمه معهم. 

وفي الوقت الذي يسعى فيه أعداء الاسلام الى اشعال فتيل الخلافات الطائفية في ايران سواء في اقليم سيستان وبلوشستان أو في اقليم خوزستان فان الخلافات الطائفية خفت حدتها في العراق وانخفضت معها فتاوي التكفير التي تحرض على القتال الطائفي، ربما السبب في ذلك أن المرتبطين بأعداء الاسلام وصلوا الى قناعة بأنه لا جدوى من تحركاتهم وأن الشعب العراقي يرفض تحركاتهم، لذلك فان وتيرة التفجيرات تصاعدت قبل وبعد الانتخابات البرلمانية وكانت كل التفجيرات تقترن مع كل اتفاق أو اختلاف الفرقاء العراقيين على تقاسم الحكومة. 

من أبرز الوقائع التي حدثت خلال عام ٢٠١٠ والتي ساهمت بشكل كبير في التقريب بين المسلمين وقطع الطريق امام مشروع تحريضي طائفي هي الفتوى التي أصدرها قائد الثورة الاسلامية الامام علي خامنئي عندما حرم المساس برموز السنة وزوجات النبي الأعظم صلى الله الله عليه وآله وسلم، وكان لهذه الفتوى وقعا كبيرا في نفوس بعض السنة الذين كانوا يتصورون أن الشيعة يكفرون رموز السنة. 

ويبدو أن شيخ الأزهر العلامة أحمد الخطيب سعى الى رد الجميل للامام خامنئي فادلى بتصريحاته الشهيرة والتي تعد أيضا من أبرز الوقائع خلال عام ٢٠١٠ وذلك عندما أعلن بأن المذهب الشيعي أحد المذاهب الاسلامية التي يجوز التعبد بها وليس لديه أي مانع من الصلاة خلف امام شيعي. 

العلامة أحمد الطيب
وبذلك قطع الطريق أمام أولئك الذين كانوا يريدون جر عموم السنة الى حرب طائفية مع الشيعة، وفي نفس الوقت طمأن الشيعة بأن الذين يكفرونهم ماهم الا فئة قليلة لا ينبذهم الشيعة وحسب وانما أغلبية السنة ينبذونهم ايضا. 

أما الحدث البارز الآخر خلال عام ٢٠١٠ والذي أثلج قلوب عموم المسلمين الا أن وسائل الاعلام لم تسلط الضوء الكافي عليه هو مشاركة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في مراسم عاشوراء والقائه كلمة فيها، 

اردوغان يلقي كلمة خلال المراسم
فقد أوحى هذا الحدث العظيم بأن مشروع حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي اليه اردوغان أكبر من ان يختزل في طائفة معينة، وبذلك فان الحزب أضاف نقطة مضيئة أخرى الى سائر نقاطه المضيئة، ومن جملة ما قاله اردوغان في كلمته "ان استشهاد الامام الحسين في يوم عاشوراء لا يعني الوداع بل هو درس الحياة، فالامام علمنا بدمه الطاهر درس تجنب الحرص والطمع والظلم والجور، وان اي حادث يقع في العالم الاسلامي يذكرنا بحادثة كربلاء، ونحن نشعر في قلوبنا بالم كل مسلم في اي نقطة من العالم، وان للمسلمين في المنطقة مصيرا مشتركا وينبغي اطفاء نيران الفتنة وترسيخ الاخوة فيما بيننا عبر وضع الاختلافات جانبا وتقوية الوحدة" 

وهناك حدث آخر وقع عام ٢٠١٠ جرح مشاعر وقلوب المسلمين وهو دعوة القس المغمور جونز الى تمزيق القرآن وعلى الرغم من أن الهدف من هذا الحدث هو الاساءة للمسلمين ألا أن المسلمين أحبطوا هذه المؤامرة ضدهم.

ردود فعل المسلمين على دعوة القس جونز
فقد توحد المسلمون واستعرضوا قوتهم أمام أعدائهم وشهدت اغلب البلدان الاسلامية بل وحتى الجاليات الاسلامية في البلدان الشرقية والغربية تظاهرات صاخبة تندد بدعوة القس جونز، وقد عرّت خطوة جونز الدول التي تدعي انها تحترم المسلمين فمن خلال دفاعها عن جونز بذريعة الحرية والديمقراطية اكتشف المسلمون ان هذه الدول لا تضمر الا السوء للمسلمين. 

الحدث البارز الآخر في عام ٢٠١٠ الذي ساهم في التقريب ليس بين المسلمين وحسب وانما بين المسلمين وسائر الأحرار من الديانات الأخرى هو تسيير قوافل المساعدات الانسانية لغزة التي يراد لها كسر الحصار عن المظلومين في غزة. 

احد أعضاء قافلة آسيا
فبعد قافلة شريان سارت القافلة الآسيوية التي بدأت مشوارها من الهند ثم انتقلت الى باكستان ومنها الى ايران وواصلت مسيرتها الى تركيا ومن ثم الى سوريا لتنتقل بعدها الى ميناء العريش في مصر لتصل في نهاية المطاف الى غزة.
ومن أبرز أحداث عام ٢٠١٠ حدثان يراد لهما توزيع أوصال المسلمين واثارة الخلافات والنزاعات بينهم هما القرار الظني للمحكمة الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري والحدث الثاني هو الوثائق التي ينشرها موقع ويكيليكس الالكتروني حول الدول الاسلامية وموقف بعض الدول الاسلامية تجاه دول اسلامية أخرى، ومع أن هذه الوثائق تستهدف حكومات الدول الاسلامية ألا أن الحكومات الاسلامية أبدت حتى الآن حكمة في ردة فعلها تجاه ويكيليكس وبرهنت على أنها تعي أن الهدف الرئيسي من الوثائق التي ينشرها ويكيليكس حول الدول الاسلامية انما لاثارة الفتنة.

وفيما يتعلق بالقرار الظني فان القائمين على المحكمة الخاصة مصرون على المضي قدما على اثارة الفرقة بين المسلمين ومما لاشك فيه أن نجاح هؤلاء في مشروعهم يتوقف على مدى استجابة المسلمين لمخططهم والانسياق وراء كل خطوة يقدمون عليها.

الموقع الذي قتل فيه الحريري
والعالم الاسلامي يشهد مدى توتر الأوضاع في لبنان مجرد الاعلان عن استعداد المحكمة لاصدار قرارها، غير أن هذا المشروع سيفشل حتى لو اتهمت المحكمة القياديين في حزب الله، شرط أن يتخذ الجميع موقفا حاسما من المحكمة ويعلنون أنهم لا يعترفون بشرعية المحكمة والاتهام. 

كما شهد العالم الاسلامي مؤامرة كبيرة تستهدف تقطيع أحد أجزائه، فمع أن مؤامرة فصل الجنوب عن السودان ليست جديدة الا أن خطوات المؤامرة شهدت هذا العام تسريعا كبيرا مما يبرهن على أن المتآمرين ماضون في مشروعهم التقسيمي.

وشهد العالم الاسلامي خلال عام 2010 عقد العديد من المؤتمرات الدولية التي عقدت في عدة بلدان وترمي جميعها الى تعزيز الوحدة والتقارب والانسجام بين الدول الاسلامية وعموم المسلمين كان في مقدمة هذه المؤتمرات مؤتمر الوحدة الاسلامية الثالث والعشرون الذي يعقده المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب سنويا في عاصمة الجمهورية الاسلامية طهران، والمؤتمر الثاني هو مؤتمر دور العلماء في ضبط الخطاب الديني الذي عقد في دمشق.


رقم: 35224

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/article/35224/أحداث-أثلجت-قلوب-المسلمين-في-عام-2010-وأخرى-جرحتها

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com