حاول المثلث الامريكي - السعودي - الاسرائيلي وبعد سقوط النظام البعثي اثارة الاحتقان الطائفي في العراق والهاءه بالنزاعات المذهبية واثارة الاحقاد بين السنة والشيعة للتأثير على المناسك الشيعية التي يشارك فيها كافة المكونات العراقية .
الحسین (ع) وحّدنا
تنا - خاص
31 Oct 2018 ساعة 20:17
حاول المثلث الامريكي - السعودي - الاسرائيلي وبعد سقوط النظام البعثي اثارة الاحتقان الطائفي في العراق والهاءه بالنزاعات المذهبية واثارة الاحقاد بين السنة والشيعة للتأثير على المناسك الشيعية التي يشارك فيها كافة المكونات العراقية .
بقلم : محمد إبراهيم رياضي
مما شك فيه ان مراسم الاربعينية التي تمت بسلام وبدون اي حادث امني في العراق وبمشاركة نحو 15 مليون زائر , حسب اخر الاحصائيات الرسمية , قد تجاوزت الحدود الجغرافية والعرقية والقومية وحتى الانتمائات المذهبية والدينية , لان المقصود رمز الحرية والعدالة ومكافحة انواع الظلم والاضطهاد وكذلك مكافحة الانحراف والفساد الحكومي , وحماية كرامة وعزة الانسان والدفاع عن حقه في تقرير مصيره وحقه في الانتخاب .
من الامور التي يجب ان نذكرها في اطار هذه المسيرة البشرية العظيمة :
1 – وحدة الامة الاسلامية
مفهوم الوحدة وكما أكد عليه كثير من رواد التقريب ودعاة الوحدة الاسلامية وتم التأكيد عليه في كثير من المؤتمرات والملتقيات التي عقدت في هذا المجال هو ليس بمعنى انصهار سائر المعتقدات والتوجهات السياسية ومنها المذاهب الاسلامية الاسلامية في مذهب وتوجه سياسي واحد , لان هذا لا يتحقق ابداً لان ثراء الفكر الاسلامي وتطوره وتحوله يكمن في الاختلاف الفكري بكل مستوياته وانواعه , ان كان الاختلاف اختلاف مذهبي او اختلاف في التوجه السياسي شريطة ان يكون التوجه السياسي حريص على مصالح الامة وغير منحاز او متأثر بالدوائر الاجنبية .
كثير ما حاول اعداء مشورع التقارب والتعاضد بين اتباع المذاهب الاسلامية وتوحدهم في خندق واحد ومشروع واحد وموقف سياسي واحد ضد كل ما يهدد مصلحة الامة الاسلامية على الصعيد السياسي والاقتصادي والثقافي , وفي مقدمتهم الوهابية التكفيرية السعودية ومن تبعهم من المتشددين والسلفيين التكفيريين وكذلك الاعلام المضلل الغربي , حاولوا حرف الاذهان عن المفهوم الحقيقي للوحدة الاسلامية بهذه الالقاءات بان هدف مقترحي هذه الفكرة ومنها الجمهورية الاسلامية هو القضاء على سائر المذاهب السنية وصهرها في المذهب الشيعي ليثيروا الاحقاد والضغائن بين المذهبين الرئيسيين في العالم الاسلامي وهذا ما تحقق الى حد ما في الحرب الاهلية في سوريا وعلى اثر العمليات الانتحارية في العراق وسببه جهل الجماعات التي وقعت في فخ هذه المؤامرة الغربية السعودية الصهيونية .
وهنا المسيرة الاربعينية ابطلت كل هذا الاعلام العميل وافشلت كل محاولات التشويه والتضليل وكل مخططات اثارة البغضاء والكراهية بين المذاهب وحتى بين الاديان وكذلك محاولات الترويع والتخويف . فقد سار الشيعي الى السني والمسلم الى جنب المسيحي والكليمي والصابئي والايراني الى جنب العراقي والخليجي وباقي القوميات من انحاء العالم بكل هدوء وسلام ومحبة وهم بهذه المسيرة البشرية السلمية قد حققوا السلام العالمي المفقود .
2 – الوهابية
المعروف عن الوهابية التي تأسست على يد المستعمر البريطاني منذ مئة عام , تكفيرها لسائر المذاهب الاسلامية وعلى الاخص المذهب الشيعي وافتاءها بتحريم التعبد بهذ المذهب على الرغم من فتوى الراحل الشيخ محمود شلتوت شيخ الازهر الكبير بمشروعية هذا المذهب وجواز التعبد به .
فقد حاولت هذه الفرقة طوال التاريخ اسقاط مفهوم كربلاء والمجالس الحسينية ولذلك من خلال حملاتها المتكررة والوحشية قامت بتدمير المرقد الشريف لعدة مرات ولكن دون جدوى واليوم شاهد على ذلك .
بعد سقوط النظام البعثي وتكشيل الحكومة العراقية الجديدة ذات الاغلبية الشيعية وبسبب تعاونها ووقوفها الى جانب الجمهورية الاسلامية بدأ الحقد الوهابي من جديد باصدار فتاوي تكفر الشيعة ومناسكهم وخاصة زيارة المراقد والاحتفاء بذكرى الائمة الاطهار خاصة ذكرى واقعة الطف واستشهاد الامام الحسين عليه السلام خاصة المسيرة الاربعينية التي كان يشارك فيها ولا يزال سائر اتباع المذاهب الاسلامية .
هذه الظاهرة اي مشاركة اتباع المذاهب السنية من علماء وعوام الناس في المسيرة الاربعينية اثار سخط وغضب الفرقة الوهابية ولكي تفشل هذه المراسم, حاولت عن طريق ارسال الانتحاريين الذي وصل عددهم حسب اعتراف رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي الى خمسة الاف انتحاري ان تثير الخلافات والنزاع بين الشيعة والسنة وإنشغال الشعب العراقي بهذه النزاعات واحلال الحقد والكراهية والحرب المذهبية محل التآلف والمحبة والاخوة بين الشيعة والسنة .
ومن جملة ما اثاره الاعلام الوهابي ضد هذه المسيرة بانها مقدمة لنفوذ وتسلط الجمهورية الاسلامية على الشؤون الداخلية للعراق او ان هذه المراسم تحولت الى حركة سياسية طائفية تشدد الاحتقان الطائفي وهدفه اقصاء السنة عن المسرح السياسي .
واخر ما توسل به الاعلام السعودي وما تبعه بعض الاعلام الخليجي والعربي المنبطح امام البترودلارات هو ما نشرته صحيفة الشرق الاوسط خبر يدل على وقاحة وعجز هذه الصحيفة امام عظمة المسيرة الاربعينية عنوانه "تحذير اممي من حالات الحمل "غير الشرعي" في كربلاء" الذي كذبته فورا منظمة الصحة العالمية عام 2016 والتي استنكرت بشدة في بيان لها استغلال الصحيفة لاسم هذه المنظمة لتوثيق خبرها السخيف , واعتبرته خبر عار عن الصحة يسيء الى الزيارة المليونية في كربلاء المقدسة.
والهدف واضح هو تشويه الشعائر الحسينية بعد ان فشلت كل محاولات وسياسات الحكومة السعودية لزرع بذور الفتنة بين ابناء العراق قبل معركة تحرير الموصل واثناءها. فلا الانتحاريين ولا الاعلام الوهابي الغير ملتزم والبعيد كل البعد عن المهنية لم يتمكنا من التأثير على عزيمة واصرار محبي اهل البيت (ع) من الشيعة والسنة في العراق وخارجه من الاستمرار في احياء هذه المراسم العظيمة التي لا نظير لها في العالم .
فمحاولات الوهابية الفاشلة قد زادت من اصرار وعزيمة اتباع الحسين (ع) ومحبيه وكل احرار العالم من كل المذاهب والاديان من المشاركة في المسيرة الاربعينية وازدياد عدد المشاركين عام بعد عام .
3 – اثارة الفتنة بين الشعبين الايراني والعراقي
اخر محاولات اعداء الشعبين العراقي والايراني من قبل المثلث الامريكي السعودي الصهيوني هو استفزاز الشعبين واحد ضد الاخر من خلال اشاعة اخبار مفبركة يثير مشاعر وغيرت العراقي ضد الايراني وبالعكس .
فقبل محرم الحرام وبدء المراسم الحسينية وخاصة المسيرة الاربعينية اثارالاعلام المضاد وعن طريق شبكات التواصل الاجتماعي والفضاء الافتراضي فتنة هدفها زعزعة العلاقات بين الشعبين العراقي والايراني التي تربطهما اواصر تاريخية وحضارية ودينية .
الاعلام بدأ بتحريف الحقائق عن الزوار العراقيين في مدينة مشهد في محافظة خراسان شمال شرق ايران بان هؤلاء الزوار هدفهم التمتع بالنساء الايرانيات . فقد اتخذوا هذه القضية كذريعة للتحريض الإعلامي ضد الشيعة لكنهم حينما رأوا بأن هذه المؤامرة الغادرة لم تتكلل بالنجاح وفشلت، تسللوا إلى العراق وحاولوا جاهدين لتأليب الأحاسيس الإيرانية عبر الاعتداء على القنصلية الإيرانية في البصرة وبعد ذلك شاهدنا حضور بعض العناصر المندسة على الحدود الإيرانية_العراقية يرددون شعارات مناهضة للعراقيين".
وفي هذا السياق ومن خلال اثارة اخبار مفبكرة عن العراقيين في ايران خاصة الطبقة الشابة بانهم اتوا الى ايران لاهداف جنسية اثارت غضب وسخط بعض الجهلة والمتأثرين بالاعلام الوهابي الصهيوني . ولكن وعي ودراية المسؤولين الحكومين في البلدين ودخول الاعلام الهادف والمسؤول على الخط ابطل هذه المخطط الذي كان هدفه التاأثير على المسيرة الاربعينية وعدم استطاعت الشعب الايراني من المشاركة في هذه المسيرة , والذي يشكل الحجم الاكبر من بين الشعوب , بسبب ما اثاره اعلام اعداء الامة الاسلامية واعداء الشعبين العراقي والايراني من فبركات كاذبة لزعزعة العلاقات الاخوية بين الشعبين .
رقم: 373396