ميزة وثائق الجزيرة أنها كشفت للعلن ما كنا نعرفه بالبصيرة وبالرؤية الشرعية، فتطابقت الوثائق مع ما هو ثابت لدينا، وما زال في جعبتنا الكثير بانتظار وثائق جديدة.
التمسك بالثوابت الفلسطينية في ضوء وثائق الجزيرة الفضائية
بقلم: حمزة منصور*
29 Jan 2011 ساعة 9:17
ميزة وثائق الجزيرة أنها كشفت للعلن ما كنا نعرفه بالبصيرة وبالرؤية الشرعية، فتطابقت الوثائق مع ما هو ثابت لدينا، وما زال في جعبتنا الكثير بانتظار وثائق جديدة.
وكالة أنباء التقريب (تنا)
تتابع قناة الجزيرة الفضائية مشكورة نشر الوثائق المتعلقة بالمفاوضات بين السلطة الفلسطينية والعدو الصهيوني، والوثائق هذه قد لا تضيف إلينا معشر الإسلاميين الكثير، فنحن من منطلق رؤيتنا الإسلامية المستندة إلى معرفتنا الكاملة بحقيقة اليهود ندرك تماماً أنهم لا يقدمون شيئاً ذا بال، وصدق الله العظيم القائل: {أم لهم نصيب من الملك فإذن لا يؤتون الناس نقيراً}. فاليهود اليوم لهم نصيب من الملك أي نصيب، فهم يملكون من الأسلحة أشدها فتكاً، ومن الدعم الصليبي ما يفوق ما يطلق عليه التحالف الاستراتيجي إذ تتقدم مصالحه على مصلحة الغرب نفسه في نظر الإدارة الأمريكية وما شاكلها، وإذا أضفنا إلى هذا النصيب من الملك حالة الوهن والغثائية السائدة في الوطن العربي، بل الترحيب بعلاقات كاملة مع العدو لقاء الفتات، والاستعداد النفسي لدى مغتصبي منظمة التحرير الفلسطينية لتقديم كل شيء لقاء ألقاب تجعلهم في مصاف القادة العرب ولو باعتبارهم ممثلين لدولة وهمية.
إذا ما نظرنا للصورة بكل مكوناتها أيقنا أن العملية التفاوضية محكوم عليها بالصيرورة لصالح العدو الصهيوني. ومن هذا المنطلق كان رفضنا للمفاوضات التي قادت إلى أوسلو، وللنتائج التي انتهت إليها أوسلو والتي أجلت مجمل القضية الفلسطينية بقدسها ولاجئيها وحدودها ومياهها لمراحل تفاوضية قادمة.
إن ميزة وثائق الجزيرة أنها كشفت للعلن ما كنا نعرفه بالبصيرة وبالرؤية الشرعية، فتطابقت الوثائق مع ما هو ثابت لدينا، وما زال في جعبتنا الكثير بانتظار وثائق جديدة.
لقد جاءت وثائق الجزيرة لتفضح على الملأ ما كنا وما زلنا نحذر منه، جاءت الوثائق لتؤكد بالوقائع والمواقيت كيف يتم قضم القضية الفلسطينية جزءاً جزءاً، حيث تؤكد هذه الوثائق استعداد المفاوض الفلسطيني للتنازل عما يسمى الحي اليهودي، والحي الأرمني، وحي الشيخ جراح، والوصول الى حائط البراق، وعن مغتصبات في القدس وغيرها، مقابل نتف وأشلاء ممزقة، حددتها مسطرة العدو الصهيوني. ولم تتوقف عملية الفك والتركيب على مدينة القدس على جلالها وقدسيتها، وإنما اتبعتها قضية اللاجئين، التي تقزمت في نظر المفاوض الفلسطيني الى سقف لا يتجاوز مئة ألف لاجئ خلال عشر سنوات، أي ما يعادل ۲-۳ في المئة من عدد اللاجئين الفلسطينيين. لقد أقام المفاوض الفلسطيني من نفسه وكيلاً حصرياً للشعب الفلسطيني، والأرض الفلسطينية، والقضية الفلسطينية، بل للعالم العربي والإسلامي، الشريك الكامل في القدس وفلسطين، والمسؤول بالشراكة مع الفلسطينيين عن القضية الفلسطينية.
وبدلاً من الاعتراف بالفشل والتفريط بالقضية عند البدء بنشر هذه الوثائق، عمد رموز التفاوض إلى صب جام غضبهم على قناة الجزيرة، والقائمين عليها، عبر دفاع مرتبك لا يقنع أحداً، بدعوى أن العبارات مجتزأة، وأن القادة العرب أو بعضهم والجامعة العربية مطلعون على وقائع المفاوضات .
إن اطلاع القادة العرب وجامعتهم العربية لا تعفي المفاوض الفلسطيني من جرم التفريط بأقدس قضية، وإن كان يحملهم جزءاً من المسؤولية أمام الله تعالى الذي لا يخفى عليه خافية، ثم أمام شعوبهم التي تصبر لكن إلى حين، وحين يأتي يوم الحساب لن تتساهل مع الشعوب الذين أجرموا بحقها. إن أقل ما يطلب من السلطة الفلسطينية أن تعلن فشلها، وتخلي ساحة العمل الفلسطيني للشعب الفلسطيني ليقرر مصيره بنفسه، بعيداً عن بورصة التفريط بالثوابت الوطنية الفلسطينية.
*الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي الأردني
رقم: 38102