الدرس الأول أن الحاضن الحقيقي لأي حاكم أو لأي نظام حكم هو الشعب وحضنه الدافئ الآمن.
على الأنظمة العودة إلى حضن شعبها
بقلم: فوزي علي السمهوري
5 Feb 2011 ساعة 15:26
الدرس الأول أن الحاضن الحقيقي لأي حاكم أو لأي نظام حكم هو الشعب وحضنه الدافئ الآمن.
وكالة أنباء التقريب (تنا)
تستمد الأنظمة العربية شرعيتها اللاديمقراطية من الاعتماد على سطوة الأجهزة الأمنية القمعية التي تمارس كافة أشكال القمع وتكميم الأفواه والتنكيل بكل صوت معارض، كان فرداً أو حزباً أو مؤسسة مجتمع مدني أو صحيفة أو أي وسيلة إعلامية أخرى.
كما تستمد الأنظمة الدكتاتورية الشمولية قوتها وشرعية وجودها من الدعم الخارجي والأمريكي منها خاصة، وذلك لقاء تنفيذ سياساتها وضمان مصالحها في المنطقة العربية والاعتراف بشرعية وجود الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين والجولان وأراض من لبنان.
كما عملت الأنظمة بشكل عام على إيجاد طبقة فاسدة ومفسدة مرتبط وجودها بوجود هذه الأنظمة. بل انتهجت سياسة الدفاع عن سياسات هذه الأنظمة والترويج لها، وتخوين من يعارض هذه الأنمظة وسياساتها من المواطنين تحت ذريعة أننا أفضل من غيرنا، وكل دولة تقارن نفسها بالدول المجاورة.
وعلى مدى عدة قرون، وبالرغم من الاستبداد والقمع لم تفلح الأنظمة بإجهاض صوت الحق، صوت المناضلون من أجل الحرية. حرية التعبير وحرية تنظيم المجتمع في أحزاب ومؤسسات مجتمع مدني مستقل، وحقها في حكم نفسها من خلال انتخابات دورية حرة تمكن الحزب أو الائتلاف الحزبي الذي يؤمن غالبية نيابية من تولي السلطة التنفيذية تمكينها من تنفيذ برنامنجها الذي انتخبت وفقاً له، وإلا فلا معنى لانتخابات نيابية تعتمد على أفراد، تجعل بذلك السلطة التشريعية جزءاً من السلطة التنفيذية.
لذلك على الأنظمة العربية أن تتعلم وتعي الدروس المستقاة من وراء إسقاط النظام التونسي وإسقاط الرئيس المصري كمقدمة لسقوط النظام الذي على وشك الانهيار وتتلخص في عدة أمور منها:
- الدرس الأول أن الحاضن الحقيقي لأي حاكم أو لأي نظام حكم هو الشعب وحضنه الدافئ الآمن.
- الدرس الثاني أن الاعتماد على قمع الأجهزة الأمنية وتكميم الأفواه قد ينفع لحين.
- الدرس الثالث أن الجماهير ومهما لحق بها من تنكيل وإفقار وتجويع وقهر تبقى هي القوة العظمى الكامنة القابلة للانفجار في أي وقت تفقد صبرها على ممارسات النظام.
- الدرس الرابع أن الفساد والاعتداء على أموال الدولة أي أموال الشعب وجني مئات الملايين بل المليارات لا يؤمن الحماية والضمان لوجود هذه الأنظمة، وستأتي لحظة لا يجد بها ذلك الحاكم مكاناً يؤويه على امتداد الكرة الأرضية في حال ثورة شعبه، وهذا ما حصل مع شاه إيران، وما كاد يحصل مع رئيس تونس المخلوع.
- الدرس الخامس وهو أن القوة لأي نظام يكمن في تعزيز الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان عملاً لا قولاً، فكفى للشعارات الكاذبة التجميلية.
- إن الممارسات اللا إنسانية والقمعية لأفراد من الشرطة والأمن هي إحدى الشرارات التي تكون الصاعق للقنبلة الجماهيرية، فهذا ما حصل في تونس بعد الممارسات التي دفعت بالشهيد بوعزيزي لحرق نفسه، وهذا ما حصل أيضاً في مصر نتيجة قتل الشرطة للمرحوم خالد سعيد.
فالمطلوب إذن من الأنظمة القمعية والشمولية أن تعود إلى حضن شعبها والعمل على الحصول على شرعيتها من خلال انتخابات نزيهة وحرة ودورية، وإلا فإن مصيرها وإن طال الوقت بعض الشيء إلى زوال..
رقم: 39018