کتبت صحيفة 'الوطن' السورية انه بعد ما جري في تونس ومصر من ثورات شعبية اطاحت بالنظامين، لن تكون هناك شعوب تستجدي حقوقها من حكامها، ولا تنتظر منة الحياة والحرية إلا من بارئها.
بعد ما جري في تونس ومصر، لن تكون هناك شعوب تستجدي حقوقها
19 Feb 2011 ساعة 4:52
کتبت صحيفة 'الوطن' السورية انه بعد ما جري في تونس ومصر من ثورات شعبية اطاحت بالنظامين، لن تكون هناك شعوب تستجدي حقوقها من حكامها، ولا تنتظر منة الحياة والحرية إلا من بارئها.
وکاله انباء التقریب (تنا) – دمشق ۱۸/۲/۲۰۱۱
ونقل مراسل وکاله انباء التقریب فی سوریا عن الصحيفة ان 'الثورتان علمتا الشعوب أنها أقوي من كل الطغاة والمتجبرين الذين يظنون أن أنظمتهم تستطيع قهر إرادة الشعوب'.
واوضحت، انه بغض النظر عما أسفرت عنه الثورتان، فإن أهم ما سيسجله التاريخ في صفحاته للأجيال القادمة، أن هاتين الثورتين ثبتتا حقيقة تجاهلتها نظم التبعية والطغيان، وهي أن الشعوب وحدها مصدر شرعية الأنظمة والضامنة لاستمرارها.
واضافت 'الثورتان أكدتا حقيقة ثانية، كانت واضحة لنظم التبعية لكنها تجاهلتها، وهي أن ما حصل أكد أن من السذاجة السياسية مراهنة الرؤساء الدكتاتوريين علي الخارج لحماية أنظمتهم'، مشيرة الي انه معروف للقاصي والداني مدي قوة التحالف الذي كان قائماً بين كلا الرئيسين مع الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، ولكن عندما وقعت الواقعة تخلت عنهما، ما يرسخ حقيقة أن سياسة الغرب مبنية علي مصالحه، وليست علي وجود الحكام.
ولفتت الصحيفة الي، أن الثورتين لم تقفا عند ذلك، مع تأكيدهما حقيقة ثالثة، أن شعوب المنطقة تمتلك القدرة والإمكانات علي تغيير وإصلاح واقعها بأيديها، وليست بحاجة، لا بل ترفض أي تغيير يملي عليها من الخارج.
وقالت: ان 'ما سيدونه التاريخ، أن هاتين الثورتين كسرتا حاجز الخوف لدي الشعوب الذي زرعته فيها الأجهزة الأمنية للنظم الديكتاتورية، فسرعان ما وصلت شرارة الثورة من تونس إلي مصر، وكرت السبحة لتصل إلي شعوب أخري، والحبل علي الجرار، واللـه أعلم من سيكون عليه الدور التالي'.
واضافت 'يبدو أن رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته 'محمود عباس' ، هو ممن خفت موازينه، واستشعر بأن الدائرة تدور من حوله، إذ لم يستبعد منذ يومين إمكانية أن يكون الدور المقبل عليه، وهنا يستحضرني المثل الشعبي القائل: «يلي فيه مسلة بتنخزه»، وخاصة أن كل امرئ يعرف ما زرعت يداه، ولديه تصور عما سيحصده'.
واشارت الصحيفة الي، أن ما ميز الثورتين التونسية والمصرية هو 'نزاهتهما'، فلم تأتيا بتحريض وبدعم خارجي، وانطلقتا من أعماق الشعب وليس عن اتجاه ما، ولم يحملهما تنظيم تقليدي بل تجمعات شعبية محضة، للاقتناع بحتمية تغيير واقع مفروض تغييراً جذرياً، وإزالة مظالم أثقلت كاهل الشعب، كذلك القدرة الفائقة لدي الثورتين علي الاحتفاظ بصفتهما «السلمية» علي أرض الواقع، ما أجهض محاولات النظامين الاستبداديين توظيف ما صنعه هو من «مظاهر فوضي دموية» لتشويه صورة الثورتين.
وقالت 'الاهم الأهم من ذلك أن الثورتين اللتين قيل إنه لا قيادة لهما، ثبتتا مرجعية قياداتها الشعبية (الشبابية) بصورة لم تعرفها ثورات سابقة، وعدم تطلّعهما المباشر للسلطة، وكذلك التطلع إلي تحقيق مكاسب ذاتية'.
رقم: 40427