القذافي لم يترك فرصة للظهور على قناة تلفزيوينة إلا ولسان حاله يقول للغرب: أنا خط الدفاع الأول عن مصالحكم، أنا الوحيد القادر على الدفاع عن مصالحكم، أنا أمنع عنكم الأفارقة، أنا أقدم لكم النفط وإلا سأحرقه.
بقاء القذافي يضمن أمن "إسرائيل"
بقلم: عبد الله المجالي
13 Mar 2011 ساعة 9:29
القذافي لم يترك فرصة للظهور على قناة تلفزيوينة إلا ولسان حاله يقول للغرب: أنا خط الدفاع الأول عن مصالحكم، أنا الوحيد القادر على الدفاع عن مصالحكم، أنا أمنع عنكم الأفارقة، أنا أقدم لكم النفط وإلا سأحرقه.
وكالة أنباء التقريب (تنا)
بقاء العقيد معمر القذافي ممسكا بتلابيب السلطة في ليبيا يضمن أمن "دولة إسرائيل".
هذا ليس تخمينا، وليس تحليلا لأحد الكارهين للعقيد، بل هي معلومة أدلى بها العقيد نفسه، ولكن بطريقته الكاريكاتورية المعتادة.
فعلى قناة تركية، أكد العقيد القذافي أن بقاءه في السلطة ضمان لأمن العالم، وضمان لأوروبا من أن يجتاحها الأفارقة السود، وضمان لأمن ما يسمى "إسرائيل".
عندما تعرض العقيد القذافي إلى ضغوطات شديدة للتخلي عن السلطة في ليبيا، وعندما أعلن الشعب الليبي عن قرفه من العقيد وأسرته وتصرفاتهم الغريبة، وعندما أصبحت زعامته في خطر، كشف القذافي عن حجم المصالح التي يقدمها للغرب في سبيل بقائه في السلطة، وهو أمر معروف، لكن الشيء الجديد الذي يكشفه القذافي هو أنه ببقائه على رأس السلطة في ليبيا يضمن أمن "إسرائيل"، ويضمن أن يصل إلى حكم ليبيا من هم مستعدون لعدم ضمان أمن دولة الكيان الصهيوني الغاصب.
رغم غرابة أطواره، ورغم عباءة المبدئية التي كان يرتديها القذافي، سواء عباءة القومية العربية ردحا، ثم عباءة الوحدة الأفريقية ردحا، ثم عباءة محاربة الليبرالية والتحالف مع الرئيس الفنزويلي، لكن الأزمة الأخيرة تكشف عن الوجه الحقيقي للعقيد القذافي، وهي شخصية مصلحية "براغماتية" من الطراز الأول، وهي شخصية مستعدة للتحالف مع الشيطان في سبيل البقاء في الحكم، وهو ما تكشف عنه تصريحات القذافي مؤخرا.
فالقذافي لم يترك فرصة للظهور على قناة تلفزيوينة إلا ولسان حاله يقول للغرب: أنا خط الدفاع الأول عن مصالحكم، أنا الوحيد القادر على الدفاع عن مصالحكم، أنا أمنع عنكم الأفارقة، أنا أقدم لكم النفط وإلا سأحرقه. وعندما لم تجد كل هذه التصريحات أذنا صاغية من الولايات المتحدة وأوروبا، اضطر القذافي لمخاطبة العدو الصهيوني علنا، وليقول لهم: أنا أضمن أمنكم، أنا أمنع كارهيكم وباغضيكم وأعداءكم من أن يتسلموا الحكم في ليبيا.
التردي والسوء الذي وصل إليه العقيد القذافي، لم يصله زعيم عربي خلع أو ينتظر.
فالرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، استنجد بالغرب وخوّفهم من القاعدة، وشدد على أنه يضمن أمن الغرب من عناصر القاعدة، وكذلك فعل الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وزاد عليه أنه أجرى اتصالات سرية مع أصدقائه الصهاينة ليطلب نجدتهم، ولم يعلن ذلك صراحة. أما الرئيس اليمني علي عبدالله صالح فقد ذهب بعيدا حين اتهم "إسرائيل" وأمريكا بتحريك المظاهرات ضده، وذلك طلبا لتأييد الشعب اليمني الذي يرفض "إسرائيل".
لم ينزلق هؤلاء الساسة إلى الاستنجاد بـ"إسرائيل" علانية، لأنهم يعرفون أن ذلك يعني نهاية مأساوية لهم، فالشعوب لن تغفر لهم ذلك، أما العقيد القذافي فهو لا يرى إلا نفسه، أما شعب ليبيا فهو عنده لا يساوي شيئا.
الزعيم الذي يتزلف العدو الإسرائيلي ليبقى على سدة الحكم لا يمكن لعاقل أن يدافع عنه.
رقم: 42299