انتقد "جهاد مقدسی" المتحدث باسم السفارة السوریة فی لندن فی مقال نشر فی بعض المواقع الالکترونیة السوریة انتقد بشدة ازدواجیة المعاییر الغربیة ازاء لیبیا و حرکة حماس.
مسئول سوری ینتقد بشدة ازدواجیة المعاییر ازاء لیبیا و حماس
وکالة انباء التقریب (تنا) – دمشق 15/3/2011
15 Mar 2011 ساعة 14:11
انتقد "جهاد مقدسی" المتحدث باسم السفارة السوریة فی لندن فی مقال نشر فی بعض المواقع الالکترونیة السوریة انتقد بشدة ازدواجیة المعاییر الغربیة ازاء لیبیا و حرکة حماس.
و نقل مراسل وکالة انباء التقریب فی سوریا عن المقال ان نستغرب بشدة السیاسات الازدواجیة الغربیة المفضوحة. فما هو أساس الاعتراف الدبلوماسی الدولی بأی طرف ضمن سلطة مازالت تتمتع على أقل تقدیر بسیادة قانونیة ؟ و ألیس من المستغرب الاعتراف بشکل انتقائی و ازدواجی ؟ وإذا کان هذا هو الحال ...لماذا لم تعترف الدول الغربیة بحرکة حماس المنتخبة دیمقراطیاً و بإشراف غربی رفیع المستوى ؟؟ و لماذا یشیطن الغرب الاغلبیات البرلمانیة بأماکن عربیة أخرى؟
سوریة تنفی و بشدة کل الإشاعات المغرضة حول أی شکل من أشکال الدعم العسکری لأی طرف کان فی لیبیا منذ اندلاع الأحداث، لسنا طرفاً فی النزاع الجاری و لا یوجد أی حضور عسکری سوری فی لیبیا و لا بأی شکل کان (سفن ، طیارین ، تدریب ...).
کما ان البواخر السوریة و الطائرات السوریة نقلت حوالی ۱۷ ألف مواطن سوری و لم تنقل أی نوع من الأسلحة ، و الطیار الذی أدعت قناة france۲۴أنه سوری الجنسیة لم یتم توفیر أی دلیل على جنسیته و لدینا نسخة عن التقریر المذاع ، و ننفی ذلک بشدة إذ ان ذات التقریر المصور تم نشره بذات الغموض المریب من قبل نشرة استخباراتیة خاصة تصدر بفرنسا (Intelligence Online) أیضاً دون تقدیم أی دلیل. و حتى قناة الجزیرة اعلنت عدم دقة الخبر المتعلق بالطیار السوری المزعوم .
ثم کیف یمکن لجثة هامدة وقعت بین یدی الثوار أن تصل لسوریا و تدفن بعد أقل من یومین فقط ، فیما الأحیاء انفسهم فی لیبیا ما زالوا تحت الحصار و لا یستطیعون المغادرة.
الموقف السوری موقف مبدئی صرف و لیس لحمایة طرف أو للاصطفاف مع أحد فی لیبیا و هو یتم تحت مظلة الجامعة العربیة ، و نحن نقدر حقیقة أن الموجة الشعبیة العارمة حالیاً هی الوقوف مع الثورات بأی شکل کان ، لکن هناک تمایز واضح و خصوصیة معینة ، و هذا على عکس الحالة المصریة أو التونسیة التی وقفت فیها کل مصر ضد نظام مبارک و کل تونس ضد بن علی . و فی ضوء هذا التمایز ما یهمنا هو تحقیق أمن و أمان الشعب اللیبی بکل أطیافه ، و بذات الوقت أیضاً الحفاظ على وحدة و سیادة و استقرار أراضیه ، و نخشى التمهید لسیناریوهات غربیة إما تقسیمیة الطابع أو للهیمنة على المقدرات (وتشارکنا دول عدیدة هذه الخشیة ..الیمن ، الجزائر ، السودان و مصر إلى حد ما ، و دول خارج إطار الجامعة مثل ترکیا و الصین و آخرین) .
سوریة لن توفر أی جهد لکی تجد الوسائل أو المبادرات الممکنة مع الأخوة العرب لکی نساعد لیبیا و اللیبیین على العودة للاستقرار والأمان ، و دبلوماسیتنا مستنفرة حالیاً لاستکشاف هذه الآفاق التی تنتمنى على کل العرب المشارکة فیها. و نأسف لکل قطرة دم لیبیة تسیل من أی طرف کان (فی بنغازی و مصراتة و طرابلس و الزاویة و فی کل مکان.....)
و للتذکیر فقط ، لقد وقفنا ضد الغزو الاجنبی للعراق و التدخل العسکری فیه رغم أننا کنا على عداء شدید مع نظام صدام حسین.
نأخذ من میثاق الجامعة العربیة و القانون الدولی و مسؤولیتنا القومیة منطلقاً لموقفنا السیاسی المبدئی ، و لن ینجح من یرید الاصطیاد بالماء العکر فی تشویه موقفنا الوطنی المبدئی أو زرع الفتنة بین الشعب اللیبی و السوری.
لماذا تدعو أمیرکا و الاتحاد الأوروبی فیما یخص الیمن و البحرین إلى الحوار الوطنی لحل الأزمات ، بینما فی الحالة اللیبیة تستنفر أمیرکا و أوروبا قوات حلف الناتو و تسعى لتطبیق الحظر الجوی؟
وهل تضمن المعارضة اللیبیة جلاء أیة قوات أجنبیة تدخل لیبیا أو حتى نجاح القوات بالمهمة ؟ و هل القوات الأجنبیة تابعة لجمعیات خیریة أم دول ذات مصالح و أجندات ؟ ألم یزل العراق الجدید (و هو أیضاً دولة غنیة بالنفط) فی حالة شلل دون القدرة على إلغاء القرارات الأممیة الصادرة ضده منذ عهد صدام حسین ؟
لماذا الإمعان بإضعاف الجامعة العربیة و قدرتها على تقدیم الحلول ضمن البیت العربی الواحد و بأدواتنا العربیة ؟ و لماذ ندعو الغرب مجاناً و بهذه السرعة للتدخل قبل استنفاذ کامل أدواتنا العربیة ؟
سوریة تحاکی عقول العالم و لیس قلوبهم فقط ، و قلب العروبة النابض لا یستطیع الوقوف إلا مع الشارع العربی و مصالحه القومیة العلیا...و هذا واضح تماماً فی بیانات وزارة الخارجیة السوریة و فی إعلامنا الرسمی و الخاص سواء تجاه الأحداث فی مصر و تونس کحالة (حینما نقل التلفزیون السوری الرسمی بث قناة الجزیرة المباشر لمجریات الأحداث) أو فی لیبیا کحالة ذات خصوصیة أخرى....نأسف لأی تضلیل أو سوء فهم متعمد أم غیر متعمد من قبل المتربصین بسوریة .
نعیش أوقاتاً صعبة للغایة فی منطقتنا العربیة ، و تأمل سوریة أن نحقق التوازن العربی الصعب ما بین درء التدخل الغربی السافر بمنطقتنا و بین حمایة شعبنا الشقیق فی لیبیا بکل أطیافه و صون سیادته ووحدة أراضیه. و کلنا ثقة بوعی و حکمة و وطنیة أحفاد الشهید عـمر المختار.
رقم: 42610