QR codeQR code

التفرقة الطائفية في سورية أحد أسلحة الانتداب

وکالة انباء التقریب (تنا) – دمشق 18/3/2011

18 Mar 2011 ساعة 18:44

کتب موقع "سوریا نیوز" السوری فی مقال انه مثل كل الدول الاستعمارية لجأت فرنسا إلى إتباع سياسات التفريق والتقسيم للسكان على أسس طائفية ودينية وعشائرية كواحدة من أساليبها في السيطرة على البلاد، عبر تغذية الانقسامات والتمايزات والنزاعات بين أبناء الوطن الواحد بغية إشغالهم عن توحيد الجهود والإمكانات ضد المحتل الذي يظل ممسكاً بخيوط اللعبة ويحركها وفقاً لمصالحه التي تقتضي ضرب الكل واستنزاف خيراتهم وطاقاتهم في معارك جانبية.


و نقل مراسل وکالة انباء التقریب فی سوریا عن المقال، لکن الشعب السوري أثبت أصالة انتمائه للوطن عبر الثورات التي اشتعلت في كل أنحائه طلباً للاستقلال الذي نادى به كل سوري بصرف النظر عن دينه أو طائفته.
فرنسا دولة المواطنة وحقوق الإنسان في بلدها انحطت إلى درك الدول الديكتاتورية العفنة في تعاملها مع مستعمراتها ومحمياتها، وكأن حقوق الإنسان مشرعة للفرنسي أو البريطاني أو الايطالي دون غيره من العرب أو الآسيويين أو الأفارقة سياسة الكيل بمكيالين، أو بالأحرى الكيل بمكاييل مختلفة متلونة حسب الحاجة والموقف، هذه السياسة ليست جديدة، بل قديمة قدم "المكيافيلية" التي رأت أن الغاية تبرر الوسيلة.
إنعاش الذاكرة له أكثر من ضرورة، أولها تفادي الوقوع في مستنقعات التفرقة، حيث لا تخلو مجتمعاتنا ممن يروجون لها مستلهمين السياسات الاستعمارية البائدة، وثانيها مطالبة الشعوب في الدول المتطورة برفض سياسات بلدانها التي تقوم على تصدير أزماتها عبر الاستقواء على البلدان الضعيفة، ورشوة شعوبها ببعض ما تنهبه من خيرات شعوب أخرى.
وبعد الاستقلال كان أمام السوريين مهمة بناء الوطن الذي دمرت أجزاء منه، وعانى من نقص المؤسسات والخدمات وفي معركة البناء أيضاً أثبت الشعب السوري انفتاحه وتحرره وحبه للعمل وتفانيه في خدمة بلده.
شهادات قدمتها نساء سوريات عن مراحل الانتداب، الاستقلال، البناء سجلتها مجلة هنا دمشق، ويلاحظ فيها الحس الوطني العالي عند السوريات المتناغم مع الحس القومي المتعاطف والمؤيد لحركات الاستقلال العربية أينما وجدت.
هنا دمشق* العدد ۱۸۵ شباط ۱۹۶۱
الآنسة زكية الصوفي : موظفة في وزارة الثقافة والإرشاد، حاصلة على شهادتها من جامعة السوربون.
"... شخصياً عشت التسلط الفرنسي مرتين: المرة الأولى عشته كانتداب وأنا تلميذة في مدينة اللاذقية التي قاست أكثر من غيرها من الانتداب الفرنسي. إذ أنها كانت منطقة مستقلة عن سوريا يحكمها حاكم فرنسي. وعشته مرة أخرى كاستعمار وأنا طالبة في فرنسا. فقد رأيت وحشية الاستعمار الفرنسي في أدق مراحلها. حين إعلان ثورة الجزائر في ۱۹۵۴ فأخذت السلطات الفرنسية تسيء معاملة الطلاب الجزائريين الذين عزفوا عن الدراسة ما داموا محرومين من الاستقلال والحرية ـ بصورة خاصة ـ والطلاب العرب بصورة عامة لا سيما بعد توقيع اتفاقية الجلاء وإنهاء الاحتلال عن القطر المصري ومن ثم حادث تأميم القنال ۱۹۵۶ وما تبعه من عدوان ثلاثي غادر.
الآنسة سهى عيسى : موظفة في مؤسسة المشاريع وحاصلة على شهادتها من بيروت.
الآن نشاهد الأم نساعد الأولاد على دخول المقاومة الشعبية وتبث فيهم الروح القومية وتدفعهم نحو الواجب المقدس. سيقوم الاستعمار بكل ما أوتي من قوة لمحاربة فكرة القومية العربية وأنا أرى أن الخطوب تجمع وأكبر مثل اجتماع العرب يوم الاعتداء على بورسعيد لابد للعرب إذا داهم الخطر أي قطر من الالتفاف نحوه مهما كان بينهم من خلافات.. لقد كانت مسؤولية الجيل الماضي إشعال روح الثورة والمطالبة بالاستقلال أما الجيل الحالي فهو جيل بناء وشق الطريق. وعلى المرأة تعليم الأميين ورعاية الأمومة والطفولة.
الدكتورة أميمة سواح :
عندما كنا صغاراً جمعنا الكتب الفرنسية وأحرقناها وأعتقد أن الكثير من الطلبة والطالبات قد فعل ذلك وكانت النساء في عهد الانتداب يقمن بنقل الأسلحة وإحضار الطعام والأخبار للثائرين، الأجيال المقبلة عليها أن تكمل الطريق الذي سرنا فيه وتحافظ على الانتصارات التي أحرزناها. "هنا دمشق" مجلة فنية ثقافية جامعة مصورة صدرت نصف شهرية في دمشق عن المديرية العامة لإذاعة الجمهورية العربية السورية عام ۱۹۵۳.
تضمنت الموضوعات التي تصلح للإذاعة من البرامج والتمثيليات والمسلسلات والأخبار والتعليقات السياسية والتقارير الإخبارية والتحقيقات والمقابلات بالإضافة إلى التسالي والعلوم والطرائف وعرض لبرامج الإذاعة السورية خلال نصف الشهر القادم.
كانت عند صدورها تحمل اسم الجمهورية العربية السورية، لكن بعد الوحدة بين سوريا ومصر (الجمهورية العربية المتحدة) أصبحت تحمل اسم هنا دمشق.


رقم: 42944

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/article/42944/التفرقة-الطائفية-في-سورية-أحد-أسلحة-الانتداب

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com