واضاف الکاتب أنه قدأكد محقق من الأمم المتحدة أن توسيع اسرائيل في بناء المستوطنات في القدس وطرد فلسطينيين من منازلهم هو شكل من أشكال التطهير العرقي والممارسات العنصرية.. وواقع الحال أقل بكثير مما يقال وينشر ويسلط عليه الضوء.. فأبعد من تواصل سياسة عدوان الاستيطان اسرائيل شارفت على الانتهاء من بناء جدار الفصل العنصري، وأبعد من ذلك باتت مسألة تقطيع أوصال الضفة الغربية وتحويلها الى معازل أمراً واقعاً تسعى حكومة بنيامين نتنياهو لتكريسه. وأبعد أكثر تواصل سلطات الاحتلال عملية إقامة حزام حول القدس لعزلها بالتزامن مع استمرار الحصار الامريكي – الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة ناهيك عن التلويح باستمراره بتوجيه مزيد من الضربات لسكانه.. وهذا غيض من فيض اسرائيلي يستغل أمرين تتشابك تداعياتهما وتتعقد وتتداخل ما يسمح لاسرائيل بمواصلة ما تنويه وما ترتب من مخططات.
الأمر الأول ذاك الحراك الشعبي العربي وذاك الانقسام العربي غير المعهود والأمر الثاني الأكثر تأثيراً ذاك الانقسام الفلسطيني ويبدو معه أن معركة انهاء هذا الانقسام أصعب من معارك إسقاط بعض الأنظمة العربية وهذا ليس مفاجئاً حين تتم معرفة أن ثمة عزفاً اسرائيلياً مسموعاً على الأدوات المطلوبة لتحقيق مصالحة معطوبة أو ثمة من يعطبها فبقيت جزءاً من الانقسام أي جزءاً من الأزمة والمشكلة وابتعدت كي تبقى كذلك أي ليست جزءاً من الحل وبالتالي تأخرت المصالحة واستمر الانقسام.
في حين تعرف اسرائيل قبل أصحاب الشأن أن المصلحة الوطنية تتطلب الإسراع في مغادرة هذه الحالة المؤلمة من الانقسام وبالتالي ثمة ضرر سيلحق باسرائيل من جراء بنائها فالمصالحة تسمم المخططات الصهيونية وتطهر الأجواء الوطنية وليس العكس، إذاً للمصالحة الوطنية تداعيات خطيرة وضربة قاسمة للهجمة الصهيونية على القدس والأقصى. وأي اعتقاد بغير هذه الحسابات إنما يخدم المصالح الفردية والفئوية الفلسطينية والانكى أنه سيشجع اسرائيل على عدوان هي تهدد بأنه سيكون الأكثر دموية واجراماً على المقدسات وفي الضفة الغربية وقطاع غزة ومرة أخرى سيضرب الصهاينة عرض الحائط وتحت الغطاء السياسي والعسكري الغربي بكل ما يعتقد بأن لجان وتقارير حقوق الانسان ستستطيع النيل من مجرم حرب صهيوني مهما كان الاعتقاد بغير ذلك.
وأقله في الوقت الراهن وقت العربدة الغربية وإعادة الاستعمار الى حاضرة الأرض ومنابع المصالح عربدة كانت جلية وواضحة.. فقد بشروا بالديمقراطية وهم كانوا الأكثر خوفاً من نتائجها خصوصاً إذا كانت هذه النتائج ايجابية لمصلحة الشعوب، بحيث تعيد النظر في جملة من الارتهانات السياسية ومفهوم الاستقلال.
من هنا تفترض الهجمة والعربدة الصهيونية- الغربية وعلى الشأن العربي والفلسطيني خصوصاً الإسراع الى مغادرة هذه الحالة فالمصلحة القومية باتت مهددة من الأبواب كلها والنوافذ معها. وبهذا فقط أي صيانة الأمن القومي العربي وإنهاء حال الشرذمة الفلسطينية يمكن قطع الطريق على المخاطر الكبيرة وتمنع في الوقت نفسه وقوع نكبة كبرى لن تقتصر تداعياتها على فلسطين وحدها.
کما کتب الباحث السوری "أدهم الطويل" فی مقال اخر فی الصحیفه انه
جسر الاتصالات بين حركتي حماس وفتح لم ينقطع، بل إن حركة نشطة تجري عبره هذه الأيام بحثاً عن تفاهم يتيح إتمام زيارة رئيس السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة بحثاً عن مخرج من الانقسام الذي يكاد يتحول إلى أزمة مزمنة بين أكبر فصيلين فلسطينيين.
كل ما سبق مظهر إيجابي وصحي، لكنه في الوقت ذاته استدعى مخاوف جديدة من أن يبقى هذا الحراك في إطار الشكل فقط، وأن يكون استجابة مؤقتة لإرضاء تحرك الشارع الفلسطيني في كل من رام الله وغزة، التحرك الشعبي الواسع الذي أطلق بهدف إنهاء الانقسام.
المخاوف التي برزت مع تجدد مساعي فتح وحماس لإنهاء الانقسام مشروعة، فالاتصالات المكثفة الجارية أظهرت أن أزمة الثقة بين قيادتي الحركتين لا تزال العائق الأكبر أمام المصالح وإنهاء الانقسام.
فلدى حماس شكوك عميقة في أن مبادرة عباس لزيارة غزة ليست سوى محاولة للالتفاف على الحراك الشعبي المطالب بإنهاء الانقسام وتجييره لمصلحته، مستندة في شكوكها هذه إلى حجج منطقية من بينها أن المبادرة لم تحمل أي جديد في بنود المصالحة، سوى الزيارة إلى غزة، وهي زيارة ترى حماس أن السلطة الفلسطينية أرادتها قاطرة تحمل الخطط القديمة , بل أكثر من ذلك فقد رأت حماس أن هذه الزيارة تحمل في أبعادها الخفية دعوة لتسليم السلطة في قطاع غزة لحركة فتح تحت عنوان آخر «هو حكومة المستقلين».
من جانبها، ترى «فتح» أن «حماس» تبحث عن ذرائع لتجنب المصالحة ومواصلة سيطرتها على قطاع غزة، لكن المنطق يقول ان حركة مقاومة كحركة حماس لا تسقط في هذا المطب، ثم مجدداً أي سيطرة هذه التي تغري الحركة المقاومة، في وقت أصبح من الثابت لها ولكل الفلسطينيين أن الانقسام الفلسطيني هو أحد أسباب استمرار إسرائيل في حصارها الجائر على غزة.
في المحصلة قد يبدأ عباس زيارة إلى القطاع قبل الوصول إلى رؤية مشتركة لحل النقاط العالقة في حوار المصالحة مع حماس، وبالطبع سيستقبله أهل القطاع بالترحاب أما عن النتائج فلا شيء مؤكداً أو مضموناً لأن الزيارة والحال هذه ستكون زيارة استعراضية لن تؤدي إلى إنهاء الانقسام