وصف الباحث "شارل كاملة" فی مقال نشر فی صحیفة "تشرین" السوریة استمرار الانقسام العربی سیما الفلسطینی بانه جریمة.
جريمة استمرار الإنقسام العربي
وکالة انباء التقریب (تنا) – دمشق 31/3/2011
31 Mar 2011 ساعة 7:28
وصف الباحث "شارل كاملة" فی مقال نشر فی صحیفة "تشرین" السوریة استمرار الانقسام العربی سیما الفلسطینی بانه جریمة.
واضاف، ماهو آخذ بالوضوح وبوتائر متسارعة فاضحة ومن دون لبس أن ثمة عوائق مؤثرة لاتزال تضع العصي في عجلات نية إنهاء الانقسام الفلسطيني الكارثي من الوصول إلى النهايات، وتحصيل حاصل، وبدائرة أكبر استمرار الانزلاق في الوضع العربي نحو هاوية التشرذم وفراغية انعدام القرار ومثالب عدم الاتزان والتأثير.
في الدائرة الصغرى أي الشأن الفلسطيني تتضح الصورة جلية، وتستنسخ التداعيات فتظهر التأثيرات كبيرة ومؤثرة على مجمل القضية التي قاربت الضياع. وبرغم مركزية الهم والاهتمام فيها لم تعد النيات تكفي لإنهاء مايعتري الجسد الفلسطيني، وقد يكون ذاك الانقسام أقلها شأناً وتأثيراً أمام ماهو قادم و البوادر باتت على أبواب القضية تدقها بقوة وليس رد قوات الاحتلال الإسرائيلي على التهدئة التي أعلنتها فصائل المقاومة في غزة باغتيال مقاومين وتوغلات والتخطيط لحرب جديدة ضد القطاع المحاصر أصلاً واستمرار الانتهاكات والاعتداءات اليومية بداية هذه البوادر فالعربدة الإسرائيلية المتمادية، وقرار حكام الاحتلال استباحة الدم الفلسطيني على مدى العقود مادام يلقى كل دعم وتأييد أميركي وغربي بات صنو الكيان في عقيدته وليس فيه من جديد.. لكن ثمة أبعد من ذلك بكثير وبمسافات كبيرة، يلوح في أفق المنطقة يستغل الفسحة الممتدة بين ضياع القرار العربي وبعثرة وغياب الفعل الفلسطيني بفعل انقسام الجسد وتعثر وتمادي المراحل الانتقالية وتسويف المواقف وبين هذا وذاك بهت بريق الإلهام العربي مقابل سطوع أو بداية تقدم المشروع الصهيوني رغم مايعتريه من ضبابية وربما تكون مقصودة لكنه مقروء لمن يريد أن يرى ويسمع والساحة العربية التي تغلي بداية القراءة، واستهداف دولة الممانعة المتبقية سورية بهذا الشكل يؤشر إلى ماهو أبعد من مخطط فوضى بل بداية لمجهول أميركي – صهيوني قادم!!
ولهذا كله وعلى أساسه يفترض سرعة الإلهام وتقدم صدقية الالتزام على ماعداها والآن وليس غداً وغض الطرف ضلوع وليس براءة على الإطلاق فالرد العربي أولاً وبإعادة اللحمة إليه، والقرار إلى صوابيته خطوة أولى ستؤدي إلى اكتمال الدائرة الكبرى التي ستفضي إلى التحام الدائرة الصغرى الفلسطينية وهو رد يجب أن يكون فورياً لأن ماهو قادم لن ينتظر، ويستغل كل نقطة ضعف في الدائرتين ليطلق يده في ممارسة شتى صنوف العدوان – وكل انتظار آخر سيوفر البيئة المناسبة لاستكمال مشروعه وهو أبعد من توسيع الاستيطان والتهويد والعربدة ليس على كامل فلسطين وحسب بل وفي الفضاء العربي ككل مادام بقي على حاله من دون حراك يبعده عن ذاك السكون القاتل! فما هو قادم لن تكفيه النيات حتى ولو كانت حسنة لردعه أو لتوقيف خطواته المتسارعة فالمطلوب أكثر من فعل فوري يستعد للردع القوي، فمنطق العدو قوة غاشمة تلغي الحق والعدالة والحرية، ومنطق الحكمة والحق قوة للرد على الاستباحة الصهيونية وبما يستحق من موقف موحد ينهي الحالة الانقسامية العربية والفلسطينية ليرسم ملامح تاريخ جديد للصراع وللقضية.. هذا ماتتخوف منه إسرائيل اليوم وتستعد له بمشروع مضاد وعلى العرب تقع المسؤولية التاريخية في لحظاتها الحاسمة.
تنا – مکتب سوریا
رقم: 44174