نهج الحرب الأهلية والقتل على الهوية ما زال كما كان فهو ينجب ويتوالد ويتناسل
الشيخ بلال شعبان
"تنذكر وما تنعاد"
وكالة أنباء التقريب (تنا)
16 Apr 2011 ساعة 20:09
نهج الحرب الأهلية والقتل على الهوية ما زال كما كان فهو ينجب ويتوالد ويتناسل
للبنان ذكرى أليمة مع نيسان مع أنه شهر الربيع والخضرة والزهر والبيلسان... ففي الثالث عشر منه تمر ذكرى أليمة هي ذكرى اندلاع الحرب الأهلية عام ١٩٧٥م.
تمر تلك الذكرى ومن صنعوا الحرب والفتنة ما زالوا في غالبيتهم هُمْ هُمْ - إلا من تكفل عزرائيل باصطفائه- فالحرب حربهم ... والسلم سلمهم ... والطائف طائفهم ... والدوحة دوحتهم.
فهم أرباب الحرب ... وهم أرباب السلم ... هم دعاة الوحدة الوطنية ... ودعاة التحريض المذهبي ... هم الأصوليون ... وهم العلمانيون ... هم الطائفيون ... وهم اللاطائفيون ...
٢٠٠.٠٠٠ قتيل من أهلنا وشبابنا قضوا في تلك الحرب القذرة التي شنت لأهداف وغايات صهيونية بحتة ولكن بأيد داخلية قذرة.
وبسبب تلك الحرب هاجر أكثر من مليون مواطن لبناني إلى غير رجعة ... وبقي لنا في لبنان ساسة الحرب الأهلية وممولوها وأمراء القتل على الهوية ...
عشرات الآلاف اختطفوا ... ولم يعرف مصيرهم حتى اليوم ...وخاطفوهم هم ساسة اليوم ...
عشرات الآلاف أصيبوا بالإعاقة ... ومن تسبب بإعاقتهم وإعاقة الوطن ما زال هو المتحكم برقاب العباد
٦٥ مليار دولار قيمة الدين العام المترتب على الدولة وعلى الشعب الذي قُتل وهُجِّر وأُصيب بالإعاقة أن يسدد فاتورة الحرب لأمراء الحرب فمعظم الدين وفوائده دين داخلي فنحن ندفع مرتين مرة ثمن موتنا وقتلنا وتهجيرنا ومرة لإعادة الإعمار ما هدمه أولئك ويبقى الوضع كما هو ، فالأمراء هم الأمراء والوزراء هم الوزراء ابن بعد أب وحفيد بعد جد
وليت الأمر توقف على ذلك إلا أن نهج الحرب الأهلية والقتل على الهوية سواء كان قتلا سياسيا أو حسيا ما زال كما كان فهو ينجب ويتوالد ويتناسل ولأن "الحية لا تلد إلا حية " فنحن في دائرة الخطر المتجدد .
فما المخرج مما نحن فيه ؟ كيف نبعد عن أبنائنا وأحفادنا كأس الحرب المرة التي تجرعناها ؟ كيف نبعد عنهم القتل ؟ وكيف نبعد عنهم الحقد على كل ما هو مُخْتَلِف ؟
إنها التربية على مشروع التكافؤ الإنساني :" كلكم لآدم وآدم من تراب "و " خير الناس أنفعهم للناس "
ذلك المشروع الذي ينظر إلى الإنسان من خلال إنسانيته لا من خلال دينه ومذهبه وطائفته وقوميته فالإنسان مُطْلَقُ إنسان يشترك مع أخيه الإنسان في أساسيات الحرية والكرامة والاحترام وحاجيات الرغيف والمسكن والمشرب والملبس ، وهي حاجيات مشتركة بين المسلم وغير المسلم ، بين العربي والعجمي !
لماذا لا نجتمع على حلف فضول جديد نتعاهد فيه على أن لا نجد مظلوما منا أم من سائر الناس إلا وقفنا معه حتى ترد عليه مظلمته؟
فلماذا لا يكون شعارنا جميعا الحياة الكريمة والشراكة على أساس الحديث النبوي:" الناس شركاء في ثلاث الماء والنار والكلأ "؟؟؟!
رقم: 46155