کتب الباحث الفلسطینی المقیم فی سوریا "تحسین الحلبی" فی المواقع الالکترونیة السوریة مقال تحت عنوان "استهداف سورية إسرائيلياً... الدوافع والأسباب".
استهداف سورية إسرائيلياً... الدوافع والأسباب
وکالة انباء التقریب (تنا) – دمشق 21/4/2011
21 Apr 2011 ساعة 14:43
کتب الباحث الفلسطینی المقیم فی سوریا "تحسین الحلبی" فی المواقع الالکترونیة السوریة مقال تحت عنوان "استهداف سورية إسرائيلياً... الدوافع والأسباب".
و اضاف، يخطئ من يعتقد أن القيادة العسكرية الإسرائيلية وعلى أعلى المستويات وبحضور المستشارين السياسيين للحكومة لا يناقشون يومياً التطورات الجارية في العالم العربي هذا إن لم يعينوا حتى الآن لجنة عليا لمتابعة كل ما يجري وتقديم تقدير موقف يومي إلى القيادة العسكرية خوفاً من مفاجآت تجبر إسرائيل على دفع ثمن كبير
ويبدو أن ما يشير إليه بعض المحللين العسكريين في وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث يعزز هذا الاعتقاد، ففي صحيفة هآرتيس يتوقع (أميرأورين) ما بين سطور تحليله أن تواجه إسرائيل أزمة في الخريف المقبل ويحذر أن إسرائيل فوجئت بحرب تشرين عام ۱۹۷۳ في فصل الخريف على حين أن معظم حروب إسرائيل ضد العرب كانت تجري في الصيف وخصوصاً في شهر حزيران ۱۹۶۷ وحزيران ۱۹۸۲ حين اجتاحت لبنان ووقعت المجابهة مع القوات السورية على أرضه.
يرى (أميرأورين) أن الأزمة المتوقعة لإسرائيل في الخريف المقبل ستكون سياسية – عسكرية وستحمل نسبة خطورة كبيرة بالمقارنة مع خريف حرب تشرين عام ۱۹۷۳، وسواء كان هذا التقدير مجرد مبالغة أم تحذيراً فإن عاموس يادلين رئيس المخابرات العسكرية السابق رأى هو الآخر في محاضرة ألقاها في مركز (ميمري) للأبحاث في الأسبوع الماضي أن على الحكومة اتخاذ الحيطة والحذر وخصوصاً من أوهام استمرار الهدوء السائد على حدودها الآن مضيفاً: إن الزمن لا يعمل لمصلحة إسرائيل الآن أيضاً.
ويقول (أورين): إن رئيس المخابرات العسكرية (أفيف كوخافي) لا يختلف مع يادلين على هذا الاستنتاج وهو الذي يتابع من موقعه في المخابرات العسكرية جميع التطورات.
ويبدو أن أسباباً كثيرة جعلت (يادلين) يقول في محاضرته في مركز (ميمري) للأبحاث إن (الردع الاستراتيجي) الذي تحققه إسرائيل مازال فاعلاً ويقوم بدوره وهذا هو المهم حتى لو كان (الردع التكتيكي) قابلاً للخرق. أما الساحة الدولية ومدى نضج أوضاعها لاحتمالات نشوء حرب في المنطقة بين إسرائيل والجوار العربي والإقليمي فيرى يادلين أن عدداً من الدول فيها سيدعم حرباً كهذه وعدداً آخر سيقف في صف عدم المبالاة بها.
ومن المهم الإشارة هنا إلى أن هذه الافتراضات أو التوقعات تترافق الآن مع الخطاب السياسي المرتقب الذي سيلقيه نتنياهو أمام الكونغرس إضافة إلى ما يمكن لوزير الدفاع (باراك) الإعلان عنه فيما يتعلق بضرورة تقديم مشروع لتحريك العملية السلمية والخروج من مأزق الجمود الراهن.. ومع ذلك أشار بعض الدراسات الأميركية والإسرائيلية وخصوصاً فيما بين سطورها إلى معادلة ترى أن عجز الولايات المتحدة وإسرائيل عن توجيه حرب شاملة ضد إيران، وعجز إسرائيل عن هزيمة المقاومة اللبنانية في أي حرب محدودة أو شاملة، وعجز كل هذه القوى من واشنطن إلى تل أبيب إلى أوروبا عن زعزعة التحالف السوري مع المقاومة اللبنانية والفلسطينية والجمهورية الإسلامية الإيرانية من الطبيعي أن يدفع كل أعداء سورية وهذه القوى إلى استهداف أحد أطرافها الآن والمقصود هنا سورية.
ومن الواضح أن استهداف سورية جرى اختياره بسبب طبيعة الحلقة المركزية التي تشكلها منذ عقود بين قوى المقاومة العربية وبين الدعم الذي تشكله طهران لهذه القوى ضد تل أبيب وواشنطن معاً.
ورغم هذا الاستهداف تتوقع مصادر جميع القوى التي تستهدف سورية أن تتحول سورية إلى تحقيق قوة أكثر نفوذاً وتأثيراً في المنطقة كلها إذا ما تجاوزت وسائل الاستهداف الجارية الآن ضدها من أطراف خارجية عديدة وهذا ما يرجحه رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأميركي ريتشارد هاس حين يقول: إن الغرب لن يستطيع تخفيض النفوذ السوري والدور الذي تلعبه في المنطقة.. ولاحظ (أورين) في صحيفة هآرتس أن المخابرات الإسرائيلية لا تزال تضع حسابات كثيرة حول مصر بعد مبارك وبشكل يثير المخاوف ويبعد الطمأنينة.
تنا – مکتب سوریا
رقم: 46789