توقعت مجلة "فورین بولیسی" الامیرکیة "مزیداً من تصاعد الأحداث التی تشهدها سوریا، وذلک بعدما قررت قوات الأمن السوریة قمع الجماعات السلفیة المسلحة.
وجهة نظر مجلة امریکیة حیال سوریا
وکالة انباء التقریب (تنا) – دمشق 28/4/2011
28 Apr 2011 ساعة 21:51
توقعت مجلة "فورین بولیسی" الامیرکیة "مزیداً من تصاعد الأحداث التی تشهدها سوریا، وذلک بعدما قررت قوات الأمن السوریة قمع الجماعات السلفیة المسلحة.
لفتت المجلة الى "أنه وسط حماس ثورات الشباب العربی، من غیر المنطقی أن تُسفر الاضطرابات فی سوریا عن انهیار نظام الأسد".
ورأت أن "مثل هذا الافتراض ینبئ عن سذاجة وجهل بالشرق الأوسط، لاسیما السیاسة السوریة. کما أن الافتراض بأن طبیعة الأحداث فی سوریا مشابهة لما حدث فی العالم العربی وساهم فی سقوط أنظمة طالما دعمها الغرب هو افتراض خطأ أیضًا ینم عن سوء قراءة للواقع.
وأوضحت المجلة أن "الهجوم الأخیر على الجیش السوری فی مدینة بانیاس یدل على أن الأسلوب الجهادی یقف خلف الحرکة التی تطالب بالإصلاح، على العکس من الثورات فی مصر وتونس والیمن، التی لم تشهد أی منها أعمال عنف من المتظاهرین ضد قوات الجیش"، مضیفة أن "نجاح "الثوار" السوریین فی قتل ۱۰ جنود یدل على وجود تدریب وتسلیح وتنظیم رفیع المستوى لهؤلاء الثوار، وهو ما لم تشهده الثورات العربیة الأخرى".
ورأت المجلة الامیرکیة "أن القوى الوحیدة المنظمة التی ظهرت خلال هذه الثورات العفویة المولودة من رحم مطالب اجتماعیة وسیاسیة واقتصادیة شرعیة کانت الإخوان المسلمین، حیث کان هدف هذه الحرکة منذ نشأتها قبل ۸۳ عامًا هو أن یکون القرآن والسنة هما المصدر الوحید لتنظیم حیاة الدولة والأسرة المسلمة". وسواء نجح الإخوان المسلمون فی تحقیق أهدافهم أو لا "فالأمر لیس مستبعدًا تمامًا".
وتابعت أن "هذه النظریة لم تثبت بعد بالنسبة لمصر وتونس والیمن، لکنها تبدو واضحة فی سوریا"، حیث یدَّعی الإخوان المسلمون هناک "رغبتهم فی الإصلاح، بینما یهدفون فی الأساس إلى الإطاحة بنظام الأسد الذی استطاع الصمود فی وجه الضغوط الدولیة طویلاً، لاسیما فیما یخص قضیة اغتیال رئیس الوزراء اللبنانی رفیق الحریری عام ۲۰۰۵"، ومن ثم فإن الموقف السوری أکثر تعقیدًا من غیره، مشیرة إلى أن "کلمة الأمین العام للإخوان المسلمین ریاض الشقفة فی سوریا، والتی ألقاها فی ترکیا داعیًا الشعب السوری إلى الخروج فی الشوارع احتجاجًا على تقاعس الرئیس الأسد فی الاستجابة لمطالب الإصلاح"، کما دعا الشیخ یوسف القرضاوی السوریین إلى "الثورة ضد نظام الأسد، ثم ما لبث أن وصف الثوار السوریین بأنهم مجاهدون، لیمنح الثورة السوریة بذلک طابعًا دینیًّا".ومن المدهش، بحسب المجلة، أن "المدن التی شهدت أکبر المظاهرات لم تکن مدنًا سنیة فی المقام الأول، وإنما کانت مدنًا ذات مذاهب مختلفة، مثل مدینة درعا التی تصفها الکاتبة بأنها مستودع أبرز عناصر حزب البعث الحاکم"، ومن اللافت أیضًا أن "أکبر المظاهرات السوریة لم تضم سوى ۱% من التعداد السوری، على العکس من المظاهرات التونسیة التی کانت تضم ۱۰% من الشعب التونسی، مما یوحی بأن المعارضة فشلت فی حشد الشعب السوری. ورأت المجلة أنه "إذا کان الخوف بالفعل هو السبب الأوحد فی منع انتشار الثورة الشعبیة السوریة، فربما یرجع هذا إلى إدراکهم المصیر المجهول فی الفترة التی تعقب نظام الأسد، لاسیما أن البعض لا یرى بدیلاً أفضل للنظام الحال، فالحقیقة هی أنه بالرغم من تاریخها وسیاساتها المثیرة للجدل استطاعت سوریا الحفاظ على استقرارها السیاسی فی المنطقة، کما أنها أحد أهم اللاعبین فی المنطقة، حیث لا یمکن التوصل إلى حل لعملیة السلام أو الموقف فی العراق أو أزمة إیران و"حزب الله" دون تدخل سوریا".
وشدد المجلة الامیرکیة على أن "سقوط النظام فی سوریة ستنجم عنه تداعیات حرجة فی دول المنطقة من ترکیا إلى لبنان والأردن والعراق"، والسؤال هو "هل ترید أی من هذه الدول سقوط سوریا بین أیدی الإخوان المسلمین"؟
رقم: 47764