بايدن هو أيضاً تاجر إنما دوره يختلف عن دور ذي قبله فهو الذي جاء ليلعب دور من يحمل التغيير الايجابي ويصلح ما افسده ترامب خارج جغرافية الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة في اليمن وهو في الحقيقة جاء ليحمي مصالح دولة امريكا ويحافظ على سمعة امريكا التي افتقدتها في عهد ترامب بمعنى لقد جاء جوبايدن ليستعيد ما فقدته دولة امريكا من سمعة .
وإن.كان قرارا يفتح أفاق جديدة قد يفهمها البعض في الداخل الوطني أو الأقليمي او الدولي على إنه سيكون هناك إنفراج في مظلومية الشعب اليمني او في بقية مناطق الصراع الدامي والتوترات إلا إنه قرارا لا يعني لا من قريب ولا من بعيد ايقاف عدوان التحالف السعودي الارهابي على وطّنَّا وشعبنا الذي عاث في الارض الفساد والإرهاب منذ فجر 27-3-2015م والمستمر حتى اللحظة في ارتكابه جرائم في حق الشعب اليمني من ابشع وافظع الجرايم التي ارتكبت في التاريخ الإنساني مع استخدام كم وكيف من السلاح والنيران ما لم يستخدم في الحرب العالمية الأولى والثانية .
إن قرار الرئيس جو بايدن لا ينبغي فهمه أنه على خلفية اخلاقية كانت الادارة الامريكية السلف غافلة عنها ثم استيقظت بيقظة أخلاق في ما نسميه في ادبنا الإنساني المشترك بالضمائر فكان استيقاظ ضمائر قيادات في الادارة الخَلَف أو بضمير احدهم وليكن الرئيس جو بايدن ، وسيجد المتابعون لهذا الشأن كتابات وتغطيات اعلامية تركز على حياة جوبايدن وتقارن ذلك بسيرة السَلَف رونالد ترامب ثم طَرْحُ كل ما يمكن ان يرسم صورة في اذهان المتلقيين عن جوبايدن بأنه قادم بتغيير في السياسة الأمريكية الخارجية تغييراً يحمل البشائر والخيرات العظام التي تُلئم الجراح حيث ساهمت الادارة الإمريكية في ذلك وتوقف نزيف الدم والقتل العبثي والارهابي حيثذ ساهمت ايضا مع انظمة العبث والبغي والسفه والارهاب كالنظام السعودي بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي عملياً لم يَعُد له تأثير بما يجري خاصة لإصابته بالزهيمر والشيخوخة وفي ظل الامير ولي عهده محمد بن سلمان الإمعة العابث بسلطان الملك وسلطان المال وسلطان الدين فكان مصيبه على الشعب هناك والشعب اليمني وعلى المستوى الاقليمي وعلى مستوى الأمة .
لا ليس هكذا الأمر ولن يكون فالإدارة الأمريكية آخر من ستقوم سياساتها الخارجية على القيم الأخلاقية أو حتى على البعض منها التي تشكل قواسم مشتركة بين بني الانسان بل الادارة الأمريكية لا مكان لها في بياني الدول التي تقوم سياساتها الخارجية على القيم الاخلاقية .
إن هذه الحقائق أطرحها واقول أنها خاصة بشخوص قيادات الادارة الأمريكية ومن يتبعها من معاونين ومساعدين ومستشارين وشركات ووكالات ومنظمات ولا اتكلم عن الشعب الأمريكي الذي ربما وَجَدَ الآخر في اوساط ذلك الشعب وفي تلك البيئات من القيم والمبادئ الإنسانية ومن سلطة القانون وسيادته ما لم يجده في الكثير من دول العالم وشعوبها .
إلَّا أننا حتى لو ذهبنا إلى أن قرار جو بايدن كان على اساس ما قد يظهر على السطح من أراء كالرأي الذي قد يقول ان هناك رأي عام شعبي امريكي بخصوص مظلومية الشعب اليمني الذي شاركت فيها الادارة الأمريكية كتاجر خسيس وجشع يدوس على كل القيم الإنسانية من اجل مكاسبه المتعددة وارباحه المالية وهوسه في السيطرة على العالم وأن الراي العام الامريكي قد يكون مفاده أن أمريكا قد خسرت في سمعتها الكثير بسبب المشارك الامريكية في مظلومية الشعب اليمني وقضايا أخرى وأن بلك واستمراره فإن ثمة مصالح ستخسرها دولة أمريكا وبالتالي الشعب هناك سيتأثر سلباً بما تخسره دولته التي تقود الحضارة الغربية وتحاول التحكم بالعالم بواسطة قيمها ومبادئها وأن هذا الذي اشير اليه قد شكل ضغط على الادارة الأمريكية في البيت الأبيض فتحقق توجه جديد لدى الادارة الأمريكية بقيادة جوبايدن الخلف لرونالد ترامب ومعاونيه في قيادة دولة امريكا والتحكم في الكثير من الملفات الدولية والقضايا الدولية والشؤون الدولية لا ليس الأمر هكذا على الإطلاق فاشعب الامريكي آخر الشعوب التي يمكن أن تتدخل أو يكون لها ضغط على حكامها بخصوص السياسات الخارجية وما يفعله انظمتها خارج جغرافياتهم في بقية الشعوب والدول الاخرى وليس الأمر كذلك أيضاً لأنه بإختصار تظل الادارة الأمريكية عبارة عن تاجر جشع خسيس يبحث دائماً عن مكاسبه الاقتصادية والسياسية وارباحه النقدية ويدوس في سبيل تحقيق ذلك على كل القيم الاخلاقية بل ويستخدم جميع وسائل الضغط والعنف والارهاب لتحقيق ذلك .
هذا اساس قوي في سيكيلوجية وفيسلوجية الامبريالية الامريكية والراس مالية لا يمكن أن يهدمه أي رئيس من رؤساء الادارة الامريكية إنما رئيس من رؤسائهم يأتي ليمارس التجارة بابشع صورها في مختلف علاقات امريكا وفي مختلف المجالات والاحداث ولان النتيجة الطبيعية لحال مثل هذا هو جَلْب السمعة السيئة للدولة الأمريكية وبالتالي خسارات في اتجاهات أخرى وتداعيات وتبعات سيئة تلحق بمكنة دولة أمريكا التي ينفق من اجل عدم المساس بها الجهود الكبيرة جداً إنما ما حصل من افراط شديد في عهد الادارة الامريكية بقيادة رونالد ترامب في جعل كل علاقات أمريكا تحكمها قيم السوق التجاري الراس مالي الامبريالي وبالتالي قد ربحت امريكا اموالا طائلة وكسبت خلال فترة ولايته في البيت الابيض مكاسب عديدة من وجهة نظر الامبريالية والراس مالية لكنها خسرت في سمعتها الكثير والكثير في الاوساط الانسانية الرسمية والغير رسمية إلا لأن هناك ثمة ثوابت امبريالية وراس مالية وثمة سياسة خاصة بالادارة الأمريكية فالرئيس جو بايدن هو أيضاً تاجر إنما دوره يختلف عن دور ذي قبله فهو الذي جاء ليلعب دور من يحمل التغيير الايجابي ويصلح ما افسده ترامب خارج جغرافية الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة في اليمن وهو في الحقيقة جاء ليحمي مصالح دولة امريكا ويحافظ على سمعة امريكا التي افتقدتها في عهد ترامب بمعنى لقد جاء جوبايدن ليستعيد ما فقدته دولة امريكا من سمعة .
فالأول وهو ترامب كَسَّبَ دولة امريكا اموالاً طائلة ومكاسب اقتصادية أخرى وهذا جو بايدن سيحقق مكاسب سياسية لان دولته بحاجة إلى مثل هذا فهو مخلص لدولته وسيسعى لتحقيق ما تحتاجه دولته من مصالح سياسية وذاك ترامب ايضا قد كان مخلص لدولته حينما حقق ما كانت تحتاجه من اموال ومن بيع وشراء رفع مستوى العرض والطلب .
.......................... يحيى أحمد صالح سفيان - اليمن
/110