التصريحات . تحمل طابع المكر والخداع السياسي يهدف من خلالها محاولة إستعطاف صنعاء ومغازلة إيران لكي يحافظ على ماء الوجه وهي بمثابة تنازلات غير مباشرة قدمها عبر الإعلام خصوصا بعد فشل كل الوسائل التي استخدمها مع الأمريكان لإيقاف القرار المتخذ من صنعاء الذي يقضي بتحرير بقية الجسد اليمني.

بلا شك التصريحات التي ادلى بها محمد بن سلمان لقناة العربية هي تحمل اكثر من معنى

اولا . تقاس  أنها ناتجة عن شعور ابن سلمان بالهزيمة وارتفاع درجة القلق لديه الناتج  عن إستمرار إنتصارات صنعاء نظرا لما يترتب عليها من إنعكاسات على مستقبل الحكم لهذه العائلة خصوصا بعد مغامرته بخوض هذه المعركة منذ ٦ سنوات وحتى اليوم ناهيك عن خسارته المالية بمئات المليارات من الدولارات وفي نهاية المطاف لم يحقق شي .

ثانيا . التصريحات . تحمل طابع المكر والخداع السياسي يهدف من خلالها محاولة إستعطاف صنعاء ومغازلة إيران لكي يحافظ على ماء الوجه وهي بمثابة تنازلات غير مباشرة قدمها عبر الإعلام خصوصا بعد فشل كل الوسائل التي استخدمها مع الأمريكان لإيقاف القرار المتخذ من صنعاء الذي يقضي بتحرير بقية الجسد اليمني وعجزه عن تمرير حيلة مبادرته السعودية لكن صنعاء لم تعد تثق بما تقوله الرياض لأن ثقافة المكر والخداع لهذه العائلة متوارثة منذ عهد مؤسس مملكة سعود .

ثالثا . هبوب هذه التصريحات في ظل نجاح صنعاء بإسقاط هيبة الأمريكان وكيان سعود من خلال النجاح بتحويل واقع المعركة من دفاع الى هجوم يعد إنتصار لصنعاء بحد ذاته الأمر الذي جعل إبن سلمان يدلي بهذه التصريحات الإستهلاكية لكي يتوقف الأنهيار المستمر لمنظومة حكمه ويحاول ايقاف صنعاء من إستكمال تحرير محافظة مأرب .

رابعا . يدرك ابن سلمان ان إستكمال صنعاء تحرير محافظة مأرب هو سقوط لبنك الذرائع التي كانت السعودية تتخذها وسيلة لتحقيق اطماعها في اليمن بإعتبار ذلك هو إسقاط للشعار الوهمي ( شرعية )

خامسا. يخشى بن سلمان إستمرار الإستهداف لعمق بلده لأن ذلك سيكون عاملا لإنهياروتصدع اركان حكمه قد يفضي لنشئ ثورة داخلية  في بلده ويكون عاملا لإندفاع  كافة الشرائح المظلومة من تصفية حساباتها مع هذه العائلة لأن ذلك قد يجعل  مستقبل هذه العائلة في خبر ومن المحتمل  يفضي الى تقسيم  هذه المملكة  .

سادسا. التصريحات تزامنت مع هذيان وزير الخارجية الأمريكي والتي تبرز من خلالها حالة التخبط الأمريكي نظرا لهزيمة التحالف في مأرب وهذا مؤشر ان تصريحات بن سلمان كانت بإتفاق مع واشنطن ولندن .

سابعا .  التصريحات اتت بعد فشل من ثم الإستعانة بهم من قبل الرياض ومنهم المبعوث الأمريكي ليندر كينغ والأممي غريفيث . وكل ذلك جعله يشعر بهزيمة هؤلاء اللآعبين وليس امامه سوى البحث عن وسائل لإخراجه من هذه الورطة  ولم يجد امامه سوى إطلاق هذه التصريحات .

ثامنا. قبل  تصريحات هذا المعتوه كان هناك غضب من الرياض تجاه قيادات المرتزقة ممن ادمنوا على فنادق الرياض كاعلي محسن وغيره الأمر الذي ربما دفعه لإرسال  محسن لمحافظة مأرب ووضعه مع بقية القيادات امام خيارين إما أن يعودوا من مأرب منتصرين او مقتولين .

تاسعا . هذه التصريحات باركها السفير السعودي لدى اليمن من خلال ترديد تلك التصريحات وهذا يوكد إجماع  صناع القرار السعودي بالخروج والمصالحة مع صنعاء ومغالة طهران  وتقبيل أحذيتها  لكي تساعدها بالخروج من هذه الورطة في حال حصل كيان سعود   على اوكي من واشنطن ولندن .

لذا التصريحات في مجملها  هي عرض مبطن بتقديم تنازلات سعودية لصنعاء لكنها تمثل إعتراف غير مباشر بسلطات قوى ٢١ سبتمبر في صنعاء وبنفس الوقت  تعد انتصار للمسيرة الجهادية ضد العدوان كما انها   موافقة غير مباشرة من الرياض على  التفاوض الندي بين صنعاء والرياض وهذا انتصار ايضا لصنعاء وهزيمة للسعودية .  

على هذا الأساس لا تراجع عن الإستمرار  من تحرير بقية المحافظات الخاضعة لإحتلال دول تحالف العدوان والسير بخط مزدوج على الصعيد الميداني الأول الإستمرار في تحرير بقية المحافظات والاخر مواصلة إستهداف العمق السعودي ورفع سقف الشروط من قبل صنعاء لأي برنامج تفاوضي ندي وجدي بين الرياض وصنعاء  على أن يكون المدخل العملي لهذا البرنامج أن يتوقف العدوان وفك الحصار على اليمن وتنسحب القوات الإحتلالية للعدوان من كل شبر في الساحة اليمنية الى ما بعد خط الإستقلال الموضح عام ٦٧م  فيما يخص الجنوب والى حدود اليمن ما قبل إتفاقية بلدنا عام ١٩٣٤م في الشمال  على ان تقبل الرياض شروط  ثورة ٢١سبتمبر  وإعادة إعمار اليمن و الغاء اي اتفاقيات تمس سيادة بلدنا  سواء  كانت منذ منتصف القرن المنصرم وحتى اليوم . وعلى ان تو افق  الرياض على دفع مرتبات الموظفين وتسليم كافة المرتزقة والدواعش لصنعاء لمحاكمتهم بما فيهم الفار هادي وعلي محسن على ان تساهم بإعادة كافة الأموال المنهوبة من اليمن الى صنعاء .

وهاهي اللحظات الأخيرة امام صنعاء من استكمال تحرير مأرب . خلال يوم الى يومين .
إن شاء الله