كل مشاكل العالم الإسلامي تصغر أمام ما يعانيه اليمنيون من التحالف السعودي الأمريكي الصهيوني
أن كل مشاكل العالم الإسلامي تصغر أمام ما يعانيه اليمنيون من التحالف السعودي الأمريكي الصهيوني جرّاء ماينزله هذا التحالف باليمن من قتل وتدمير وتجويع. ثماني سنوات لم يمرّ فيها يوم واحد دون أن يملأ أجواء اليمن أزيز الطائرات المقاتلة والصواريخ ودون أن يشتدّ الحصار على الشعب اليمني ليمنعه حتى من قوته ودوائه و وقوده.
فيمايلي نص : بيان المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية بشأن الساحة اليمنية
في أية واحدة من القضايا الهامة التي نتناولها في حديث التقريب أو في البيانات الصادرة عن المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، تبقى مأساة الشعب اليمني تضغط على أذهاننا و وجداننا لنقول لنا إلى أين أنتم ذاهبون تعالوا إلى الساحة اليمنية لتروا أن كل خطب يهون أمام خطب اليمن، وأن كل مشاكل العالم الإسلامي تصغر أمام ما يعانيه اليمنيون من التحالف السعودي الأمريكي الصهيوني جرّاء ماينزله هذا التحالف باليمن من قتل وتدمير وتجويع.
ثماني سنوات لم يمرّ فيها يوم واحد دون أن يملأ أجواء اليمن أزيز الطائرات المقاتلة والصواريخ ودون أن يشتدّ الحصار على الشعب اليمني ليمنعه حتى من قوته ودوائه و وقوده.
قصف متواصل للبيوت الآمنة ومجازر رهيبة ذهب ضحيتها آلاف الأطفال وهم في بيوتهم أو في مدارسهم، ولم تسلم حتى السجون وحفلات الزواج من المجازر الجماعية.
هذا التحالف العدواني ضيّق على اليمنيين حتى في لقمة عيشهم فراح الأطفال والنساء يتضورون جوعًا، وحرمهم من الدواء فاصبحت المستشفيات تضجّ بأنين الجرحى والمصابين والمرضى دون قدرة الجهاز الطبي على الإغاثة بسبب انعدام الدواء و وسائل التطبيب.
ضيق على الشعب اليمني في الوقود، فراح اليمنيون يتركون سياراتهم وسط الشارع بسبب نفاد الوقود، وبذلك امتلأت الشوارع والطرقات بالسيارات المتوقفة.
وسائل الاعلام المرئية تنقل للعالم يوميًا صور الأطفال الذين يشرفون على الموت بسبب نقص الغذاء والدواء،
وتنقل صور أشلاء الأطفال الممزقة جرّاء القصف اليومي للتحالف السعودي.
وصور الدمار الذي ينزل بالبيوت والبنى التحتية والمدارس والتراث الحضاري اليمني وبالمزارع والمواشي دون أن يكون هناك تحرك عالمي لوقف العدوان، لكننا نشهد بين الحين والآخر من يشجع المعتدين، وخاصة من وسائل الإعلام الأمريكية والصهيونية.
نعم نسمع أحياناً بأن برنامج الغذاء العالمي قد أهدى 250 ألف كيس من الدقيق.. ولكن اليمنيين يكتشفون
– كما أعلنوا – أنه دقيق فاسد متعفن!!
ونسمع أحيانًا أن الأمم المتحدة نفسها أعلنت أن أكثر من 80 بالمائة من إجمالي عدد سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية وحماية والملايين منهم يعيشون حاليًا في ظروف المجاعة، ويعاني حوالي 3/2 مليون طفل تحت سن الخامسة من سوء التغذية الوخيم.. بالاضافة إلى ما تكابده النساء المرضعات والحوامل وكبار السنّ. هذا إضافة إلى ما يقارب من خمسة ملايين نازح يعيشون حياة قاسية..
كل هذا ينشر رسميًا على لسان الهيئات الدولية ولكن العدوان يستمر والحصار يتواصل والتشفّي يتوالى على لسان تحالف العدواني والاستكبار العالمي ومن لفّ لفّهما.
إنها حرب إبادة.. حرب ارتكب فيه تحالف الإثم والعدوان كل جرائم الحرب وجميع صور انتهاك حرمة الإنسان.. إنها حرب على كل القيم الإنسانية واستهزاء بجميع ما تعلمته البشرية في تاريخها الطويل من قواعد أخلاقية.. إنها تعبّر بكل صراحة ودون خجل و وجل أن الساحة البشرية أصبحت مستباحة للقتلة وأصحاب المناشير وتجّار الحروب.
المدهش في الساحة اليمنية شيئان. أولهما هذا الذي ينزل باليمنيين من جرائم قلّ لها نظير في التاريخ، والثاني هذه المقاومة الباسلة والصمود الاسطوري الذي يسجله اليمنيون وهم في أشدّ ألوان المعاناة، إنهم أمام القصف والتدمير والتجويع يرفعون صوتهم عاليًا ويقولون: «إنها لحكمة إلهية أن يكون لأهل اليمن هذا الدور المشرف في تأديب المستكبرين وإذلالهم وهزيمة أئمة الكفر والعمالة والارتزاق على يد الانصار المؤمنين من الجيش واللجان الشعبية».
أليس من المدهش أن يرتفع صوت العزّة هذا من ساحة تكالبت عليها قوى الظلام لاذلالها؟! نعم إنه مدهش ولكنه الصوت الذي سمعناه دوما من المجاهدين الصابرين الصامدين الذين حققوا المعاجز في انتصارهم على أعداء الإنسانية على مرّ التاريخ.
"وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ".
/110
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية