QR codeQR code

ما هكذا يكون موقف اتحاد علماء المسلمين!

تنا – مكتب دمشق

4 Jul 2011 ساعة 9:22

لماذا لم يتخذ الاتحاد العالمي للعلماء موقف واضح تجاه الدول التي تقيم علاقات ودية مع الكيان الغاصب وتحتضن قواعد عسكرية امريكية في اراضيها ؟



بداية أؤكد على أن ما سأقوله يستند إلى إيمان مطلق بأن الإسلام دين يضع كرامة الإنسان وحريته في مقدمة القيم، وأنه دين الحق الذي قرر أن أفضل الجهاد هو كلمة حق لدى سلطان جائر، وعليه فإن مهمة قول كلمة الحق هي واجب المسلمين، واجب علمائهم أولاً لأنهم نخبة الأمة وقدوتها.

وإذا كان علماء الإسلام يختصّون في علوم هذا الدين الحنيف من قرآن وحديث وفقه وكلام.. فإن ذلك لا يمنعهم أبداً من الإدلاء بدلوهم في الشؤون الأخرى ولاسيما الشأن السياسي. 

لكنْ وبما أن لكلمتهم تأثيرها الكبير في عامة الناس نظراً لمكانتهم المرموقة والمقترنة بالمقدّس الديني، فإن مواقفهم السياسية يجب ألا تحيد قيد أنملة عن الحق، وأن تلتزم الدين الحنيف الذي يحرّم كل عمل أو قول من شأنه ضرب وحدة الأمة وإثارة الفتنة فيها وإشغالها عن مواجهة عدوّها الرئيسي بصراعات داخلية وحروب أهلية. 

ولقد لاحظت أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد دأب منذ بداية الأزمة السورية التي لا شك مطلقاً أن أحد مكوناتها يتعلق بمطالب سياسية محقة يريدها الشعب السوري، قد استغلّ هذه الأزمة لا ليؤكد على حق هذا الشعب في تحقيق مطالبه، ويحث السلطة السورية على الإسراع في تحقيقها، بل ليثير الفتنة الطائفية في المجتمع السوري، ويشجعه على الاقتتال الداخلي.
 
وقد كان على هذا الاتحاد لو أنّ مطلبه الحقيقي هو مصلحة الأمة ألا ينطق بكلمة واحدة في الشأن السوري قبل أن يحيط به إحاطة تامة ويتأكد تماماً مما يجري فيه. مما كان يستوجب في الحدّ الأدنى زيارة وفد منه إلى سورية للاطلاع عن كثب على الأحداث والاستماع إلى مختلف الآراء في السلطة والمعارضة وعامة الشعب. لكنه لم يفعل واختار أن يقول ما بدا أنه رأي مسبق متحامل وغير موضوعي. وهذا أقل ما يمكن أن يقال عنه إذا افترضنا في الاتحاد حسن النية. أما إذا لم نفترضها فليس أمامنا سوى القول بأنه يعكس انخراط أصحابه في مشروع دولي وإقليمي تقسيمي طائفي يستهدف سورية وحدة وطنية وفكراً قومياً ونهجاً مقاوماً. 

ولا أريد أن أؤكد هذه التهمة التي وجهها الكثيرون إلى الاتحاد أو أنفيها، لكني لا أستطيع أن أفهم كيف يقدم علماؤه على فعلٍ من شأنه أن يضرب الوحدة الوطنية ويدمر العيش المشترك في بلد يبقى - رغم كل المآخذ على سياسته الداخلية - آخر قلاع الصمود العربي في وجه محاولات تصفية القضية الفلسطينية وإخضاع الوطن العربي كله للهيمنة الامبريالية الصهيونية. 

لا أستطيع أن أفهم كيف لا يرى الاتحاد في سلوك من يُقيم العلاقات الودّية مع كيان العدو الصهيوني ويحتضن القواعد العسكرية الأمريكية ما يستحق مجرّد الإدانة والشجب، بينما يحرض الشعب السوري على إسقاط نظامه الوطني المقاوِم. 

وحتى هذه اللحظة فأنا أميل إلى الظن بأن ثمّة خطأ ما تسبب في موقف الاتحاد الذي لا يمت بصلة إلى الدين الحقيقي، آملاً أن يتم تصحيح هذا الموقف في القريب العاجل إلا إذا أراد أعضاؤه أن يثبتوا صحة التهمة الموجهة إليهم. وعندها، سيسقطون واتحادهم شرّ سقوط. 

د.محمد صالح الهرماسي
تنا – مکتب سوریا


رقم: 55293

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/article/55293/هكذا-يكون-موقف-اتحاد-علماء-المسلمين

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com