وخلال كلمتها في الاجتماع الافتراضي لمؤتمر الوحدة الدولية الـ 37، اضافت الدكتورة كلغيري: اذا تريدون أن تحفظوا كرامتكم واعتباركم الاجتماعي والعالمي، فليس لكم حل إلا التمسك بالحبل الإلهي وعدا عن ذلك تجتنبون أي نوع من أنواع الصراع والصِدام، ليس هناك من طريق متاح أمامكم غير هذا. لذلك قال: «إنّ هذه أمتكم أمة واحدة» أنتم أمة واحدة، وجود مذاهب خاصة لكل منكم ولكل مجموعة لا يجب أن يسبّب انقسامكم وابتعادكم عن بعضكم.
واضافت : عندما يكون للإسلام مثل هذا الرأي الرفيع إذ يدعو جميع الأديان السماوية إلى أن يكونوا معاً على كلمة واحدة مشتركة، فبلا شك سوف يطلب المسلمون هذا الاشتراك والاتحاد بشكلٍ أكبر.
وصرحت السيدة "معصومة كلغيري : نقطةٌ تبدو لي جديرة بالذكر والتذكير وفائدتها تعمّ المسلمين وهي سعة صدر الأئمة الأطهار وسلوكهم الراقي لدى مواجهتهم مع المخالفين.
واضافت : سأعرض هنا رواية وهي مدوّنة لدى أهل السنة أيضاً، أنه في أحد الأوقات جاء حضرة أبوحنيفة إلى عند الإمام الصادق وقال أمراً، أنني رأيتُ ابنك موسى بن جعفر يصلي وكان هناك أفراد يعبرون من أمامه، تابع صلاته ولم يَنهى عن هذا العمل، لأنه وفق مذاهب أهل السنة عبور شخص من أمام المصلّي أمر غير جائز، حيث يجب أن تكون هناك مسافة بسيطة وعلى الأقل مسافة سبحة حتى يعبر الأشخاص ولا يقطعوا الحالة المعنوية للمصلّي. استدعا الإمام الصادق (ع) ابنه وقال أن أبو حنيفة قال هكذا قال الإمام ابن جعفر أجل صحيحٌ ما قاله.
ولفتت الى، ان "السبب في ذلك أنني كنتُ أرى نفسي بين يدي الحضرة الإلهية وكنتُ أشعرُ بحالة معنوية صرفت انتباهي عن عبور الأشخاص وأبقته على الصلاة، فأنا كنتُ أعلم اتصالي مع من ولم يقطع عبور الناس هذا الاتصال ولم تخلو نفسي قط من شعور الاتصال ذاك".
واكدت : فبكل تأكيد من يرى هذا التصرف من الإمام الصادق (ع) والإمام التالي موسى بن جعفر (ع) يرى أنه ينجذب إلى هذه المدرسة وإلى هذا الفكر. من دون أن يجيب الإمام يطلب ابنه لتتضح صحة أقوال أبو حنيفة. طبعاً من الواضح والبديهي لنا أن هذا القول يتمتع بالصحة، لكن الآخرون المشاهدون والمستمعون إذا يطّلعوا على الأمر ويسمعوا الإجابة المناسبة من الإمام موسى الكاظم (ع) ودليلنا الفقهي أننا نرى المسافة بين المصلّي والله قريبة وأننا لا نعتبر مرور الأشخاص من أمام المصلّي يقطع الصلاة، سيفهمون أن هذا الدليل عقلاني ومنطقي بشكل تام وعرفاني ومعنوي في الوقت نفسه.
واضافت الاستاذة غي الحوزة العلمية : إن تصرفات الإمام الصادق (ع) ذات الرأي الحكيم وكل الأئمة لدى تعاملهم مع المخالفين، أوجبت أن تُذكر كلماتٌ خالدة من أشخاص أمثال حضرة أبو حنيفة وحضرة مالك ابن أنس في حق الإمام الصادق (ع). منها قول أبو حنيفة: "ما رأيت أفقه من جعفر ابن محمد الصادق" هكذا اعتراف وجعل الإمام الصادق (ع) في هذا المقام، بكل تأكيد ينشأ عن السلوك القويم في التعامل العادل والودود للإمام والعقلاني والعلمي في الوقت نفسه.
وصرحت: يقول حضرة أبو حنيفة: أعلم شخص هو من يعرف أفكار المذاهب الأخرى ويستطيع أن يجيب بأخذه بعين الاعتبار الجوانب المختلفة للقضية وعلى أساس المذاهب الأخرى غير مذهبه وأنا شاهدتُ هذه الخاصية في الإمام الصادق (ع) بعد تلك الجلسة. حسناً إنه يقرُّ بهذا، إذاً فلماذا يسلك مساراً آخراً؟ يجب أن نقوم بالبحث والتحقيق حول هذا الأمر.
واكملت : على أي حال، أعتقد أنه إذا نخطو خطوة واحدة للأمام ستكون بعدة خطوات وسوف تجعلنا أكثر قرباً إلى التقارب وإن شاء الله نحصل على حقائق جديدة من هذه الأبحاث ومن دون تعصب وبطرح نظريات جديدة وإيجاد جلسات للتفكير الحر والمطالعة الدقيقة والعميقة في مصادر أهل السنة والشيعة.
انتهی