وقال "حجة الاسلام حسيني مزاري" في مقاله خلال المؤتمر الافتراضي الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية، : الموضوع الذي أودّ التطرّق إلیه هو التضامن الإسلامي والوحدة. وعلی الرغم من أنّ الإعلام الإسلامي دأب علی مدّ جسور التواصل والتضامن بین الدول الإسلامیة وتعزیز الأواصر بین المسلمین، لکن نظراً إلی ضرورة الوحدة في الظروف الراهنة ومستقبل المجتمعات الإسلامیة؛ یجب مضاعفة الجهود وتکریس المساعي للتضامن بین المسلمین وتوحید الصفوف بین أبناء هذا الدین الحنیف.

و أضاف : إذن لکي یؤدي الإعلام الإسلامي دوراً أکثراً نجاعة في هذا الشأن ویکون مؤثراً في هذا المجال یجب علیه الإنتباه إلی بعض النقاط التي سوف أذکرها في ما یلي:

النقطة الأولی تتعلق بالإعلام نفسه. من ناحیة الأجهزة وآلیات وأدوات العمل یجب تزوید هذا المجال بأحدث الأجهزة والتقنیات ویجب علی القائمین علی هذا المجال وذوي الأمر الإهتمام بهذا الموضوع وتزوید هذا المجال الحیوي بأحدث التقنیات.

النقطة الثانیة في مجال الإعلام تتعلق بالطاقات البشریة وخصائص العاملین فیه. فلکي یستطیع هذا المجال توسیع شعبیته وکسب الزخم اللازم لإستمرار عمله وکسب المشاهدین یجب أن یستخدم أکثر الطاقات البشریة مهنیة ومعرفة بالمجال من الناحیة الکم والنوع لکي ینجح في إعداد برامج تسمّر المشاهد أمام شاشات التلفاز.

النقطة الثالثة في مجال الإعلام تتعلق بنوعیة البرامج. یجب أن یکون البرامج قادراً علی جذب المشاهدین ومتابعة البرامج التلفزیویة وأن تسمّر المشاهد أمام الشاشة. فإنّ هذا الأمر له تأثیر خارق لتربیة الإنسان المسلم.

وأوضح : ان الموضع الثاني الذي أرید التطرق إلیه یتعلق بالمشاهد. فلکي تستطیع التأثیر علی المشاهد وإنشاء الوحدة الإسلامیة والتضامن الإسلامي، یجب أن نتمکن من التأثیر علی المشاهد وتوجّه الشعوب الإسلامیة صوب هذا الأمر. وأهم وأنجع عمل وأبرز استراتیجیة للإعلام هو رفع المستوی الثقافي والمعرفي لدی المشاهد في المواضیع والمجالات المختلفة.

وأضاف العالم الأفغاني، بأنه إذا ارتفع مستوی المعرفة لدی الناس وارتفع معه المستوی الثقافي، فلاشك أنّ الناس سوف یؤمنون بأهمیة الوحدة وسوف یعرفون تأثیر هذه الوحدة وتأثیر الإتحاد ونحن أیضاً نستطیعه بکل سهولة مواصلة عملنا في هذا المجال وتستمر في التبلیغ للوحدة المنشودة وتحقق ذلك المجتمع المفقود منذ زمن والمنشود علی مرّ العصور ونستطیه حینها إعداد برامج متنوعة للمشاهدین من إجتماعیة، وثقافیة، إلخ..

وبيّن سيد عيسي حسيني مزاري، بأن الأمر الهامّ هنا هو موضوع جهاد التبیین. لأنّ رفع مستوی المعرفة والثقافة وتحسین حیاة الناس بحاجة إلی برامج طویلة الأمد وخطط وبرامج دقیقة ویجب أن یکون علی رأس أولویات القائمین علی هذا المجال.لکن قضیة جهاد التبیین هي عبارة عن حرکة یومیة مستمرة. یجب أن تکون في کل لحظة، وساعة، ویوم، وأسبوع، وشهر، وعام. یجب خوض غمار هذا المجال باستمرار والعمل بلاهوادة. فقد أکّد قائد الثورة الإسلامیة علی أهمیة هذا المجال وأنار طریق السائرین في هذا الدرب والمجاهدین في جهاد التبیین بأقواله الحکیمة، وهذا یوجب علی کل الإعلام في جمیع أنحاء العالم الإسلامي أن یبذل کل ما بوسعه في هذا المجال.

وتابع رئيس مؤسسة تبيان الثقافية و الاجتماعية في أفغانستان : لکن ثمّة نقاط وقضایا یجب ان ننوّه إلیها في ما یتعلق بقضیة الوحدة والتضامن وهي :

النقطة الأولی تتعلق بضرورة التأکید علی الوحدة الإسلامیة. یجب علینا توعیة الشعوب بأهمیة الوحدة الإسلامیة ورفع مستوی معرفتهم بالأمر لإستیعاب ضرورة هذا الأمر الحیوي. إن الوحدة من شأنها أنّ تعزز قدرات المسلمین وترفع مؤهلاتهم وطاقاتهم في المجالات الأخری لنیل حیاة کریمة. فإن لم تکن هذه الوحدة فإنّ المجتمع الإسلامي یتحول إلی أجزاء متقطعة الأوصال وتواجه تحدیات خطیرة.

النقطة الثانیة تتعلق بأخطار الإختلاف والصراع. یجب في هذا المجال التوعیة بأضرار وأخطار الخلاف والنزاع وما سیؤول إلیه المجتمع المتقطع الأوصال والمتنازع أهله في ما بینهم.

والنقطة الثالثة هي معرفة العدو. یجب علینا أن نعرف من هو عدونا، ونسعی لرفع مستوی معرفة الشعب بهذا العدو علی المستوی الوطني، والإقلیمي، والعالمي.

النقطة الرابعة تتعلق بمؤامرات الأعداء. فإن الدسائس التي یحوکها الأعداء للأمة الإسلامیة باستغلال الفرص، واستغلال الظروف والمجالات، والإمکانیات المختلفة ضد الشعوب الإسلامیة کلها تصب لنزرع الشقاق والخلاف بین أبناء هذا الدین. لهذا یجب توعیة الناس بهذه المؤامرات، وتأثیرها علی الفرد والمجتمع معاً.

النقطة الأخيرة هي معرفة الجواسیس والعاملین في الطابور الخامس. یجب أن نعرف ظاهر هؤلاء الجواسیس وشخصیة کل منهم والحرکات التي یقومون بها في المجتمعات الإسلامیة، وانتماءهم للأعداء، والخطط والمؤامرات التي یحوکها هؤلاء الأعداء ضد الدول الإسلامیة وآلیات تطبیقها کلها أمور هامّة جداً. ثمّة أفکار وتوجهات یروّج لها الأعداء والمتسللین في المجتمعات الإسلامیة والمنتمین لأعداء الأمة والمنظمات المعادیة، ویعتنقها بعض الأفراد؛ یجب التصدي لها بکل ما نملك. یجب فضح هذه المؤامرات وإحباط هذه الخطط المعادیة لکي نثبت أن الإعلام الإسلامي یسعی جاهداً لفضح الأعداء والکشف عن ظاهرهم وباطنهم في سبیل التضامن والوحدة الإسلامیة وإصلاح ذات البین.

نهاية المقال