ناشطة اجتماعية من لبنان : المعصومة (س) كانت من اخيها الامام الرضا (ع) بمثابة السيدة زينب (س) من الامام الحسين (ع)
قالت الاستاذة الجامعية والناشطة الاجتماعية في لبنان السيدة "د. رجاء بيطار" : ان السيدة المعصومة (س) كانت من اخيها الامام الرضا (عليه السلام) بمثابة السيدة زينب (س) من الامام الحسين (عليه السلام)؛ فكانت متعلقة به وكانت تتخذه قدوة واماما لها وكانت تاتمر بامره، في الوقت الذي كانت هي قدوة لنساء زمانها، في العلم والتقوى والورع.
جاء ذلك في ورقة قدمتها الدكتورة بيطار خلال ندوة افتراضية برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، تحت عنوان "فاطمة المعصومة (س) قدوة الفتاة المسلمة"، عقدت احتفاء بذكرى ميلاد السيدة فاطمة المعصومة ابنة الامام موسى الكاظم (عليهما السام) في 1 ذي القعدة 1445هـ الموافق 10 مايو 2024م.
وفيما يلي نص مقال الاستاذة بيطار :
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين
السيدة المعصومة عليها السلام هي حقا اخت الامام الرضا (عليه السلام) المقربة منه، ومع ان للامام عليه السلام اخوات كثيرات ولكن من تميزت منهن وكان لها مقام الصداره هي السيدة المعصومة (س).
وقد جاء بحقها الكثير من الاحاديث عن والدها امام موسى الكاظم (عليه السلام)، في فضلها وفي عمق ايمانها وعلمها وتقواها.
حتى ان الامام موسى ابن جعفر (عليهما السلام) قال بحقها "فداها ابوها" ثلاث مرات، وذلك حين اجابت عن مسائل الشيعة الذين كانوا قد اتوا بسؤال الى الامام الكاظم عليه السلام مرة في المدينة فلم يجدوه ولم يجدوا الامام الرضا ايضا، فكانت السيدة المعصومة عليها السلام هي من تصدت لهم بالاجابة عن مسائلهم وكانت اجاباتها كلها صحيحة فكانت حقا جديره بهذه الكلمة.
لم يتوقف الحديث عن السيدة المعصومة عليها السلام عند هذه الحادثه، بل ايضا كان لها دور كبير في الاتجاه نحو الامام الرضا عليه السلام.
عرف عن السيدة المعصومة عليها السلام، انها كانت شديدة التعلق باخيها وشقيقها الامام الرضا (ع)، فهي لم تكن اخته فقط بل كانت شقيقته من امه، وكان ايضا فارق العمر بينها وبين اخيها الرضا كبيرا بحيث كان عليه السلام هو من رباها في الوقت الذي كان ابوهما الامام الكاظم عليه السلام يقبع في سجن الرشيد.
السيدة المعصومة (س) اصيبت بالمرض في طريقها الى طوس، مرورا بمدينة قم حيث، كان العدد الذي لا يستهان به من شيعة اهل البيت عليهم السلام، الذين استضافوها ولكن شاء الله عز وجل ان لا تلتقي باخيها وامامها الا في جنته الواسعه، وان لا يكون لقائهما في هذه الدنيا مع ان البعد بينهما في تلك المرحله كان بضعة فراسخ.
ينبغي لفتيات هذا العصر ان تاخذ قدوة لها من السيدة المعصومة، فقد كان لديها من الخصال الحميدة الكثير الذي ينبئ ينبئ بعلمها وتقواها.
هذه الخصال التي تحدثنا عنها في البدايه، وايضا تعلقها بأمامها حتى انها قامت بتلك الرحلة العسيرة والصعبة والمخاطرة للوصول اليه.
نتخذ من السيدة المعصومة (س) قدوة لنا لانها كانت من اخيها الامام الرضا (عليه السلام) بمثابة السيدة زينب (س) من الامام الحسين (عليه السلام)؛ فكانت متعلقة به وكانت تتخذه قدوة واماما لها وكانت تاتمر بامره، في الوقت الذي كانت هي قدوة لنساء زمانها، في العلم والتقوى والورع.
نستثمر فرصة ولادة السيدة المعصومة عليها السلام والتي ايضا تجاور ولادة اخيها الامام الرضا، لنتحدث عنها بهذا الكلام ونسال الله ان يحتسبه لنا [يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم].
والسلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته.
انتهى