QR codeQR code

باحثة اكاديمية من اليمن : مواقف الشهيد نصر الله مدرسة لكل احرار العالم

تنـا - خاص

14 Oct 2024 ساعة 18:00

قالت الباحثة والاستاذة الاكاديمية في اليمن السيدة "سوسن افضلي"، ان سيد المقاومة الشهيد السيد حسن نصر الله، كرس حياته كلها للجهاد في سبيل الله ومقاومة العدو الصهيوني، فكانت مواقفه النبيلة والشجاعة مدرسة لكل احرار العالم.


جاء ذلك في مقال للاستاذة افضلي خلال الندوة الافتراضية التي عقدت برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية يوم الاحد 13 اكتوبر 2024م، بعنوان "السيد نصر الله.. مدرسة خالدة"؛ فيما يلي نص هذا المقال :
 
بسم الله الرحمن الرحيم
لحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين محمد بن عبد الله وعلى اله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز بعد اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم - [أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ۖ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ] صدق الله العلي العظيم.
عظم الله اجورنا واجوركم باستشهاد حجة الاسلام والمسلمين حامل راية المقاومة في المنطقة سماحة السيد حسن نصر الله وكوكب من اخوانه في المقاومة اللبنانية الشريفة الذين ارتقوا في المجزرة الشنيعة التي قام بها جيش العدو الاسرائيلي في الضاحية الجنوبية ببيروت الابية.
لقد فقدت الامة الاسلامية برحيل سماحة السيد حسن نصر الله قائدا صادقا لم يخش في الله لومة لائم ولم يتوان للحظة عن نصرة المستضعفين. وقد كرس حياته كلها للجهاد في سبيل الله ومقاومة العدو الصهيوني فكانت مواقفه النبيلة والشجاعة مدرسة لكل احرار العالم حيث كان سماحته رمزا للمقاومة.
 فقد كان الشهيد نصر الله قائدا استثنائيا ذا ارادة متينة وصلبة وعزم راسخ، وكان على قدر كبير من الفطنة والرؤية المستقبلية، ولقد كان لموقفه التاريخي المتمثل باسناد المقاومة في غزة بعد معركة "طوفان الاقصى"، الاثر الكبير في تعزيز قدرات المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني وكيد الشيطان الاكبر المتمثل بامريكا اللعينة .
وتجدر الاشارة هنا الى الموقف اليمنيي التاريخي الذي لن تنساه في مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم.
ان المتأمل في السيرة الجهادية لسماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، يجد انه قد بلغ قولا ومارس عمليا جميع الاهداف والتطلعات وكلما كان ينبغي له قوله او فعله؛ بل انه سخّر على الصعيد العملي كل وجوده من اجل تحقيق هذه الاهداف المتمثله باحقاق الحق ونصرة المظلوم.
واليوم نجد قلوبنا وارواحنا تفيض بالحسرات على فقدان هذا العزيز، الذي فجعنا بخبر استشهاده على يد انجس من خلق الله تعالى على هذه المعمورة؛ لكن على الرغم من الالم الذي يعتصر قلوبنا الا اننا ندرك ان موقف المؤمن المعاصر اليوم بات خطيرا في ابعاده التغييرية فمسؤوليته تتطلب ان يواصل نفس الدور الذي شرع به الانبياء والرسل عليهم السلام، ومن سار بنهج في صراعهم مع مختلف الوان الجبت والطاغوت ويستمر في طريق جهادهم بكل ما اوتي من قوة وامكانية ويقوم بواجبه في انقاذ الانسانية من العبودية لغير الله الى عبودية الخالق البار رغم كل الصعاب والمعوقات والاشواك والعقبات.
ان هذه المسؤولية وهذا الدور الذي يجب ان يقوم به الانسان، يتعاظم كلما اتسعت دائرة الفساد وازدادت وراء الشرك وكبرت امكانات الضلال وتعمقت حالات البغي والانحراف واستبدلت حالة العبودية لله الى عبودية الشهوات والسلطان والمبادئ الضالة والقوانين المجانبة لشريعة الله حيث كلما كانت الفجوة ابعد والفاصلة اكثر فان ذلك مدعاه لثقل التكليف ومضاعفة المسؤولية.
 ولذلك نجد ان سماحة السيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه) قد حرص في مسيرته الجهادية على اشراك المراة المقاومة في تحمل هذه المسؤولية من خلال ترسيخه لمبادئ الالتزام بالعفة ونشر الفضيلة اضافة الى ضرورة تبليغ الرسالة وتحدي الظالمين لارساء قيم الله تعالى.
فكان الشهيد نصر الله بذلك، القدوة والنبراس لكل امراة تتطلع الى الفضيلة وتسعى لبناء شخصيتها واثبات وجودها ومشاركة الرجال بل سبقهم وسعها لاعادة صياغة شخصية الامة من جديد بثوابت الشريعة ومكتسبات البشرية لبناء الحياة الطبيعية التي تحفل بالامن والسعادة والاطمئنان.
اننا نجد اليوم المراة المقاومة تستلهم من السيد حسن نصر الله الدروس في كيفية الدفاع عن القيم السماوية والمبادئ الرسالية، كما نجدها تستلهم من سماحتة الجرأة لتمريغ انوف الظالمين وكسر جبروتهم وهيبتهم وتتعلم منه روح المسؤولية التي توقظ الحركة، وتستوعب من سماحته كيفية المحافظة على ديمومية العمل وممارسة الادوار القيادية التي من خلالها انتصر دم الحسين عليه السلام على سيف يزيد اللعين.
ان علينا كنساء مقاومات ان نعي ما ينبغي علينا في هذا الظرف الحساس والمهم وهو السعي لتخييب امل الاعداء الصهاينه المجرمين الذين يعوّلون على جريمتهم الفظيعة في كسر الروح المعنوية واضعاف جبهة حزب الله التي هي جبهة رائدة ومتصدرة وقوية في مواجهة العدو الصهيوني منذ اليوم الاول الذي انطلقت فيه مسيرة حزب الله الجهادية.
 ولذلك فان الوفاء لشهيد المسلمين، شهيد الانسانية سماحة الامين العام لحزب الله رضوان الله تعالى عليه، هو بمواصلة المشوار الجهادي بعزم وصبر وثبات واستعانة بالله تعالى وثقة به وتوكل عليه.
اننا كنساء في هذه المرحلة الحساسة يجب علينا ان نقتدي بقاداتنا الذين ضحوا من اجل بقاء الخط الرسالي المقاوم ذلك الخط الذي يسعى للحفاظ على الكرامة الانسانية؛ كون الانسان خلق مكرما ولا يصح اذلاله بدلالة قوله تعالى – [ولقد كرمنا بني ادمي]، فالعدوان على الانسان وظلمه هو انتهاك لكرامته التي خصه الله بها ومقاومة هذا الظلم في صون للكرامة الانسانية.
ولعلنا نقف اليوم امام نموذج من هؤلاء القادة العظماء وهو سماحة السيد حسن نصر الله (رض) الذي وقف في وجه الظالمين مدافعا عن الحق حاملا مشروع الجهاد ضد المستكبرين باذل دمه في نصرة المستضعفين، وليس بمستغرب على هذا القائد الكبير ان يكون نموذجا فريدا من القادة الذين يجب التاسي بهم كونه رضوان الله تعالى عليه قد اتبع في ذلك خطى الامام الخامنئي دام ظله الشريف اضافة الى كونه قد تربى في مدرسة الامام الخميني (قدس سره)، ذلك الذي وصف بانه صاحب شخصية عظيمة، وشخصية قيادية تحمل بعدا روحيا عرفانيا جمعت بين المزايا وشروط القيادة وبين الفكر والروح، شخصية ندر وجود مثيل لها بعد الانبياء (ع) والاولياء ولا زال نورها يلمع في كل مكان من الفضاء.
وفي الختام اسال من الله سبحانه وتعالى ان يثبتنا على هذا النهج وان يجعلنا من الموحدين لدوله مولانا الحجه ارواحنا لمقدمه الفداء وان يرفع درجة شهيد العظيم سماحة السيد حسن نصر الله؛ وان يحشره هو ورفقاءه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وال بيته الطيبين الطاهرين.


انتهى
 


رقم: 653959

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/article/653959/باحثة-اكاديمية-اليمن-مواقف-الشهيد-نصر-الله-مدرسة-لكل-احرار-العالم

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com