ناشطة لبنانية : السيدة الزهراء (س) جعلت من اولادها صناع تاريخ
تنـا
قالت الناشطة اللبنانية الاستاذة "فاطمة فرحات" : ان سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)، جعلت من أولادها صُنَّاع تاريخ، وهذا كان دأبها وهمها أثناء تربيتهم، وهذا ما تجلى في شخصية السيدة زينب (عليها السلام)، إذ لم تكن من المعصومين كأخويها لكن كان لها دوراً عظيمًا بعد حادثة كربلاء.
شارک :
جاء ذلك في مقال للاستاذة فرحات، خلال ندوة "السيدة فاطمة الزهراء (س) انموذج على مدى التاريخ" والتي عقدت لنسختها الثانية، صباح اليوم الثلاثاء، عبر الفضاء الافتراضي وبرعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية.
فيما يلي نص هذا المقال :-
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة و السلام على اشرف الخلق واعزّ المرسلين سيدنا وحبيب قلوبنا ابي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
نبارك للامّة الاسلامية جمعاء ولادة سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، ونبارك للأمهات العزيزات الإيرانيات يوم عيد الأم.
في هذه المناسبة أودّ الحديث عن ثلاث خصال للسيدة الزهراء عليها السلام، وان كنا غيرَ لائقين للحديث عن فضلها وعن عظمتها وعن وجودها المقدس.
الإنسان في هذه الحياة بحاجة الى من يأخذ بيده ليدلّه على الطريق الصواب والسلوك الأمثل؛ طبعا اذا ما كان يسعى للوصول الى الله سبحانه وتعالى.
واذا بحثنا عن النماذج الأفضل للإقتداء، حتما سنصل الى سلالة الطهر من الرسول الاكرم (صل الله عليه واله وسلم)، ففي الآية الكريمة – [باسم الله الرحمن الرحيم، لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ لمن كان يرجوا لقاء الله]. وللنساء بالخصوص، فمن سنجد قدوة أعظم وأشرف وأطهر من سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام؟؟
في الحديث عن الشقّ العبادي للسيدة الزهراء (عليها السلام)، فتلك السيدة المعصومة الكاملة كرّست كل حياتها وكان كل وجودِها لله سبحانه وتعالى، فملأت حياتها بالعبادات والمستحبات، وكانت تهتم بعبادات من حولها كما تهتم بعبادتها. فكانت تُهيِّء لهم الظروف ليقوَوا على عبادة الله سبحانه وتعالى وعلى الصلاة وعلى للدعاء وغيرهما.
السيدة فاطمة عليها السلام كانت زوجةً مجاهدةً وأمًا مجاهدةً وامرأةً لها دورها الفعال بين جميع النساء. فلم تقعد دون سعيٍ أو دأبٍ لنقل العلوم والمعارف لمن حولها وكانت محلاًّ للاستشارات الدينية ومرجعًا للمسائل الفقهية وكانت محلًّا لحلّ خصومات النساء.
وكان لها الكثير من الخُطَب التي تبيّن عمق معارفها وعلومها ففي خطبتها في المدينة بعد رحيل النبي (ص)، حيث قال عنها العلامة المجلسي (رض)، انها خطبةً تحتاجُ الى فطاحل الفصحاء والفلاسفة والعلماء ليفسروا معانيها بالاضافة الى العبارات الفنية والنسق البليغ في جُمَلها وعباراتها.
امّا في أسرتها فالسيدة فاطمة عليها السلام كانت الزوجة الأمثل وكانت سكُن عليٍّ عليه السلام، ورغم الظروف القاسية التي مرّوا بها من الفقر والتهجير والمعارك الكثيرة وغياب الامام علي عليه السلام، الا ان تلك الظروف لم تضف الى حياتهما سوى الحب والايثار والتضحية في سبيل اسعاد الطرف الاخر.
السيدة فاطمة الزهراء (س)، كانت نعم العون للإمام على طاعة الله، ونعم العون على الدنيا، ونعم الزوجة، وقد حققا معا أسمى معاني الود و الحب و الألفة و الرحمة بينهما.
السيدة الزهراء عليها السلام، كانت القدوة والأسوة الحسنة لأولادها، وكانت تربيتها مليئة بالحب والسرور والفرح والود، ولم تكن تفرض طاعة الله سبحانه وتعالى على اولادها، بل كانت تجسد لهم حب الله وطاعة الله من خلال عباداتها وسلوكها في المنزل.
هذه السيدة العظيمة جعلت من أولادها صُنَّاع تاريخ، وهذا كان دأبها وهمها أثناء تربيتهم، وهذا ما تجلى في شخصية السيدة زينب (عليها السلام)، إذ لم تكن من المعصومين كأخويها لكن كان لها دوراً عظيمًا بعد حادثة كربلاء.
جعلنا الله واياكم من السائرين على نهج السيدة الزهراء(س)، ومن المقتدين بها قولا وفعلا في هذه الدنيا، وجعلها الله شفيعةً لنا يوم القيامة ان شاء الله.