جاء ذلك في مقال الدكتور علي عز الدين، خلال ندوة "انا على العهد يا قدس" -2، التي اقيمت عبر الفضاء الافتراضي برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلاميةن اليوم الاربعاء، وعلى اعتاب ذكرى يوم القدس العالمي ( اذار / مارس 2025م / الموافق 27 شهر رمضان 1446 هـ ، ق)؛ فيما يلي نص هذا المقال : -
بسم الله الرحمن الرحيم السلام/
عليكم ورحمة الله وبركاتهم/
عندما اعلن الامام الخميني قدس الله سره ان اخر جمعة من شهر رمضان هو يوم القدس العالمي كان اعلان الولاء العالمي للقضية الفلسطينية من كل احرار العالم عبر كل الدول التي عانت من الاضطهاد عبر التاريخ.
الاضطهاد هو موحد وجهته امريكا وادواته كثيرة، من قبل دول اجنبية واوروبية وحتى عربية من القضية المشتركة للقدس الشريف.
بعد طوفان الاقصى ما عادت فلسطين قضية عربية بعد تخلي العرب او جلهم عن هذه القضية والانبطاح في امور التطبيع وقضية ابراهام التي اخذت وسوف تاخذ حيزا كبيرا من الثقافة العالمية والعربية والاجنبية.. لكن فعل المقاومة في طوفان الاقصى وعمليات الاسناد من طهران ودمشق صنعاء والعراق وحتى لبنان الجنوب اللبناني والبقاع وكل الشعب اللبناني، شكل ردا على العدو الصهيوني ومنع التقدم البري والتقدم الداخلي عبر عملاء الداخل وادواتهم الرخيصة.
اذن هذه العناوين التي تشكل مرحلة جديدة من النظام العالمي الجديد الاممي المقاوم، لان القادة الشهداء الذين انطلقوا في هذه المسيرة وضحوا باغلى ما يملكون وضحوا بانفسهم كامثال السيد حسن نصر الله الشهيد الاسمى للمقاومة الاسلامية والشهداء الكبار الذين مضوا على هذه الطريق، مثل الشهيد يحيى السنوار والقائد الشهيد قاسم سليماني انما اصبحوا هم قدوة للشباب العالمي ولكل المقاومة العالمية.
كما راينا الشعوب العربية والعالمية التي سوف تنطلق كما قبل التحرير القادم، بما في ذلك التحرير الثقافي وتحرير النخب، ايضا المسيرات التي كانت تجول في اوروبا للتنديد بمثل هذه المجازر التي كانت تقوم بها العصابات الممتدة من هاغانا وشامير وممثلة بجيش الدفاع الذي اصبح يقتل المدنيين ولا يعرف كيف يقاتل المقاومين، ودخل الى غزة ومني بالاف الخسائر وتمت عمليات تبادل الاسرى، كما ارادها الشهيد السنوار، من قبل ان تتحكم حماس بعمليات تبادل الاسرى، كما تمت كل الشروط عبر فرضها بالمقاومة وبالصمود.
في الجنوب اللبناني ايضا لم يدخل العدو مترا واحدا، وقد انطلقنا نحو عمليات مفاوضات عبر وسطاء بنا على طلب "اسرائيلي"، بعد ان نال الكيان من خسائر ما ناله عبر صمود المقاومة الاسلامية، لان العدو الاسرائيلي دائما يهاجم المدنيين ولا يعرف حقوق الانسان ولا يتجه نحو حماية حقوق الانسان، هو جيش نازي وتخطى النازية باشواط، جيش مجرم يقتل الاطفال ويحرق البيوت والحجر وحتى الاشجار.
لقد اتجه هذا الجيش نحو تدمير المدارس، لكي لا يعطي جيلا جديدا منشا مقاوما، وانطلق ايضا الى تدمير المستشفيات لكي يحرم الاطفال ويحرم حتى الامهات الحوامل من انتاج جيل جديد للمقاومة.
وما اراده الصهيوني عبر طمث هوية المقاومة الفلسطينية واللبنانية، ارتد عكسيا عبر الاجيال الجديدة التي انطلقت لتؤدي الولاء اولا في تشييع سماحة السيد حسن نصر الله، حيث راينا اكثر من 80 دولة واكثر من 200 وفدا عالميا من كل اوروبا وكل العالم شارك فيه، حيث اصبح الشهيد حسن نصر الله رمزا امميا عالميا للمقاومة العالمية تجاه الاستكبار والذي قدم ابنه على طريق القدس وقدم صهره والان قدم نفسه فداء لهذه الامة وحماية للشعب اللبناني والشعوب العربية.
اذن هذه المقاومة لم تخسر ولن تخسر ما دام هناك الفكرة موجودة والراي موجودا؛ لن تموت الفكرة حقا، طالما وراؤها شعب معطاء ومقاوم قدم اغلى ما يملك والان يحارب الغرب بكل ما اوتي من قوة اقتصادية وعسكرية حتى امنية وثقافية.
المقاومة الثقافية يجب ان تكون منطلقة من الشعوب ومن النخب لاعادة انتاج نخب جديدة تؤمن بها، وبالمقاومة العسكرية وحتى الامنية.
تحية لكم على هذه الجهود المباركة، وتحية للقيمين على الندوة .. وما نريد تقديمه الان هو رسالة لكل شعوب المنطقة، بان اصبروا وصابروا، الصبر والصابر مطلوب لكي نكون جهدا واحدا منطلقا نحو تحرير كل البلاد التي ترزح تحت الاضطهاد انتهاء بالقدس الشريف.
انتهى / 1969