تقول أوساط سياسية أن مدلول الحظر الخليجي للرعايا الخليجيين في لبنان هو سياسي بإمتياز إذ لا مؤشرات أمنية تتسم بالخطورة
صحيفة السفير
الحظر الخليجي يحمل رسائل لإيران وحزب الله
تنا- بيروت
21 May 2012 ساعة 16:21
تقول أوساط سياسية أن مدلول الحظر الخليجي للرعايا الخليجيين في لبنان هو سياسي بإمتياز إذ لا مؤشرات أمنية تتسم بالخطورة
بعد الضغط على المصارف اللبنانية، حان وقت التضييق السياحي"، هكذا يلخّص دبلوماسي عربي مقيم في لبنان هدف الحظر "غير المفهوم وغير المبرّر أمنيا" لثلاث دول خليجية حذرت رعاياها من السفر الى لبنان هي: الإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين.
وفيما تداولت بعض "الكواليس" إمكان انضمام المملكة العربية السعودية الى الدول الثلاث، أفاد مصدر ديبلوماسي سعودي في بيروت أن "السفارة السعودية تراقب بتأن تطور الاوضاع الامنية والمستجدات على الساحة اللبنانية، وستتخذ أي قرار في ضوء ذلك آخذة دوماً في الاعتبار الحرص على سلامة لبنان من جهة وسلامة الرعايا السعوديين من جهة ثانية" .
وأوضح المصدر الديبلوماسي نفسه لـ"السفير" أن "لا قرار سعودي متخذ لغاية اليوم في هذا الشأن، وان لا علاقة للمملكة بالقرارات التي تتخذها بقية الدول الخليجية في هذا الموضوع"، مشيراً الى أن "المملكة تأمل في أن تتحرك القيادات السياسية اللبنانية لتحصين البلد من أي خطر".
من جهتها، لفتت أوساط دبلوماسية عربية في بيروت الانتباه إلى أن لا "حجة أمنية مقنعة أو واضحة للحكومات الخليجية الثلاث لإطلاق هذا التحذير الى رعاياها على أبواب الموسم السياحي في لبنان".
وردّت هذه الأوساط قرار الدول الثلاث الى أسباب "سياسية بحتة، تتعلق بتوجيه رسائل الى سوريا من جهة والى إيران من جهة ثانية".
وتشرح هذه الأوساط أن "ثمة ضغطاً على لبنان يهدف إلى دفع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الى وقف سياسة النأي بالنفس حيال سوريا وانتهاج سياسة واضحة المعالم ترتكز الى دعم المعارضة السورية في وجه نظام الرئيس بشار الأسد".
وتقدم هذه الأوساط الدبلوماسية شرحاً أن "رسالة قطر من وراء تحذيرها موجهة الى سوريا عبر البوابة اللبنانية من أنه غير المسموح للبنان بعد اليوم أن يكون بمنأى عن دعم المعارضة السورية ولو تحت عنوان الضغط السياحي، والمعلوم بأن السياحة والخدمات هي ركيزة أساسية للاقتصاد اللبناني بعد المصارف.
الأمر سيان بالنسبة الى الإمارات العربية المتحدة التي تموّل بعض الجمعيات فيها المعارضة السورية، وتحمل الإمارات رسالة أخرى الى إيران وعبرها الى "حزب الله" المكون الرئيسي لحكومة ميقاتي في هذا الشأن وخصوصا بعد زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الشهر الفائت الى جزيرة "ابو موسى" المتنازع عليها ما اعتبرته ابو ظبي انتهاكا لسيادتها حتى أنها الخارجية الإماراتية استدعت سفيرها في طهران لاستيضاحه الأمر. في حين أن رسالة مملكة البحرين موجهة أيضا الى إيران عبر النافذة اللبنانية".
وتخلص الأوساط نفسها للقول إن "مدلول هذا الحظر الخليجي هو سياسي وليس أمنيا وخصوصا أن لا مؤشرات أمنية قادمة تتسم بهذه الخطورة التي تحتّم إصدار تحذير خليجي ثلاثي في توقيت له دلالاته وسط الأزمة في مدينة طرابلس التي تريدها بعض البلدان ممرا للأسلحة الى المعارضة السورية في حين يجهد النظام السوري الى ضبطها بمؤازرة من السلطات اللبنانية".
ولا تخفي مصادر دبلوماسية قولها أن ثمة رابطاً بين قرار الدول الثلاث وبين اجتماعات بغداد المقررة بعد غد بين مجموعة خمسة + واحد والايرانيين، خاصة أن اية تسوية أميركية ايرانية ستكون على حساب هذه الدول الثلاث تحديداً.
من جهتها، تبدو الحكومة اللبنانية تحت وقع صدمة القرار غير المنتظر. وعلمت "السفير" أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كلف وزير الدولة مروان خير الدين بالتوجه الى الإمارات للبحث في هذا الموضوع مع المسؤولين الإماراتيين. وقال مصدر مقرب من رئيس الحكومة لـ"السفير" "إننا لم نكن نتمنى البتة ان يتخذ قرار مماثل لكننا نلحظ ضآلة الحركة الخليجية الى لبنان منذ قرابة الستة اشهر، وهذا القرار المتخذ يؤثر سلبا على الموسم السياحي في لبنان".
واستبعد المصدر المقرب من ميقاتي ان يكون القرار المتخذ يتعلق بتوقيف شخص ما "فالدول الخليجية لا تتخذ قراراتها من اجل مصلحة اشخاص، ولا يمكن منع البلدان من ان تخاف على رعاياها". ولفت النظر الى أن سياسة "النأي بالنفس أساسية للبنان لأنه لا يمكن ان يكون موقفنا غير ذلك".
ومن غير المستبعد أن يوفد رئيس الحكومة موفدا الى البحرين للغاية نفسها، علما أن وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، عاد مساء أمس، الى بيروت آتيا من قطر حيث التقى اميرها حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وقابل رئيس هيئة الرقابة والشفافية عبد الله العطية طالبا في لقاءاته كلها "إعادة النظر بهذا القرار". ووعد المسؤولون القطريون منصور خيرا لجهة اعادة النظر بقرارهم.
ولوحظ أن الوزير منصور عاد "بانطباع جيد" حيال هذا الموضوع، خاصة بعدما لمس من المسؤولين القطريين "كل المحبة لشعب لبنان".
وعلمت "السفير" ان الجالية اللبنانية في قطر تعيش منذ قرابة الاسبوع حالة من القلق حول مصيرها خوفا من ترحيل مفاجئ وقد تركت زيارة منصور "إرتياحاً وطمانينة" في صفوفها بحسب شخصية مواكبة للزيارة.
صحيفة السفير- مارلين خليفة
رقم: 95359