خطف اللبنانيين يضرب الامنيات الدولية للوضع السوري.
لبنان تجاوز «فتنة المخطوفين» وسوريا لا تفاوض الخاطفين
تنا - بيروت
1 Jun 2012 ساعة 18:22
خطف اللبنانيين يضرب الامنيات الدولية للوضع السوري.
تثبت زيارة كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى تركيا، والموفد الدولي العربي كوفي انان الى بيروت امس، تداخل الازمة السورية بأزمة لبنان الراهنة، فالرجلان يبحثان الوضع السوري وانعكاساته على لبنان، في ظل تزايد المخاوف الإقليمية والدولية من انتقال التوتر السوري الى الساحة اللبنانية، وهو الأمر الذي عبرت عنه البرقية الملكية السعودية الأخيرة والدعوات الاميركية - الدولية الى الحوار الداخلي، والى تجنب نقل التوتر السوري الى لبنان، عبر الاشادة الاميركية بسياسة النأي بالنفس.
جاءت قضية خطف الزوار اللبنانيين الـ ١١ من قبل مجموعة مسلحة سورية، لتضرب هذه التمنيات الدولية، خاصة بعد توافر معلومات تفيد ان القصد من عملية الخطف كان محاولة نقل الفتنة الى لبنان، عبر استجرار ردود فعل مذهبية على الخطف، ولذلك جاءت دعوة قيادتي «امل» و«حزب الله» الى الخروج من الشارع كما جاءت مبادرة سعد الحريري التي لم تبلغ خواتيمها النهائية، لتصب في الاتجاه نفسه.
ونفى مصدر مقرب من السلطات السورية، ما تردد عن معارك عسكرية في المنطقة التي يُحتجز فيها او قربها المخطوفون، او وجود ضغط عسكري على المسلحين حال دون تسليم المخطوفين، وقال إنها حجة لعدم تسليم المخطوفين. وأكد المصدر ان لا معلومات تفصيلية سورية عن وضع المخطوفين، وان سوريا ابدت كل استعداد في اتصالات اجراها وزير الخارجية عدنان منصور مع نظيره السوري وليد المعلم، للتعاون على الارض عبر ما يتوافر لها من معلومات، لكن السلطات السورية اكدت انها لا تتفاوض مع المسلحين الخارجين على القانون مهما كانت الظروف، حتى لا تعطيهم شرعية من اي نوع كان ولو تحت عناوين انسانية.
وأكدت اوســاط لبنانية متـــابعة ان مسألة المخطوفين دخلت في معمعة اقليمية ودولية كبيرة وقـــالت ان ايران دخلت على خط الاتصالات مع تركيا وسوريا، بســـبب خطف اثنين من السائقين الايرانيـــين من قبل المجموعــات المسلحة السورية، وربما تفضي هذه الاتصالات الى حل يشمل كل المخطوفين اللبنانيين والايرانيين.
وقالت الأوساط انه سبق لتركيا ان تدخلت للافراج قبل اسبوعين عن مخطوفين ايرانيين لدى المسلحين السوريين، ولكن البلدين ابقيا مساحة مشتركة بينهما من دون فرض شروط او ضغوط كل على الآخر، وخصوصا ان العلاقات الاقتصادية بينهما تتطور بصورة سريعة، وبدا ان اجواء الاتصالات ايجابية حتى الآن، لكنها تحتاج الى بعض الوقت.
وأشارت الأوساط نفسها الى ان ما يشجع على الايجابية، موقف تركيا المختلف نسبيا في الموضوع السوري، بسبب معطيات تشير الى ان النظام السوري اثبت قوته، وانه من الصعب جدا ازاحته، وربما ظهرت مؤشرات ذلك خلال الاشهر القليلة المقبلة، ما يفترض استمرار المراهنة على الدور التركي في عملية الافراج عن المخطوفين.
المصدر: جريدة السفير - غاصب المختار
رقم: 96767