في ذكرى النكبة الـ72...
فبلباسه التراثي الأصيل الجلابية والعقال يتوسط الثمانيني أبو الذيب أحفاده في مجلس عربي يحيطه السجاد ويتوسطه كانون النار والهاون والمهباش وبكرج القهوة، يمسك بربابته ينشد لهم ما يحفظ من أهازيج قديمة تتغنى بتراثه وبلاده التي سلبت منه عنوة.
فهكذا اعتاد الحاج أبو الذيب أن يقضي أوقاته مع أحفاده يذكرهم بما لا يمكن أن ينسى، حتى إذا ما وافته المنية فصغاره لن ينسوا القضية التي عاش وتألم وقاسى من أجلها، ومن أجل العودة لدياره التي شرد منها قبل نحو 72 عاماً.
يقول اللاجئ أبو الذيب الذي ولد عام 1938:" يجب على كل عجوز وشيخ وكبير عاصر النكبة أن يحكي لأولاده وأحفاده عن حكايات النكبة والتشريد لتذكيرهم بأرضهم التي سلبت منهم، مستذكراً أرضه في النقب وبئر السبع التي هجر منها غصباً عنه".
ويضيف بحسرة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن أرضه كانت في منطقة بئر السبع، وهي أرض طابو بقي فيها حتى عام 1950، حتى جاءت عصابات الاحتلال وطردتهم منه.
وأكد الحاج أبو الذيب على أنه سيعود لأرضه التي سلبت منه، فهو مازال محتفظاً بمفتاح داره، أملاً في العودة إليه، مشدداً على أن العودة لدياره ستكون بالقوة وليس الضعف.
وأشار إلى أن غزة لها تاريخ طويل كتب بالدم والشهادة ونضالات الفلسطينيين، ولكنه سيعود لأرضه في بئر السبع في القريب العاجل.
وعن تفاصيل الهجرة، يضيف أبو الذيب أنه هاجر من دياره عندما كان يبلغ من العمر 10 سنوات حيث كان يدرس في الصف الرابع الابتدائي، حيث خرجوا مضطرين بسبب عدوان الاحتلال وجرائمه بحق الفلسطينيين.
ويستذكر بأسى عندما كان يركب فرسه في سنه الصغير للاطمئنان على أرضهم التي يقول أنها كانت خضراء خصبة فيها ما تشتهي من شجر وخضروات، ومزروعات وفيرة، لافتاً إلى أن أرضه باقية عالقة في ذهنه لا تغيب عن باله ويتمنى العودة لها في القريب العاجل.
وتابع:" أحتفظ بمفتاحي لكي يعودوا به أحفادي لديارنا، بعد أن يتحقق النصر ان شاء الله، وتحرر الأرض من دنس الاحتلال، ويعود الحق لأهله ، ويصلي الفلسطينيون جميعاً في المسجد الأقصى".
ويحيي الفلسطينيون هذه الأيام ذكرى النكبة الفلسطينية للعام الـ72 على التوالي، والتي شردت فيها عصابات الصهاينة الفلسطينيين من ديارهم وبلادهم بعد ارتكاب مجازر عدة بحقهم.
/110