مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تصدح أسواق قطاع غزة بأناشيده الروحانية "هلّ هلاله ..هلّ هلاله"، وتتزين سماؤه بشراشف حمراء ممزوجة بألوان مختلفة تكسوها عبق روائح موائد الإفطار برمضان، تتدلى منها الفوانيس المصنوعة بأيادي فلسطينية، وتنير أعمدة شوارعه حبال هلال رمضان؛ استشعاراً بمراسم قدومه، ولتعم فرحته، وبركته أرجاء المكان خاصة وقلوب الغزيين عامة.
فعلى الرغم من فيروس كورونا وإجراءاته الاحترازية، لا زالت تحتفظ الأسواق والأحياء الشعبية بمراسم اقتراب شهر رمضان، ما دفع إبداع غزة يخرج للأسواق من صناعة فوانيس وزينة رمضان وغيرها.
حنان المدهون (36عاماً) من مخيم الشاطئ غرب قطاع غزة، خريجة علاقات عامة من جامعة الأقصى، نسجت من خيوط أفكارها ابداعات جمة لصناعة فوانيس وزينة رمضان بأشكال مختلفة، لتنتج عربة الفول، وبائع الكنافة والقطايف، إلى جانب استغلال موهبتها بالرسم على الزجاج، حتى تعدت الحدود وأصبحت تبتكر أعمالاً لجميع المواسم من (أعياد، وحج، وأفراح).
تقول المدهون لـ"مراسلة وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "جاءتني الفكرة قبل 6سنوات حين صنعت لأطفالي "فانوس رمضان"، وعرضته على الانترنت فوجدت اقبالاً كبيراً من قبل جميع الناس، فقررت أشتغل على نفسي وأبدأ بصناعة فوانيس رمضان".
وتابعت: " إن ظروفي الصعبة التي أعيشها كانت السبب الكبير لأبدأ بهذا المشروع، ففيروس كورونا زاد علينا الحياة صعوبة، حيث اتخذت من بيتي ورشة تشكل مصدر رزق لأسرتي".
وأشارت المدهون إلى أنها لم تتلقَ أي دعم لمشروعها، وكل ذلك مجهودات شخصية تشتريها بالدين وتسده حين تبيع مشغولاتها وما تبقى من ربح يبقى مصروفاً لبيتها.
وعلى الرغم من ساعات عملها الطويلة جداً وقطع التيار الكهربائي تقوم المدهون في النهار بواجباتها المنزلية، وتسرق بضع ساعات للعمل، مؤكدةً أن معظم عملها يكون بالليل خاصة عند موعد مجيء الكهرباء أما حين تكون قاطعة فستثمرها في الأعمال التي لا تحتاج الى كهرباء.
وأضافت المدهون :" أتفنن في صنع مشغولاتي بشكل متقن، ويلفت إعجاب الآخرين مما زاد بشكل كبير اقبال الناس لشراء مشغولاتي، وهذا دفعني للإستمرار والمواصلة بعملي".
التميز عنوانها
اتجهت حنان هذا العام إلى نقل أجواء الزينة الرمضانية المصرية من إعداد بعض الأهلة، والدمى، والفوانيس بالطريقة المصرية القديمة.
وتقول المدهون:"إن حبي للفوانيس والزينة المصرية دفعني لأنقلها إلى أهلي في قطاع غزة، كي تعم الفرحة والسرور على قلوبهم، لاسيما أنها لا تتوافر في محلاتنا التجارية فوجدت اقبالاً كبيراً من الناس لشراءها".
تسويق منتجاتها
"كان صغيراً حتى كبر"، هكذا بدأت المدهون تعرض أعمالها اليدوية على صفحتها الشخصية عبر الفيس بوك، ومن خلالها عملت قروب يضم جميع الأشخاص، حتى أنشأت حساباً آخر عبر عالم الانستجرام؛ لتعرض عليه كل مشغولاتها وتشارك متابعيها مراحل صنع أعمالها.
ونوّهت حنان إلى أنها ترسل الطلبات حسب رغبة الزبون، فمنهم من يريدها أونلاين، وهناك من يأتي لمنزلها لأخذ الطلبات، مضيفةً أن أسعار مشغولاتها تتراوح من 3-150شيكل، كل قطعة تختلف عن الأخرى حسب الطلب.
إنجازٌ يغلفه طموح وأمل
تقول المدهون:" حين أنجز أي قطعة بشكل أرضى عنه أكون سعيدة جداً، ومتأكدة أنها ستنال اعجاب الزبون لأنني أمارس موهبتي بشغف وحب فتكون النتيجة مبهرة".
/110