أكد رئيس جمعية "قولنا والعمل" في لبنان، "سماحة الشيخ أحمد القطان" أن الفكر التكفيري الإلغائي موجود في كل الأديان والمذاهب، فهو موجود عند المسيحيين كما هو الحال عند المسلمين.
الشيخ أحمد القطان: الفكر التكفيري الإلغائي موجود في كل الأديان والمذاهب
اقامة ندوة بعنوان "الوحدة الإسلامية، المرتكزات والنتائج" في لبنان
تنا
7 Nov 2021 ساعة 13:02
أكد رئيس جمعية "قولنا والعمل" في لبنان، "سماحة الشيخ أحمد القطان" أن الفكر التكفيري الإلغائي موجود في كل الأديان والمذاهب، فهو موجود عند المسيحيين كما هو الحال عند المسلمين.
وقال ذلك، سماحة الشيخ أحمد القطان في الكلمة التي ألقاها بعنوان "الوحدة الاسلامية .. واقع وتحديات" في الندوة الفكرية التي أقيمت مؤخراً في لبنان تحت عنوان "الوحدة الإسلامية، المرتكزات والنتائج".
وبمناسبة ولادة نبي الرحمة محمد بن عبد الله (ص) وأسبوع الوحدة الإسلاميّة، أقام مركز الإمام الخميني (قدس سره) الثقافي في قرية "طاريا" بمحافظة "بعلبك الهرمل" اللبنانية 23 أكتوبر / تشرين الأول الماضي ندوة فكرية تحت عنوان "الوحدة الإسلامية، المرتكزات والنتائج".
مداخلة للشيخ احمد القطان بعنوان:" الوحدة الاسلامية .. واقع وتحديات":
وقال الشيخ أحمد القطان في الكلمة التي ألقاها في هذه الندوة إن الفكر التكفيري الإلغائي موجود في كل الأديان والمذاهب، فهو موجود عند المسيحيين كما هو الحال عند المسلمين قائلاً:"الداعشية الدموية التكفيرية والإلغائية للآخر ليست فكراً إسلاميّا فقط، ولكنها هوية إرهابية تمكنت من أن تخترق الأديان والمذاهب على اختلافها، فحكمت بالقتل والتكفير على من يخالف فكرها ومنهجها".
وأضاف الشيخ القطان أن التدين لا يمكن أن يكون بالإجبار قائلاً :"تعمل التيارات الفكرية الإرهابية على جبر الناس أن يحملوا هويتها ويتبنوا فكرها، وأن كل من يخالفها ينبغي عليه أن يشرد ويموت ويقتل، في الوقت الذي نجد أن الإسلام لم ينكر التعايش مع الآخر الذي يخالف المسلم في الدين، حين قال: (لكم دينكم ولي دين)".
وأردف الشيخ القطان قائلاً: "إن دين الإسلام لا ينتشر بالطريقة التي اتبعتها داعش، من تفجير للكنائس، أو هدم للحسينيات، أو اجبار للناس على الالتزام بمظاهر التدين الخاوية من إطالة للحى وإلباس النساء للخمُر وغير ذلك ....، فداعش صرفت الناس بذلك عن التدين الصحيح، وكرّهت الناس بالإسلام، وصورّت الدين الإسلامي أمام العالم بغير صورته الحقيقية، فالعالم اليوم يرى الإسلام على أنه دين وحشي، دين أشلاء وجماجم ودماء".
وبالنسبة لبعض الخطابات المذهبية بين المسلمين قال الشيخ القطان :"لا يمكن أن نتجاهل أن بعض الخطابات الدينية لا تختلف عن الدّاعشية في شيء، فكيف لي أن أقبل خطاباً سنيّاً صادراً عن عمامة سنيّة تكفر الشيعة، أو أن أقبل من معمم شيعيّ أن يكفر أهل السنة ويشتمهم، في الوقت الذي ينبغي على المسلمين جميعاً بشقيهم الشيعي والسني أن تتوحد كلمتهم على الإسلام الذي يجمع ولا يفرق".
وعن الاعتراف بالفضل لأهل الفضل قال الشيخ القطان :"عندما نرى دعم الجمهورية الإسلامية في إيران للشعب الفلسطيني فهي من تدعم بذلك، ألا تدعم أهل السنة والجماعة هناك، وعندما تدعم المستضعفين في سوريا والعراق فهي إنما تدعم كل مستضعف في كل مكان، دون النظر إلى عرقه أو دينه".
وأكد الشيخ القطان على ضرورة الوفاء للمقاومة قائلاً :"أنا أقول من باب الوفاء للمقاومة :" إن المقاومة عندما انتصرت على العدو الصهيوني في لبنان لم يكن نصرها نصراً ينعم به شيعة لبنان فقط، وإنما كان نصراً لكل لبناني على أرض لبنان، لأنها دافعت عن كل اللبنانيين سنة وشيعة ودروزاً ومسيحيين".
وختم الشيخ القطان بالقول :"نحن اليوم عندما نرى البعض يتكلم عن إثارة النعرات سواء المذهبية أو الطائفية، فذلك يصبّ في مصلحة من؟ والذي حصل في الطّيونة منذ أيام على سبيل المثال يصبّ في مصلحة من؟ من الرابح في ذلك؟
لذلك نحن ندعو دائماً إلى الوحدة، ليس الوحدة الإسلامية فقط بين السنة والشيعة، ولكن ندعو إلى الوحدة الوطنية بين جميع مكونات الشعب اللبناني في مواجهة عدونا الحقيقي الذي يريد الفقر والدمار لهذا البلد، ألا وهو العدو الصهيوني الغاشم".
مداخلة المستشار الثقافي الايراني لدى لبنان بعنوان :" الوحدة الاسلامية ... تاريخ من التفاعل والتقاء الفكر رغم التحديات":
من نافلة القول إنّ مفهومَ الوحدة الإسلامية هو نتاجُ صيرورةٍ تاريخيةٍ تراوحُ أحداثُها ما بين انحطاطٍ ثم نهضةٍ فإصلاحٍ، بغيةَ الوصول إلى الكمال الاجتماعي. كمال ناجم عن فلسفةٍ سياسيةٍ ناجحة، يقومُ بنيانُها على التشريعات السماوية التي جاءت بها الأديان، بهدف تنظيم المجتمعات. وهو ما ذهب إليه الفلاسفة والمفكرون في طرحهم فكرة الأمة الواحدة والمدينة الفاضلة والعقد الاجتماعي وغيرها من النظريات المطروحة عبر التاريخ. فالوحدة الإسلامية في مقاربتِنا هنا، ليست نتاجَ فكرٍ أيديولوجيٍّ يتطلع إلى توسيع المذهب جغرافياً، ولا إلى ما يعرف بالهيمنة الفكرية الدينية، بل هي مبدأ الأمة الواحدة وفكرة المدينة الفاضلة والجمهورية المثالية، التي قد نراها عند الفلاسفة، منهم من كان ينتمي إلى مذهب، ومنهم من كان لادينياً، ما يؤشرُ إلى تأصّل هذا القانون في تاريخ الفكر البشري والفطرة الإنسانية، ففي الوحدة قوّةٌ في وجه الطغيان والظلم والفوضى والتكفير وسائر أشكال الشرور الدنيوية.
إن المراحل التاريخية التي مرت بها فكرة الوحدة الإسلامية وتبلورت وصولاً إلى منعطف الثورة الإسلامية الإيرانية التي شكّلت نقطةَ ارتكازٍ قامت عليه شبكةٌ واسعة من العلاقات التقريبية الموحّدة.
لقد كان الإمام الخميني (قده) يتطلّعُ إلى الإسلام الثوري والأصيل وتعزيز الوحدة الإسلامية بين جماهير العالم الإسلامي. إلى جانب وحدة المسلمين الشاملة، فإنّ آية الله الخامنئي إي كان وما زال دائماً يؤكد على موضوع المقاومة ومقارعة الاستكبار.
واختتم مداخلته متمنياً "وفي ظل الظروف الراهنة والمأزومة الإقليمية والدولية، أن تحل هذه التحديات حتى نشهد ملتقىً ووحدةً عمليةً حقيقيةً بين النحل والمذاهب الإسلامية".
واختتمت الندوة بتقديم هدايا للمحاضرين المشاركين في الندوة عبارة عن نسخة من كتاب نهج الرسول(ص) الصادر عن جمعية المعارف الاسلامية.
وأقيمت الندوة في قاعة المحاضرات لبلدية "شمسطار" في محافظة "بعلبك الهرمل" اللبنانية وقد بلغ عدد الحضور حوالي 80 من الاخوة المهتمين بالعمل الثقافي والاجتماعي والاساتذة الجامعين والثانوين وفعاليات بلدية واختيارية من منطقة غربي بعلبك.
/110
رقم: 525843