يعد العلامة التسخيري(رض) أحد أبرز رجالات التقريب في ساحة العالم الإسلاميّ ،سخر العلامه الفقيد حياته فعلياً، وقضى عمره كلياً، وهو يحمل أمانة الإسلام وتكليف الدين وواجب الرسالة، فطاف في دول العالم وجال على البلدان، والتقى بالسادة العلماء والمفكرين، وبالنخب وعامة الناس، يشرح لهم نظريته، ويوضح لهم رؤيته، ويدعوهم بحماسةٍ وإيمان إلى وجوب العمل على التقريب بين مذاهب الأمة الإسلامية.
اقيم مجلس تأبيني في الذكري الثانية لرحيل أحد أبرز رجالات التقريب في ساحة العالم الإسلاميّ العلامة الفقيد الشيخ محمد علي التسخيريّ (رض) في مدينة قم المقدسة .
وقد شارك بمجلس التأبين الامين العام للمجمع العالمي للتقريب حجة الاسلام و المسلمين الدكتور حميد شهرياري و كبار معاونيه و ثلة من العلماء الاعلام و الفضلاء الحوزة العلمية .
و أدّى العلامة الفقيد التسخيريّ (رض) دوراً مهمّاً في بقاء فكرة التقريب في ساحة الأمّة واستمراريّتها، واتّسمت علاقته بها بعامل الحركة، فلم يكتفٍ في علاقته بفكرة التقريب من جهة البحث والنشر والتأليف، والاكتفاء بالجوانب والأبعاد الفكريّة والنظريّة، وإنما اتّخذ من عنصر الحركة نهجاً وسبيلاً، وبشكل جعل فكرة التقريب تتّسم بالحيويّة والديناميّة، وتتجاوز آفّة السكون والجمود.
و مثّل العلامة الفقيد الشيخ محمد علي التسخيريّ طوراً مهمّاً في تاریخ تطوّر حرکة التقریب بین المذاهب الإسلاميّة في العصر الحديث، مستكملاً طريق من سبقه في هذا المضمار؛ أمثال: الشيخ محمد تقي القمّي، والشيخ محمد واعظ زاده الخراسانيّ.
وأسهم اية الله التسخيريّ في نهضة المجمع العالميّ للتقريب وتقدمه، وفي إعطائه حيويّة وتوسّعاً وامتداداً، عكس فيه ما لديه من خبرات وتجارب، وما عنده من معارف وأفكاره، إلى جانب ما لديه من شبكة واسعة من العلاقات والتواصلات.
و العمل على صياغة استراتيجيّة للتقريب خاصة بالمجمع، والسعي نحو صياغة ميثاق للوحدة، وتكوين الجمعية العموميّة للمجمع ، والتوسّع في نشاطات المجمع على مستوى عقد الندوات والمؤتمرات خارج إيران ، إلى جانب بقاء عقد المؤتمر الدولي للمجمع واستمراريّته، بالإضافة إلى نشاطات وإنجازات أخرى؛ منها: كتاباته ومؤلفاته وحواراته المميّزة في هذا الشأن.
و قد جاب رائد الوحدة الاسلامية العلامه الفقيد آية الله الشيخ محمد علي التسخيري مختلف العواصم والقارات والتقى جميع المسلمين من أجل أن يعيد بناء وحدة إسلامية عالمية تنصر المستضعفين وتقف في وجه المستكبرين.
يُعدّ العلامة الفقيد التسخيري اليوم من، أحد أبرز رجالات التقريب في ساحة العالم الإسلاميّ، وهذا ما يعرفه ويذكره العاملون والمهتّمون بقضية التقريب قبل غيرهم.
ومن شدّة اهتمام اية الله التسخيري بقضية التقريب، فقد عرف بهذه القضية أكثر من أي قضية أخرى، وعدّت قضيته الأولى والرئيسة التي لا تتقدّم عليها ولا تزاحمها أية قضية أخرى، ومعظم الذين تحدّثوا عنه، وعرّفوا به، ميّزوه بهذه القضية، وذلك لشدّة وضوحها وظهورها في خطابه وحركته، وفي سيرته وشخصيته.
ونادراً ما نجد اليوم في العالمين العربي والإسلامي، وعلى امتداد خطّ طنجة في أقصى الغرب، إلى جاكرتا في أقصى الشرق، من اتخذ التقريب بين المذاهب قضية له، عُرف بها، ويُعرف بها، وتكون له وجهة وسبيلاً لعمله وحركته، يدافع عنها، ويتمسّك بها، ويستمرّ عليها، كما هو الحال العلامة الشيخ التسخيري و عليه رحمة الله ورضوانه ونسأل الله تعالى أن يلحقه بالصالحين و الابرار في جنة المتقين.