معادلة الشرق الاوسط تغيرت، قرار الحرب ليس بيد اسرائيل وهي خجولة بالتهديد. المقاومة امتلكت قوة ردعية أجهزت على المنظومة الردعية للعدو.
الخبير العسكري والاستراتيجي لـ"تنا"
"العالم في حالة ذهول"
خاص تنا - مكتب بيروت
16 Oct 2012 ساعة 14:05
معادلة الشرق الاوسط تغيرت، قرار الحرب ليس بيد اسرائيل وهي خجولة بالتهديد. المقاومة امتلكت قوة ردعية أجهزت على المنظومة الردعية للعدو.
نظرة العالم تغيّرت، والمعادلة في الشرق الأوسط تبدلت، من جرّاء فعل "أيّوب". عملية المقاومة التي أنجزتها قبل أيام وهزّت كيان العدو كما أدهشت العالم بأسره. الإنجاز الذي قلب المعادلات وبدّل إدارة القرار، وأصبح ملك الكلام غير من ظنه العالم. حدث لم ينتظره العدو ولم يألفه، فاجأه وأرعب كيانه، وجعله يغير في كل استراتيجياته.
من هنا، أكد الخبير الاستراتيجي والعسكري والمحلل السياسي العميد أمين حطيط أن طائرة الإستطلاع التي أرسلتها المقاومة "تعتبر صدمة لم تألفها اسرائيل ولم نتتظرها"، مشيراً لذلك "أطلقنا على إطلاق الطائرة ومسائيل هذا الاطلاق "إدارة الزلزال الاستراتيجي والعسكري". مضيفاً "أن اسرائيل التي ادعت لفترة طويلة انها تمتلك التقنية التي لاينافسها عليها أحد وان أجوائها محكمة الاغلاق فوجئت وصدمت بأن ذلك غير صحيح وبالتالي فهذه الصدمة أحدثت ارباكاً وانعدام توازن بالمراكز الاسرائيلية لم تستطع اسرائيل استعادته حتى بعد مضي أسبوع أو على اطلاق الطائرة".
وشدّد العميد حطيط في حديث مع "وكالة أنباء التقريب تنا – مكتب بيروت"، أنه "على هذا الاساس نحن نرى أن الطائرة فاجأت اسرائيل بنقاط اساسية ثلاثة"، لافتاً الى أن "النقطة الاولى التي فاجأتها هي انها سببت لها خلل بعمل الرادار، والنقطة الثانية انها صوّرت مراكز عسكرية وميادين تدريب وميادين تحسس كانت تعتقد اسرائيل انها بعيدة عن المراقبة"، أما النقطة الثالثة هي "انها أجهضت كل التدابير التي كانت اسرائيل قد اتخذتها من أجل تحصين جبهتها الداخلية بعد حرب ٢٠٠٦".
من جهة ثانية، وبخصوص الذرائع التي يتخذها العدو من أجل شنّ حرب وقت يريد على المقاومة، وأن الطائرة تشكل ذريعة أكبر بالنسبة له، قياساً بما قامت به من خرق الى قلب العدو، أوضح العميد حطيط أن "هذا الأمر عائد الى عامل اساس هو امتلاك المقاومة القوة الردعية اليوم بعد ان هزمت اسرائيل ٢٠٠٦"، مؤكداً أن "قرار الحرب بالنسبة لاسرائيل قراراً صعب للغاية وليس كما كان في السابق بمتناول اليد". قائلاً: "إن الطائرة أكملت الاجهاز على المنظومة الردعية وأكملت الاجهاز على قرارها بالحرب وباتت المعادلة في الشرق الاوسط بعد هذه الطائرة مختلفة كلياً عما كانت قبلها بأن اسرائيل خسرت السباق في المجال التقني".
كما أكد الخبير الاستراتيجي أنّ حرب ٢٠٠٦ ونتائجها قيّدت القرار الاسرائيلي بالذهاب الى الحرب، لافتاً الى ان العدو الاسرائيلي يعرف أن أي حرب تذهب اليها يبنبغي أت تحضر ميدانياً وأن تكون الظروف مؤاتية للوقاية من ردات الفعل، مشيراً الى أنه "من أجل ذلك اسرائيل لن تقدم على الحرب بعد ٢٠٠٦ لأنها لم تحقق ما بين الامرين لكنها كانت تقوم بالتهديد بالحرب".
وبيّن الخبير العسكري أن الآن "إسرائيل" لم تخسر فقط القرار بالحرب حتى أنها أصبحت خجولة في التهديد في الحرب، موضحاً "لأن تهديدها أصبح أمراً مضحكاً والعالم يعرف انها غير قادرة على ذلك".
في السياق آخر، وحول الكلام القائل بأن اسرائيل كانت مجهّزة ملفاً لشن حرب على المقاومة، لكنها أخرته بعد الطائرة، لفت الخبير العسكري الى أن "هذا الكلام سمعناه كثيراً حتى ان بعضهم قال ان الحرب ستكون في ٢٠٠٧ وسخرنا من هؤلاء"، قائلاً: "لانهم لم يعرفوا كُنه التحول الاستراتيجي في المنطقة". مؤكداً "لانرى الآن حرباً في الأفق لان اسرائيل خسرت هذه المعركة".
وعن نظرة العالم الى المقاومة اليوم بعد عملية "أيوب"، رأى الخبير العسكري والاستراتيجي أن "العالم اليوم في حالة ذهول من قدرات المقاومة المتصاعدة"، مؤكداً أنه "لهذا السبب إن كل تفكير بالاعتداء على المقاومة قريباً هو تفكير أحمق وغير عقلي".
حوار وإعداد: سناء ابراهيم
رقم: 112445