جنود الاحتلال لن يصمدوا لساعات في ساحة غزة، وبنك أهداف الكيان فارغاً لأن استخباراته فاشلة. القبة الحديدية سقطت وهي غير فعّالة وليست رادعاً. وأي تسوية للوضع لن تكون في مصلحة "اسرائيل".
الكاتب السياسي جوني منيّر لـ"تنا"
"اسرائيل" ستصعق في ساحة غزة في حال التوغل البري
خاص تنا - مكتب بيروت
19 Nov 2012 ساعة 17:03
جنود الاحتلال لن يصمدوا لساعات في ساحة غزة، وبنك أهداف الكيان فارغاً لأن استخباراته فاشلة. القبة الحديدية سقطت وهي غير فعّالة وليست رادعاً. وأي تسوية للوضع لن تكون في مصلحة "اسرائيل".
أكد الكاتب السياسي اللبناني جوني منيّر أنه لا شك أن ما يصدر عن العدو يدل على أن بنك أهدافه أصبح فارغاً، مضيفاً "وهو دليل واضح على إفلاس العدو بالمعلومات التي لديه عسكرياً وهذا الأمر ظهر واضحاً مع الصدمة التي شكلتها الترسانة العسكرية الصاروخية لحركة حماس والجهاد الاسلامي".
وأشار الكاتب السياسي في حديث خاص مع "وكالة أنباء التقريب تنا - مكتب بيروت"، الى الصواريخ النوعيّة التي لم تكن تعرف بها اسرئيل ابداً، إضافةً الى كمية وعدد الصواريخ التي كانت موجودة، مضيفاً "بالتالي هذا يؤكد العجز الإستخباري الإسرائيلي في فشل جديد الكبير وفاضح في المرة الاولى جاء ذلك في حرب لبنان 2006 في الضربة العسكرية التي حصلت، والتي أدت فيما بعد الى تحقيقات واسعة في فينوغراد".
كما لفت الاستاذ منيّر الى أن الضعف الاستخباري -رغم انه لم يأخذ بعد الحجم الكبير الذي اخذته حرب لبنان- الا انه دون شك سيفتح اعادة درس ومحاكمات جديدة داخل اسرائيل لتبيان العجز الاستخباري الاسرائيلي في هذا المجال، لاسيما ان غزة لا تقارن بلبنان من حيث المساحة والجغرافيا والقوة والمقومات ولا بشيء.
"القبة الحديدية،مفخرة الاسرائيلين ..سقطت"
من جهة ثانية، بيّن الكاتب السياسي أنه "يقال من الأسباب التي جعلت الجيش الاسرائيلي يهاجم غزة هو اختبار القبة الحديدية التي تحدث عنها كثيراً وقال فيها كثيراً"، مؤكداً "لكن في الحقيقة هذه القبة لم تكن فاعلة بشكل كافي، بالمراقبة يقال ان هذه القبة أسقطت ثلث الصواريخ التي ذهبت باتجاه الكيان".
الى ذلك، وضع الكاتب السياسي مفارقة كبيرة بين تكلفة صواريخ القبة الحديدية وصواريخ المقاومة، قائلاً: "صاروخ القبة الحديدية يكلّف بين 70 و100 ألف دولار، بينما صواريخ الكاتيوشا ثمن الواحد منها 500 أو600 $"، مشيراً الى أنه "جرى الحديث عن تكلفة صواريخ القبة الحديدية منذ بدء العدوان حتى الآن وصلت الخسائر صوارخ القبة الحديدة الى نحو 40 مليون دولار"، مبيناً أن "هذه كلفة باهظة لا تحتملها الخزانة الاسرائيلية، ما يعني ان القبة الحديدية لم تشكل رادعاً فعلياً كاملاً بدليل وجود المستوطنين والاسرائيليين في الملاجئ".
هذا، ورأى الكاتب السياسي اللبناني ان هنالك تفكير بجدوى أخرى غير القبة الحديدية ونتائج كارثية على العدو، وهناك رفض من قيادة الجيش من التوغل بريا، لافتاً الى "اشارتها ان هذا لم ينفع بالسابق رغم نية نتنياهو بشيء ما بريّ، لأن وضعه السياسي على المحك هنالك خسائر وذهول عسكري"، مضيفاً "بالأساس لم تكن هناك خطط موضوعة من اجل توغل بري بدليل التأخر الى هذا الحد، وهذا يدل على الصدمة التي تلقتها القيادة الاسرائيلية، سياسيا وعسكريا لما وجدته واكتشفته في غزة".
وأضاف منيّر "نتنياهو "سقط شهيداً" سياسياً لهذه الحرب، ليس فقط سيسقط بالانتخابات بل ان مستقبله السياسي تدمر برمته، لافتاً الى أن "هذا لا يزعج باراك اوباما وان كان يريد ضمان أمن اسرائيل ولم يكن مرتاحاً لما وجده في غزة". مضيفاً "ربما يراهن الاميركي على ظهور وجوه جديدة بالنسبة للخارج غير معروفة لخارج اسرائيل لتميل الموقف الاسرائيلي قليلاً".
كذلك، شدّد منيّر على أن الدعوة لعدم التدخل البري، هو ليس رأفة بأجساد الفلسطينيين وذلك بسبب دخول بعض الدول على خط المفاوضات، مبيناً ان التدخل البري لن يكون بسبب تأزيم الوضع السياسي لحلفاء "اسرائيل"، مضيفاً "ولكن يدركون سلفاً وكذلك القيادة العسكرية ان فائدة من التوغل البري اسرائيل تستطيع باجتياحها البري ان تصل الى ساحة غزة الى قلب غزة صحيح وهذا ما حصل في حرب ال،2008، لكنها لا تستطيع ان تصمد هناك لأكثر من ساعات، ستضطر الى ان تنسحب نتيجة حرب العصابات التي ستشنها عليها الفصائل الفلسطنينة وستشكل كارثة بالنسبة لخسائر الجنود الاسرائيليون القيادة العسكرية ترفض ذلك لأنه من دون نتيجة وانها جرّبت ذلك وخسرت".
من جهة أخرى، وصف منير موقف الجامعة العربية مما يحصل في غزة بأنه "موقف محشور"، مشيراً الى أنه في حال حصول تسوية -هذا ما سيحصل- "أي تسوية تحصل لن تكون في صالح اسرائيل مجرد انه يوضع تسوية هذه خسارة لاسرائيل، وبغض النظر عمن سيضع البنود هنالك واقع لا يمكن تجاوزه".
إعداد وحوار: سناء ابراهيم
رقم: 115960