العالم انشغل بغزة، ولكن الحرب على سوريا والمؤامرة لم تتوقف ولم تنته. دول الجوار وحلفاء سوريا لن يتركوها وحيدة. الدماء التي سقطت واحة الأمل ليتحد الشعب السوري.
الاعلامي والكاتب السياسي فيصل عبد الساتر لـ"تنا"
سوريا موضوعة على المشرحة
خاص تنا - مكتب بيروت
24 Nov 2012 ساعة 17:25
العالم انشغل بغزة، ولكن الحرب على سوريا والمؤامرة لم تتوقف ولم تنته. دول الجوار وحلفاء سوريا لن يتركوها وحيدة. الدماء التي سقطت واحة الأمل ليتحد الشعب السوري.
أكد الإعلامي والكاتب السياسي الاستاذ فيصل عبد الساتر أن ما يحدث الآن في سوريا هو استمرار لمكان يحدث، لافتاً الى أنه في الأيام القليلة الماضية التي كانت فيها الحرب مستعرة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، كانت هناك قنوات إعلامية مستمرة ولم تكن منشغلة بالحرب بالقدر الكافي بل كانت مشغولة بسوريا وما يجري في سوريا "باعتبار ان سوريا هي الآن موضوعة على المشرحة من قبل هذه القنوات ومن يدعم هذه القنوات على مستوى الأنظمة والدول".
ولفت الاعلامي عبد الساتر في حديث خاص مع "وكالة أنباء التقريب تنا - مكتب بيروت"، الى أن "زيارة رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الى سوريا ربما أعطت المزيد من الدعم والقوة لوضع الجمهورية العربية السورية"، مضيفاً "وان هذه الجمهورية لم تكن ولن تكون متروكة بل ان هناك دول لا تزال تحمل في قلبها و في جعبتها الكثير للجمهورية العربية السورية".
كما رأى الاعلامي اللبناني أن "ما يحدث في سوريا استمرار للحرب التي شنت عليها"، قائلاً: "بطبيعة الحال نحن نشهد فصولاً متتالية لهذه الحرب، انها تنتقل من حال الى حال وبحسب مقتضيات الظروف وبحسب القدرة لدى النظام لمواجهة المعارك التي تشن عليه".
كما شدد عبد الساتر على أن الفشل الذريع التي أصيبت به كل هذه الدول التي تخوض الحرب على سوريا مجتمعة او من خلال وكلائها من المعارضة المسلحة من الداخل السوري، يحاولون الآن أن يضعوا "خطط بديلة او سيناريوهات بديلة علهم بذلك يستطيعون أن يحققوا مرادهم وأهدافهم".
من جهة ثانية، أشار عبد الساتر الى التصعيد -الذي هو من نوع جديد- هو تهديد الدولة التركية بنشر صواريخ باتريوت، موضحاً أنه بغض النظر سواء تم نشر هذه الصواريخ أو لم يتم "مجرد التلويح والتهديد بهذا النوع من الاعمال العدائية والاستفزازية انما يراد منه ادخال المنطقة وادخال الوضع السوري والتركي في حالة اشتباك ومواجهة مباشرة من خلال عضوية تركيا في الحلف الاطلسي". مؤكداً أن "الرد الذي حصل من الجانب الروسي في هذا السياق والرد الذي حصل من الجانب السوري ربما سيكون له تداعيات بأن هذه الخطوة ممكن أن تؤجل الى وقت لاحق أو ربما يغض النظر عنها بشكل أو بآخر ولكن حتى الآن هذا الامر ليس مؤكداً".
بموازاة ذلك، جدّد الكاتب السياسي أن التدخل العسكري الخارجي مستبعد ولا أحد من الغرب سيقوم بهذه الخطوة لاعتبارات عديدة"، قائلاً: "عصر تغيير الانظمة بالقوة وعصر تغيير حركة ومسار الانظمة امر لم نعد نشهد له واقعا بسبب اختفاء الظاهرة الاحادية، ايضا لان سوريا ليست دولة ضعيفة، وبالتالي لها حلفائها في المنطقة ولن يكونوا على الحياد، في حال العزم وتهور من بعض الدول المغامرة".
على صعيد آخر، أكد عبد الساتر أن ما يسمى الائتلاف السوري المعارض "هو إئتلاف أميركي الكل اصبح يعرف أن الائتلاف لايمثل رأي المعارضة السورية المختلفة مع هذا الائتلاف"، لافتاً الى أن "هذا الامر سيساهم في تعقيد الامر بين لا بد من الحوار سبيلا لتحقيق بعض الاهداف للشعب السوري، وبين من يرون أن الحوار هو غير قائم لا في الذهن ولا في الواقع الحالي".
كما شدّد الاعلامي على أن "ما كان بأجندة أميركية لن يكتب له النجاح لايعبر فعلا عن طموحات الشعب السوري الذي يريد استقراراً امنياً وسياسياً، يكون عنوانه الاساسي الحوار والاتفاق على آليات معينة لتحقيق ما نسميه بالدولة الديمقراطية والحكم الديمقراطي".
من جهة أخرى، أوضح عبد الساتر أن "على المستوى القانوني إعتراف بعض الدول بالإئتلاف امر لا يعتدّ به، لان الاعتراف بجهات معنوية اذا لم يكن هناك أرض معينة وشعب معين، لافتاً الى أن هذا الامر "يصبح امر شكلي معنويات ليس لها اي واقع يدعمها على المستوى الميداني، هذا الامر مقر بالاعراف والقوانين الدولية لا يمكن لاي جماعة ان تقيم حكومة بالخارج وتمثيلاً دبلوماسياً بالخارج وهي ليست لها اي ارضية على الميدان او ليست لها قدرة ان تحقق حيزاً جغرافياً". كما أضاف لان المطلوب في هذا السياق ان يكون هناك بقع جغرافية تكون لديها القدرة على التواصل مع دول الجوار والكثير من الدول والمنظمات الدولية في العالم، "بالتالي يصبح هذا الجزء من الكيانات المقتطعة من الدول ربما يعترف بها على المستوى القانوني، في الحال السوري الائتلاف هذا لا يمكن ان يكون فعلا شكل من اشكال الاعتراف الدبلوماسي لانه لا يمكن ان يكون له حيثيات قانونية وبالتالي لا تستطيع الامم المتحدة الاعتراف بهذا الامر وبالتالي لن يكون لهم اي مكان في داخل المنظومة العالمية".
بالمقابل، رأى الأستاذ عبد الساتر أن مؤتمر طهران الذي عقد من أجل انطلاق الحوار بين السوريين هو الرد الطبيعي والمنطقي على المنطق الآخر الذي يريد استمرار سفك الدماء في سوريا، والعنجهية في التعاطي في الملف السوري من قبل بعض الدول وبعض المعارضة المسلحة، مضيفاً "وبالمناسبة هناك معارضة مسلحة لها حيز لا بأس به في سوريا على الاقل في الاعمال الدموية لا يمثل حالة شعبية لكنه يمسك مفاصل ويقوم بعمليات دموية، فهو يخطف ويقتل ويقيم جزء من هذه المعارضة الكبيرة المسلحة وهو لم يعترف بهذا الائتلاف وهذا الائتلاف سيواجه مشكلة من داخل المسار نفسه".
الى ذلك، أشار عبد الساتر الى أن "الذي يجري الآن في المناطق الشمالية وفي اقصى شرق الشمال من سوريا المناطق ذات الاغلبية الكردية، ربما سيقلب الامر رأساً على عقب في الميزان العسكري السوري"، موضحاً "أولاً لقرب هذه المناطق من تركيا، والامر الثاني: الحساسية التركية التي سيكون لها تفاعلات كثيرة على مستوى الاقليمي والداخلي في سوريا".
هذا وأكد الاعلامي السياسي أن "مؤتمر طهران هو المنطق الطبيعي للدول التي تعصف بها الازمات، من ان بكون هناك التفافاً وتأييداً من بعض دول الجوار او دول ذات نفوذ في مكان معين ممكن ان تمارسه وان تتقدم بنصائح الى الاطراف المتخاصمة للاتفاق على آليات معينة". مضيفاً أن الحوار هو الحل السياسي التي تسعى اليه سوريا في المنطق الرسمي الرسمي مع الحفاظ على سيادتها ووحدة شعبها ووحدة دولتها.
كذلك، تمنى الاستاذ عبد الساتر أن "تحمل الينا الايام والاسابيع المقبلة ايام سارة وان الذي يستعظم منطق فظائع الامور وان الامور لا يمكن ان تعود الى مجاريها، هناك الكثير من الدول التي عصفت بها حروب من هذا النوع واستطاعت ان تتغلب بالعقل والحكمة على كثير من القضايا"، لافتاً الى أن "الدماء هي جزء من الضريبة التي فرضت على الشعب السوري، ولتكن هي واحة الامل التي فرضت على الشعب السوري، لكي يتآلف ويتحد من جديد وعنوان يظلل الجميع ومن ان سوريا بلد لجميع ابناءه وان سوريا حاضنة لجميع المكونات للشعب السوري".
إعداد وحوار: سناء ابراهيم
رقم: 116356