لإلقاء المزيد من الضوء على هذا القرار التركي ودلالاته، التقى مراسل وكالة أنباء التقريب كلاً من النائبين بمجلس الشورى الإسلامي "أحمد رضا دستغيب" و"سيد شريف حسيني".
ما الهدف من نشر تركيا لمنظومة صواريخ الباتريوت؟
5 Dec 2012 ساعة 7:57
لإلقاء المزيد من الضوء على هذا القرار التركي ودلالاته، التقى مراسل وكالة أنباء التقريب كلاً من النائبين بمجلس الشورى الإسلامي "أحمد رضا دستغيب" و"سيد شريف حسيني".
(تنا) - في خطوة متوقعة، وافق حلف شمال الأطلسي أمس الثلاثاء على نشر صواريخ باتريوت في تركيا. فقد جاء بيان لوزراء خارجية دول الحلف "استجابة لطلب تركيا قرر حلف الأطلسي دعم قدرات الدفاع الجوي التركية للدفاع عن سكان تركيا وأراضيها".
ونقلت مصادر إعلامية عن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "أندرس فوغ راسموسن" في محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله "أن نشر هذه الصواريخ يرتدي طابعا دفاعيا، وأنه لا يرمي بأي شكل إلى الترويج لإقامة منطقة حظر جوي أو لعمليات هجومية".
وكانت تركيا قد تقدمت بطلب لحلف شمال الأطلسي بنشر الصواريخ بعد أسابيع من المحادثات مع الحلفاء بشأن كيفية دعم الأمن على حدودها مع سوريا التي تمتد لمسافة ۹۰۰ كيلومتر.
وفي بيان أصدرته رئاسة الأركان في الجيش التركي قالت فيه أن "هذه المنظومة ستنشر لدوافع دفاعية بحتة لمواجهة أي تهديد قد يأتي من سوريا". وأكد البيان "أن هذه الصواريخ المضادة للطائرات لن تستخدم في شن عمليات هجومية أو لإقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا".
وصرح مصدر عسكري تركي أن تركيا قد تنشر أربعة إلى ستة صواريخ باتريوت في ملاطية ودياربكر وشانلي أورفة بجنوب تركيا، ما قد يستدعي نشر حوالي ۴۰۰ جندي في تركيا من الحلف وتحديدا من البلدان الثلاثة في الحلف التي تملك نظام باتريوت وهي الولايات المتحدة وهولندا وألمانيا.
لإلقاء المزيد من الضوء على هذا القرار التركي ودلالاته، التقى مراسل وكالة أنباء التقريب كلاً من النائبين بمجلس الشورى الإسلامي "أحمد رضا دستغيب" و"سيد شريف حسيني".
فقد استبعد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالمجلس النائب "أحمد رضا دستغيب" أن يكون هدف تركيا من وراء هذه الخطوة التدخل العسكري المباشر في الأزمة السورية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن تركيا خلقت مشاكل عديدة لنفسها بسبب تدخلها في الشأن السوري، وأي تدخل عسكري مباشر يعني تفاقم الأزمة وخلق المزيد من المشاكل للحكومة التركية.
وحذر دستغيب من أن أي تدخل عسكري تركي في الشأن السوري سيكون له عواقب وخيمة على الأمن والإستقرار في المنطقة برمتها وسيؤثر سلباً على المكانة الجيوسياسية والإستراتيجية لتركيا في الشرق الأوسط.
فيما اعتبر عضو هيئة الرئاسة في مجلس الشورى الإسلامي "سيد شريف حسيني" أن الخطوة التركية الأخيرة بنشر صواريخ باتريوت على الحدود السورية يمكن لها أن تحمل دلالات على أن هذا البلد بصدد الإستعداد لشن هجوم عسكري ضد سوريا.
ولفت حسيني إلى أن تأكيدات الجانب التركي على الطابع الدفاعي البحت لهذه المنظومة الصاروخية ليست مبرراً مناسباً لهذه الخطوة، لأن سوريا منشغلة في الوقت الراهن بأزمتها الداخلية ولا يمكن لها أن تمثل أي تهديد لتركيا.
وشدد حسيني على أن كل دول المنطقة معنية ومسؤولة من أجل إستعادة الأمن والإستقرار إلى سوريا ولا يحق لأحد التدخل في الشأن السوري، مؤكداً إن على الشعب السوري أن يقرر مصيره بنفسه، أما أن تقوم بعض الدول بالإعتراف رسمياً بالمعارضة المسلحة في هذا البلد فهذا يتنافى مع أبسط الأعراف الديبلوماسية الدولية وتحريض صريح على التدخل العسكري في هذا البلد وهو ما نرفضه بشدة.
رقم: 117343