إنني أؤمن بأن أفضل السبل للتصدي للارهاب العالمي تكمن في انهاء معاناة الشعب الفلسطيني ، و مبادرة القوى الكبرى للاعتراف بدولة فلسطين ،
مولوي عبد الحميد في حواره مع (تنا) :
ملتقى علماء الاسلام لدعم المقاومة الفلسطينية ضرورة قصوى في ظل الظروف الراهنة
تنـا - خاص
8 Sep 2014 ساعة 15:49
إنني أؤمن بأن أفضل السبل للتصدي للارهاب العالمي تكمن في انهاء معاناة الشعب الفلسطيني ، و مبادرة القوى الكبرى للاعتراف بدولة فلسطين ،
في معرض اجابته عن سؤال حول مدى اهمية اقامة مثل هذه المؤتمرات بالنسبة للتحديات التي تواجه العالم الاسلامي ، يقول رجل الدين من اهل السنة في ايران، "مولوي عبد الحميد اسماعيل زرهي" : من الواضح تماماً في ظل الازمات التي تعصف بالكثير من بلدان العالم الاسلامي ، أن ثمة جهودا حثيثة تبذل من وراء الستار ، تقف وراءها العديد من الدول الغربية و الشرقية و في مقدمتها أميركا و الكيان الصهيوني ، لبث الخلافات و إثارة التفرقة في اوساط المسلمين و التحريض على الاقتتال بين الاخوة و اراقة الدماء بغير حق ، أملاً بتحقيق اهداف المستكبرين .
وتابع: مما يؤسف له أنه في ظل هذه الاوضاع ، ثمة أجواء تخيم على زعماء الدول الاسلامية تحول دون جلوسهم الى جوار بعض و البحث عن حلول للمشكلات التي تواجه العالم الاسلامي و محاولة توحيد مواقفهم في التصدي للتحديات التي تهدد بلدانهم . و عليه و في ظل هذه الاوضاع ، فان إقامة أي ملتقى أو مؤتمر يعقد بين المسلمين بعيداً عن وساط الغرب أو الشرق ، لا شك سيكون نافعاً و مؤثراً و مباركاً ، و لهذا فنحن نرحب بهذا النوع من الملتقيات و المؤتمرات .. أننا نؤمن بضرورة ان يجلس كبار العلماء و المفكرين في العالم الاسلامي الى جوار بعض ، و البحث عن حلول للخلافات و النزاعات الدائرة بين أبناء الامة الاسلامية و التوصل الى مواقف مشتركة ازاء التحديات التي تهدد هوية الامة الاسلامية و وحدتها ، بعيداً عن أي تدخل للساسة و المسؤولين الحكوميين في هذا المجال .
و حول متطلبات نجاح هذه المؤتمرات بتحقيق الاهداف المرجوة منه، يقول مولوي عبد الحميد اسماعيل زرهي : هناك أكثر من موضوع يعتبر مؤثراً في هذا المجال؛ منها ضرورة توافر سعة الصدر و مراعاة الحياد في مناقشة القضايا و المشكلات ، و محاولة دعوة طرفي النزاع للحوار و التفاهم ، و نبذ العنف و الكف عن اراقة دماء الابرياء . أن بوسع كل ذلك أن يضطلع بدور مؤثر في تحقيق نتائج طيبة و مباركة؛ مشددا يقوله "فلابد لنا كمسلمين أن نعي بأن أياً من الدول الاستكبارية المتغطرسة لا تريد الخير للامة الاسلامية و لا تفكّر بغير تسويق نتاج مصانعها العسكرية ، و الحفاظ على مصالحها لدى الدول الاسلامية ، و لهذا فهي لن تعبأ بقتل النساء و الاطفال و المدنيين الابرياء ".
و يضيف فضيلته : نحن نرى اليوم بكل وضوح أن التدخل الاميركي في العراق و سورية و افغانستان و البلدان الاسلامية الأخرى ، لن يسفر عنه سوى المزيد من تأزيم الاوضاع و الاقتتال بين الاخوة المسلمين . و لهذا فأنا ادعو زعماء الدول الاسلامية الى الكف عن الاعتماد على السلطويين و المتغطرسين ، و التوكل على الله و الاستعانة بخبرات و طاقات علماء الاسلام و النخب الفكرية المخلصة في البحث عن حلول لمشكلات العالم الاسلامي . لابد لنا من الوثوق بقدرة الاسلام على تشكيل الامة الاسلامية الواحدة. و ما لم يتوحد المسلمون سنة و شيعة حول كتاب الله و السنة النبوية و يشكلوا صوتاً واحداً ، فأننا سنبقى نشهد مؤامرات الاعداء من المتغطرسين و المستكبرين الغربيين و الشرقيين .
و عن الرسالة التي يود توجيهها الى المشاركين في المؤتمر الدولي لعلماء الاسلام لدعم المقاومة الفلسطينية ، قال مولوي عبد الحميد اسماعيل زهي: أود في البدء أن اعرب عن شكري و امتناني للاخوة الاعزاء في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية على جهودهم في تنظيم هذا المؤتمر و محاولة جمع علماء العالم الاسلامي لبحث موضوع دعم المقاومة في فلسطين . لأنني أؤمن بأن أفضل السبل للتصدي للارهاب العالمي تكمن في انهاء معاناة الشعب الفلسطيني ، و مبادرة القوى الكبرى للاعتراف بدولة فلسطين ، لان العامل الرئيسي في انعدام الامن على الصعيد العالمي يكمن في الظلم الذي يمارس بحق الفلسطينيين المضطهدين و تجاهل حقوقهم المسلوبة . فإذا ما أراد العالم أن ينعم بالامن و الاستقرار و اجدثاث جذور ، ينبغي له تسوية القضية الفلسطينية أولاً . وأنني على ثقة من أن محاربة الارهاب و التصدي له ، بمعزل عن تسوية القضية الفلسطينية و انهاء الاحتلال الصهيوني للاراضي الفلسطينية المغتصبة ، لن تعطي النتائج المرجوة . و لهذا فان إقامة هذا المؤتمر الذي يتمحور حول مقاومة أبناء غزة و الشعب الفلسطيني المظلوم ، في ظل الظروف الراهنة ، يعتبر خطوة مباركة و ستكون منبع خير و بركة على الامة الاسلامية و شعوب العالم .
رقم: 168398