جاء ذلك في حوار أجرته وكالة أنباء " شفقنا " الالكترونية ، مع آية الله الشيخ محسن الأراكي ، لافتاً الى دور ممارسات تنظيم داعش الارهابي ، في ترميم وحدة الصف الاسلامي : أن هذا النوع من العمل الدعائي للاعداء ليس بالشيء الجديد ، فعلى مدى سنوات طويلة تشن مثل هذه الحملات الدعائية المناهضة للاسلام ، و لا ينكر أن سلوكيات و ممارسات مجموعات أمثال داعش ساعدت في تشديد الحملات الدعائية المعادية للاسلام في الفترة الاخيرة .
و يرى آية الله الاراكي أن التصدي لهذه الجماعة الارهابية يتطلب توافر ثلاث خطوات ضرورية ، موضحاً : الخطوة الضرورية الاولى تكمن في تفعيل وسائل اعلامنا في هذا المجال ، و محاولة لفت أنظار العالم الى حقيقة هذه المجموعات المنحرفة البعيدة عن الاسلام تماماً ، و التي تحاول الانتساب الى الاسلام دون أي اطلاع أو معرفة به ، بل هي من صنيعة أعداء الاسلام .
و أضاف سماحته : أن الصحافة و وسائل الاعلام العامة الاسلامية تتحمل مسؤولية الكشف و تسليط الضوء على الارتباط الوثيق بين " داعش " و كل من أميركا و انكلترا و اسرائيل .
و مضى آية الله الاراكي يقول : ان هذه الجماعات قد تم تأسيسها من قبل اعداء الاسلام ، و هي تعلن اليوم بكل صلافة بأنها لا تعادي اسرائيل و غير معنية بها ، و إنما تحارب الاسلام ، و لهذا لابد من العمل على الكشف عن هويتها و فضح حقيقتها بسرعة ، لان الامر لا يحتمل التأخير .
و اعتبر سماحته الخطوة الضرورية الثانية تكمن في اهتمام المراكز التعليمية بتوعية الناشئة على حقيقة هذه الجماعة ، موضحاً : ينبغي للمراكز و المؤسسات التعليمية ، بما فيها المرحلة الابتدائية و المتوسطة و الجامعية ، توسيع نطاق التعليم و التركيز على توضيح حقيقة الاسلام و تعريف الناس بمباني و مبادىء الشريعة السماوية السمحاء بالشكل المطلوب .
و أضاف : كما ينبغي للمعنيين بشؤون التعليم و المراكز العلمية ، توعية الناس و لفت انظارهم الى انحرافات المنحرفين ، و ذلك للحيلولة دون محاولة استغلالهم من قبل العناصر المنحرفة .
و رأى الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، أن الخطوة الضرورية الثالثة تتجلى في محاولة التقريب بين الشعوب الاسلامية و تعزيز التآزر و التلاحم فيما بينها ، مضيفاً : لابد لعلماء الاسلام و المراكز الثقافية و الاجتماعية و السياسية ، من العمل على تقارب ابناء المجتمعات الاسلامية و ترسيخ أواصر المحبة و الاخوة فيما بينهم . مضيفاً : إذا ما تجلت الوحدة و الاتحاد فيما بيننا ، و كان بوسع جامعاتنا العمل على تعبيد طريق الوحدة ، فسوف يتم القضاء على هذه الممارسات التي تسيء الى الاسلام و تستهدف هوية الامة الاسلامية و كرامتها .
و شدد آية الله الاراكي على ضرورة تضامن وتكاتف الدول الاسلامية وتوحيد مواقفها لتسهيل مسؤولية نشر الاسلام وتعريفه للرأي العام العالمي بشكل مؤثر وفاعل .
ولفت سماحته الى اقامة الملتقى الاول لعلماء الاسلام في ايران و اندونيسيا ، موضحاً : أن المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، و من خلال الحرص على إقامة مثل هذه الندوات و الملتقيات ، يتطلع للمضي بخطوات هامة و مؤثرة على طريق وحدة المسلمين ، في مواجهة المتطرفين . و بطبيعة الحال أن مثل هذه المساعي تتطلب تعاون و مساندة محتلف المؤسسات و المراكز المعنية في البلاد .
و قال آية الله الاراكي : أننا نعتقد بان وجود " داعش " لن يدوم طويلاً ، و سرعان ما سيتم عزل و تحجيم هذه المجموعة و التيارات المتطرفة الأخرى .
و في جانب آخر من حواره أشار الامين العام لمجمع التقريب ، الى تعليق عضوية الدكتور احمد محمود كريمه في المجلس الاعلى للبحوث الاسلامية في الازهر بسبب الزيارة التي قام بها مؤخراً الى ايران، بالقول : لقد كان الأزهر سباقاً على الدوام في مجال التقريب و الوحدة ، و اليوم أيضاً نتفائل بدوره و نعقد عليه الآمال .
الجدير بالذكر ان الشيخ احمد محمود كريمه كان قد زار ايران مؤخراً على رأس وفد أزهري ، و ألتقى عدداً من علماء الدين في ايران . غير أن الازهر نفى في البداية توجّه وفد ازهري برئاسة الشيخ احمد كريمه الى الجمهورية الاسلامية في ايران و لقاء كبار العلماء ، إلا انه عاد و أقر بزيارة الوفد لإيران ، و قرر الغاء عضوية الشيخ كريمه في المجلس الاعلى للبحوث الاسلامية بناءً على ذلك . غير أن الشيخ احمد محمود كريمه حاول الرد على موقف الازهر مشيراً الى اطلاع المسؤولين المصريين على تفاصيل هذه الزيارة ، و لافتاً الى ان قرار الغاء عضويته في مجلس البحوث ليس أكثر من دسيسة لجأ اليها السلفيون في مصر .
و من هنا يرى آية الله الاراكي : أن جامعة الازهر لا علاقة لها بما ذكر ، و لا يخفى أن ثمة تيارات تحاول ان تجد لها موطىء قدم في بعض المؤسسات و تحاول ان تتحدث بإسمها .
و شدد سماحته : أننا نعرف الازهر جيداً و نعتقد بأن هذه الجامعة تشكل قاعدة جيدة و مؤثرة على خطى تحقيق الوحدة ، و نأمل ان تضطلع بدورها المنشود في التقريب بين المذاهب الاسلامية و وحدتها .