>> وكالة أنباء التقريب (TNA) - الشيخ رمزي في حوار مع "تنا" : الكثير من معاناة العالم الاسلامي وليد تآمر الدول الغربية - للطباعة

QR codeQR code

الشيخ رمزي في حوار مع "تنا" : الكثير من معاناة العالم الاسلامي وليد تآمر الدول الغربية

تنا - خاص

25 Oct 2014 ساعة 12:49

اكد الدكتور الشيخ رمزي احد كبار علماء السنة في لندن انه لا يمكن لتنظيم مثل داعش ان ينتشر بهذه السرعة ويحصل على هذه الامكانات بدون دعم ومساندة الدول الكبرى .



أجرى مراسل وكالة انباء التقريب (تنا) بلندن ، حواراً مع الدكتور الشيخ رمزي ، احد كبار العلماء السنة و مدير قسم الدراسات الاسلامية بجامعة اكسفورد ، حاول من خلاله التأكيد على اهمية وحدة العالم الاسلامي ، و تسليط الضوء على أبرز العوامل التي تقف وراء تشتت المسلمين و تفرقهم ، و لفت الانظار الى الخلفية الفكرية للجماعات التكفيرية ، و عن حقيقة ارتباطها بالاستخبارات الاجنبية و حصولها على مختلف انواع الدعم من بعض الدول الغربية . 

بداية يؤكد الدكتور رمزي على اهمية وحدة العالم الاسلامي ، موضحاً : لو عدنا الى صدر الاسلام سوف نجد أن الوحدة كانت تقف في طليعة اهداف نبي الاسلام (ص) .. ففي الوقت الذي نمتلك الهاً واحداً و نبياً و قرآناً واحداً ، فان بوسع هذه العناصر المهمة الثلاثة أن تضاعف من قوة المسلمين وتزيدهم وحدة و تماسكاً . و لكن اذا ما حاول البعض تجاهل دعوة القرآن و سنة الرسول الاعظم (ص)، فسوف تبرز الخلافات و التفرقة . 

و مضى يقول : ثمة موضوع مهم آخر بامكانه أن يساعد الى حد كبير في تحقيق الوحدة . فانا بصفتي احد رجال الدين السنة ، لا أرى فرقاً بين السنة و الشيعة ، و أني احترم المسلم السني مثلما احترم المسلم الشيعي . فإذا كان جميع المسلمين يفكرون بهذه الطريقة ، فان بوسعنا ان نتوحد و نتحد ، و باتحادنا يكتسب الاسلام المزيد من القوة و يزداد المسلمون قوة و اقتداراً . 

و حول جذور الخلافات و التفرقة بين المسلمين ، يقول العالم السني البارز : ثمة مقولة قديمة يؤمن بها الانجليز و شكّلت حربتهم الاقوى في فرض نفوذهم الاستعماري على مدى قرون ، تقول: ( فرّق تسد ) . و لهذا فان الكثير من الخلافات إنما هي من برمجة و تخطيط الدول الغربية . 

و يضيف : من عوامل التفرقة الأخرى ، الوسوسة الشيطانية التي تجد طريقها الى نفوس البعض منّا . إذ نجد احياناً اشخاصاً يتظاهرون بترشيد فئة من المسلمين و زعامتها ، إلا انه سرعان ما يتضح أن هؤلاء الاشخاص ليس سوى ايادي للاجانب ، يأتمرون بأمرهم و يأخذون الاموال منهم .
 
و يتابع مدير قسم الدراسات الاسلامية بجامعة اكسفورد في استقرائه لعوامل تفرّق المسلمين و تشتتهم : من عوامل التفرقة الأخرى ، عجز البعض عن الوعي السليم لنصوص و تعاليم القرآن باعتباره كتاب هدية و برنامج حياة . فلو أننا وعينا القرآن و فهمناه جيداً و تمسكنا به ، فسوف يعيش الجميع في أمن و سلام ، لان المعنى الحقيقي للاسلام يكمن في السلام و المحبة . 

و عن ممارسات الجماعات التكفيرية امثال داعش ، يقول الناشط في مجال الدفاع عن حقوق الانسان : أنا لست رجل سياسة ، و لا أعلم من الذي يقف وراء هذه الجماعات التكفيرية التي استطاعت أن تنتشر بهذه السرعة و تقوم بكل هذه العمليات العسكرية . و لكن ثمة حقيقة لا يمكن انكارها و هي ان هذه الجماعات ليس بمقدورها ان تقوم بكل ذلك من دون دعم و مساندة الدول الكبرى .
 
و مما يذكر في هذا الصدد ان لدى داعش مليارات الدولارات في حساباتها المصرفية ، و السؤال هو : لماذا لا تقوم اميركا و الدول الغربية بمصادرة اموالهم أو تجميدها و هو امر في متناول أيديهم ؟ و قد رأينا أنهم فعلوا ذلك مع العديد من البلدان و الشخصيات . و عليه من الواضح أن ثمة اهداف و نوايا تقف وراء كل ذلك ، و أن هناك جهات و دول تستفيد من هذه الصراعات و الحروب . و المؤلم المبكي أن ضحايا كل هذه النزاعات و الحروب هم المسلمون بمختلف طوائفه و انتماءاتهم المذهبية . و يكفي أن تلقي نظرة الى ما يجري في سوريا و العراق لتدرك حقيقة معاناة الامة الاسلامية على هذه الجماعات التكفيرية . 

و يعلق رجل الدين السني البارز على المجازر الوحشية التي تقوم بها الجماعات التكفيرية الارهابية ، بالقول : أن أياً من تصرفات و ممارسات هؤلاء لا يرتضيها الاسلام بل و يدينها . و استطيع أن أقول بكل ثقة أن جميع المذاهب و الطوائف الاسلامية ترفض ذلك تماماً و تشجبه و تدينه . أن مختلف الطوائف و الاديان تدين قتل الناس الابرياء و ترفض تخريب الاماكن الدينية المقدسة ، و تعتبر ذلك عملاً محرماَ و مخالفاً لتوجهات السماء . 

و أخيراً شدد مدير قسم الدراسات الاسلامية بجامعة اكسفورد ، على اهمية التقريب بين المذاهب الاسلامية و العمل على توحيد صفوف الامة الاسلامية و تعزيز تضامنها و تكاتفها و تآزرها ، لافتاً الى أن الدول الغربية تحاول استغلال جهل بعض المسلمين و تأخرهم ، و الاستعان بهم كأدوات لتأجيج الخلافات و التفرقة في اوساط الامة الاسلامية و ايقاد نار الفتنة الطائفية فيما بينهم . و لهذا ينبغي للمسلمن جميعاً أن يعوا حقيقة ما يخطط لهم ، و أن يحرصوا على تضامنهم و وحدتهم ، من خلال احترام بعضهم البعض و تجسيد أخوتهم و صيانة هويتهم الاسلامية .


رقم: 172172

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/interview/172172/الشيخ-رمزي-في-حوار-مع-تنا-الكثير-معاناة-العالم-الاسلامي-وليد-تآمر-الدول-الغربية

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com