الشيخ أحمد السعدي لـ"تنا" : المشاكل التي واجهها الحسين (ع) هي نفسها التي تواجهها امتنا الاسلامية اليوم
بماذا كانت تتصف حكومة يزيد وما هي اهم معالم الانحراف في هذه الحكومة التي ادت الى ان ينهض الامام الحسين (ع) ضده ويؤدي واجبه ضد الانحراف والفساد السياسي الحكومي الذي بدأ بالانحراف عن الشريعة الاسلامية ، اوضح الشيخ السعدي الاستاذ الجامعي في جامعة طهران ان اهم معالم الانحراف لیزيد هو تجاهره بمخالفة الشريعة الاسلامية بشربه للخمر وتاكيده على هذه المخالفة ، الى جانب الاشكاليات المتوجهة لعملية تنصيبه في الحكم والذي عارض بصراحة المشروع المتداول انذاك .
ويرى ان يزيد بسلوكياته المخالفة للشريعة كان يهدد قداسة الحاكم الاسلامي وعنوان خليفة رسول الله ، مؤكدا ان هذا الحكم كان بدايةً للانحراف على كل المستويات خاصة على الصعيد العقائدي ، لانه كان يهدد الهوية الاسلامية من جذورها الامر الذي جعل الامام الحسين ان يشعر بخطورة هذا الحكم على مستقبل الاسلام وكيان الامة الاسلامية فكان لا بد من ان يتصدى لهذا الانحراف وان يثور ضده للحفاظ على تراث جده الرسول الاعظم (ص) ، لافتا انه لولا هذه النهضة المباركة واسقاط هذا المشروع الجاهلي لترسخ هذا الانحراف فی محاربة سنة الرسول من قبل سائر الحكام من بعد يزيد .
والتهديد الاخر لحكم يزيد حسب رأي هذا الاستاذ الجامعي هو تداعيات مثل هذا الانحراف العقائدي والسلوكي على المجتمع وسلوكياته وابتعاده تدريجيا عن القيم الاسلامية والذي بالنهاية كان سيعرض المجتمع الى انتكاسات متتالية تؤدي الى انهيار المجتمع الاسلامي كليا والقضاء على الهوية الاسلامية .
واضاف قائلاً :" نستطيع ان نقول ان مشورع يزيد هو امتداد للمشروع الجاهلي ولا علاقة له بالاسلام وهذا تجلى في اشعاره عندما اشاد بنصر مشايخ الجاهلية في غزة بدر . وفي جانب اخر فان تكوينة يزيد وتربیته لم تكن اسلامية ".
وحول سبب تعيين يزيد من قبل معاوية مع علمه بعدم أهلّيته وانحرافه الاخلاقي يعتقد الشيخ السعدي ان العملية التي اقدم عليها معاوية بتعيين خليفة عن طريق توريث الحكم وتعيين شخصية غير ملتزمة بالشريعة الاسلامية وغير لائقة هو نوع من الاستهتار بالارادة الشعبية .
وعن الدروس التي يمكن إستخلاصها من الثورة الحسينية لتغيير واقعنا المزري المعاصر قال الشيخ السعدي ان اهم درس الذي يمكن ان نستخلصه من هذه النهضة هو قول "لا" ، اي ان تقول " لا " للطاغوت و" لا " للانحراف والفساد السياسي و " لا " للعمالة والذّل ، مشيرا الى دور العلماء ومسؤوليتهم للتصدي لظاهرة التطرف والارهاب معتبرا ان موقف العلماء لو كان موحداً وحاسماً منذ بدايات هذه الظاهرة الخطيرة لما اتسعت رقعتها اليوم .
وفي هذا المجال اشار الى تعامل اهل الكوفة مع رسول الحسين (ع) مسلم بن عقيل الذي قالوا له " لا " وتركوه وحيدا فاذا كانت كلمة " لا " ليزيد ونعم لمسلم لكانت الموازين انقلبت لصالح محور الحسين (ع) .
واشار الى ضرورة ان تجري عملية النقد والتصدي لكل مظاهر الانحراف والظواهر السلبية سياسية كانت او عقائدية باسلوب عقلاني ومنطقي وشرعي وهذا يدخل ضمن اطار الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الحكم الشرعي الذي يلعب دور الحارس لكيان الامة الاسلامية ، ونستطيع ان نعبر عنها بعملية الرقابة على المجتمع .
وحول ترسيخ هذه الثقافة اي ثقافة النقد يرى ان اغلب مجتمعاتنا تفتقد الى ثقافة قبول الراي الاخر والمسؤولية تقع على المراكز العلمية والدينية ولكنه في نفس الوقت اشار الى ان الصحافة وباقي وسائل الاعلام بدأت بهذه العملية ولو بشكل خجول على امل ان تتسع لتترسخ وتنزل الى الشارع .
وعن محاولات تثقيف وتوعية المجتمع على ثقافة الثورة الحسينية قسم الشيخ السعدي المحاولات الى نوعين شكلية ونوعية .
موضحا ان النوع الاول يهتم بالمظاهرالشكلية والنوع الثاني يتطرق لمحتوى الثورة وتفسيرها تفسيرا عصريا يكشف حقيقة واهداف الثورة .
واكد ان النوع الثاني من المحاولات لم تكن مؤسساتية تتحملها جهات علمية معينة بل غالبا كانت فردية وتأثيرها مقطعي اي تموت بموت صاحبها لان اغلب اللذين تطرقوا في مجال شرح وتفسير محتوى وحقيقة واهداف الثورة الحسينية واجهوا في غالب الاحيان حرب اعلامية تخريبية ضدهم مع استغلال القيم والمشاعر الدينية لعوام الناس .
وفي هذا المجال اشار الى جهود الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء كاحد ابرز رجال الدين الاصلاحيين والتجديديين في المؤسسة الدينية ولكن واجه حربا شعواء من قبل المتزمتين والجموديين ، حيث كان من الممكن الاستفادة من هذا العالم في عدة مجالات وعلى سبيل المثال كتابه " المثل العليا في الاسلام ولا في بحمدون " الذي ألفه في الاربعينيات من القرن الماضي وكأنه يصور مجتمعنا الحالي .
ولهذا يرى هذا الاستاذ الجامعي ضرورة معاصرة المؤسسة الدينية والتعرف على اخر المستجدات والاراء والقراءات الجديدة للمفاهيم الدينية والاجتماعية للتخلص من الاساليب التقليدية ، مؤكدا على ضرورة التجديد في المحتوى الديني دون الاستغناء عن القديم اي التجديد في تفسير نصوصنا الدينية .
واكد ان المستجدات المعاصرة في كل المجالات اوجدت فراغات قانونية ومعرفية ، ولهذا فالمؤسسة الدينية مطالبة باعادة قراءة التراث وفق الاليات الصحيحة وليس وفق التصورات والتفسيرات الغربية لكي تستطيع ان تتصدى للتيارات المنحرفة والتكفيرية عن علم ودراية وتعقل وباسلوب علمي .
واوضح الشيخ السعدي ان عملية الاجتهاد في مدرسة اهل البيت هي عبارة عن القراءة الثانية اي ان لا نقدس قراءة معينة للتراث الاسلامي وانما يجب ان نعطي للعقل دوره ومكانته في التفسير والاستنباط .
مدرسة الحسين والمقاومة
وحول المقارنة العصرية بين الثورة الحسينية وتيار المقاومة الذي يحمل راية التصدي للاستبداد والاستكبار والاحتلال ، عنون قال الشيخ السعدي محاوراوجه الاشتراك بين الظروف الراهنة والواقع المعاش عام 60 هجري بهذا الشكل :
الاول : التيه والضياع
وفي هذا المجال اوضح سماحته ان امتنا اليوم تعيش حالة من الضياع وفقدان الارادة والقرار في كل المجالات خاصة السياسية منها ، ولهذا السبب يحكمها افراد واحزاب غير مؤهلة بل منحرفة ومستبدة وراضخة للاملاءات الاجنبية .
واكد انه حتى على المستوى الديني فقد ابتليت الامة الاسلامية برجال دين منحرفين وبمفتين غير مؤهلين يصدرون الفتاوي التكفيرية ويحرضون المسلمين لقتال المسلمين وحتى ان الامر وصل الى ان جميع مفتيي الجماعات الارهابية في العراق كانوا سابقا رجال الامن للنظام البائد البعثي والذي جعلهم لتربعوا على كرسي الافتاء هو جهل العوام وضياع الامة .
ولفت ان هذا الضياع وعدم الوعي لم ينحصر في عوام الناس بل هناك رموز دينية وعلمائية مع الاسف اصابها نوع من عدم الوعي والتشخيص الصحيح لمشاكل الامة امثال الشيخ القرضاوي الذي اخذ يتخبط في فتاويه ومواقفه من احداث الامة الاسلامية ، وهذا يعني "اذا فسد العالِم فسد العالم" .
ونوه ان وجود مثل هؤلاء الرجال الدين هو الذي عبئ الشباب الفارغ والغير واعي ليلتحق بداعش والنصرة وما شابه ذلك من مجاميع تكفيرية ارهابية .
وعن الضعف في المجال الفكري والتوعوي قال انه حتى في هذا المجال نعاني من ضعف في العمل الفكري والتوعوي والانحراف في المواقف لبعض المنظرين والمفكرين الذين تراجعوا عن مواقفهم السابقة واصابهم نوع من الضياع الفكري من خلال مواقفهم الطائفية .
واشار الشيخ السعدي ان كل هذه الاشكالات كان يواجهها الامام الحسين عليه السلام . فكبار رجال الدين والسياسة ومن التابعين لاهل البيت (ع) كانوا يعيشون حالة من الضياع وعدم تشخيص القرار الصحيح فمن جانب كانوا ينهون الامام عن حركته ونهضته ومن جانب اخر لم يكن لديهم حلول لمواجهة انحراف وفساد الحكم اليزيدي .
فالمشكلة التي كان يواجهها الاما م الحسين عليه السلام هو ثقافة الهزيمة و الخوف من الموت والخوف من المواجهة وانتخاب الراحة والسكون والتبطر والصمت امام الفساد والاستبداد .
ولفت ان الامة اليوم تواجه نفس المشكلة بالنسبة للانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الاقصى والقدس المحتلة من قبل الكيان الغاصب والحكام العرب لم يحركوا ساكنا .
الثاني : الغربة والتهميش والاتّهام
الغربة والتهميش الفصل المشترك الاخر بين ثورة الحسين (ع) والمقاومة فالحسين عليه السلام اُقصي من قبل ادوات يزيد وقاوم غريبا واستشهد غريبا واليوم نرى ان المقاومة تحاصر وتهمش من قبل ادوات عربية واسلامية وبعنوانين وتهم مختلفة هي نفسها وجّهت للامام الحسين عليه السلام .
واشار الى ان المقاومة اليوم تتهم بالعصبوية الشيعية وهي تدافع عن السنة في فلسطين التي هي ارض جميع المسلمين وتواجه الاحتلال الصهيوني وتتصدى لعدوانه بينما تصدر فتاوي من قبل وعاظ السلاطين والتكفيريين بحرمة دعم ومساندة المقاومة .
الثالث : البطولة والتضحية
والوجه المشترك الاخر بين ثورة الحسين (ع) والمقاومة هو مسألة البطولة والتحدي للممنوع فالحسين تحدى الممنوع واستبسل والمقاومة اليوم ايضا تحدت الممنوع ( كان يروّج انه لا يمكن مواجهة الكيان الصهيوني وآلته العسكرية ) وواجهت عدة مشاكل ومصاعب وشدائد ضاعفت من عزيمتها وقوتها بينما نرى البعض تأثر بالتهديدات الاميركية والاسرائيلية واعتبر ان المقاومة انتهت وان المنطقة اصبحت تحت سيطرة المشروع الاميركي بعد ان قررت الولايات المتحدة وعلى لسان وزير خارجيتها الاسبق كونداليزا رايس تنفيذ مخطط الفوضى الخلاقة في المنطقة والعالم الاسلامي .
جذور الفكر التكفيري
وعن سؤال جذور الفكر التكفيري وهل هو نتاج الظروف السياسية والاجتماعية لمجتمعاتنا الاسلامية قال الاستاذ الجامعي ان ظاهرة التكفير ظاهرة قديمة وكانت تستخدم من قبل الحكام والاديان والطوائف المختلفة ولاغراض بعضها شخصية والبعض الاخر سياسية وهدفها هو اقصاء المخالف والمنافس .
واما الفكر التكفيري في الاسلام فهو يرجع الى مجموعة كانوا يسمّونهم بالحشوية اي اللذين كانوا يعتمدون على الاحاديث دون اي تدقيق وتمحيص وكانوا يجسدون الباري تعالي ، وكانوا يرفضون عرض الحديث للعقل والمنطق ومن هنا فكانوا يقبلون بكل الاحاديث حتى المفتعلة والغير متطابقة مع المفاهيم القرانية مثل التوحيد ، مشيرا الى انهم تزامنوا مع ظهورالخواج ، والفترة التاريخية بعد ذلك والتي شهدت كثير من حالات التكفير بين المذاهب الاسلامية حيث اريقت دماء بسببه .
وحول الفكر التكفير في عصرنا الحاضر اوضح الشيخ السعدي ان هذا النهج في عصرنا بدأها ابن تيمية ذات الشخصية المملوءة بالتناقضات حيث اصدر فتاوي تكفر من يخالف فكره وتفسيره للدين وخاصة في مجال التوحيد وكانت من فتاويه المعروفة هو عدم جواز التعامل والمعاشرة باي شكل كان مع الكافر، ولهذا كان يمثل ابرز رموز العمل التكفيري . وجاء من بعده محمد بن عبد الوهاب الذي اعاد الحالة التكفيرية من جديد وبما انه لم يكن بالمستوى العلمي المطلوب .
ولفت ان شخصية عبد الوهاب كانت مربكة ومشبوهة حيث استغلته جهات مخابراتية أجنبية لتلميع نجمه وليكون أداة لتجديد الفكر التكفيري .
واوضح الى ان بعد ذلك حصل تقاسم في السلطة بين آل سعود والوهابية بالطريقة المسيحية اي الشؤون الدينية للوهابية والشؤون السياسية لال سعود وان لا تتدخل الوهابية بالشأن السياسي ، وهذا يعني فصل الدين عن السياسة بالطريقة السعودية لا بالطريقة العلمانية .
واكد الشيخ السعدي ان كل الازمات التي يعانيها العالم الاسلامي من نزاعات واقتتال بين المسلمين نرى ان جذورها ترجع الى الوهابية التكفيرية التي دائما تعمل على اثارة النعرات الطائفية في كل البلدان الاسلامية لتأمين المصالح السياسية للسعودية اي ان الوهابية تحولت الى اداة سياسية للحكومة السعودية .
عوامل إنضمام الشباب للتنظيمات الارهابية
و عن العوامل التي أدت الى انضمام الشباب الى التنظيمات الارهابية يرى هذا الاستاذ الجامعي ان من اهم العوامل هو البطالة المتفشية في العالم العربي الى جانب اثارة التعصبات المذهبية من قبل رجال الدين الطائفيين والفضائيات الفتنوية وخاصة تلك الفتاوي التي حرضت على الاقتتال بين المسلمين .
وفي خصوص الفضائيات التحريضية يعتقد هذا الباحث الاسلامي ان هناك فارق بين هذه الفضائيات فمنها سياسية تصور الجانب المأساوي للطائفة السنية في كل من العراق وسوريا ولبنان وحتى ايران امثال الجزيرة والعربية ومنها تختص فقط بالجانب العقائدي والتاريخي لتثير الاحقاد والعداوات المذهبية .
واكد ان هناك مخطط ومشروع للتخويف من الشيعة ولتغيير البوصلة من العدو الصهيوني الى العدو الشيعي مستغلين التذمر الذي اصاب الشعوب من استبداد حكام العرب وصمتهم امام الانتهاكات الصهيونية وتطبيع العلاقات مع هذا الكيان رغم كل الاعتداءات ورغم اساءة هذا الكيان للعرب شعوبا وحكاما .
واوضح ان المشروع الوهابي وبالتعاون مع اميركا وبريطانيا حشد الجموع المتذمرة من هذه الظروف تارة ضد الاحتلال السوفيتي في افغانستان على اساس ان المحتل ملحد وان المحتل الاسرائيلي موحد فمحاربة الملحد اوجب من محاربة الموحد وتكررت هذه الذرائع في الازمة السورية وما يجري في العراق ولبنان بحجة ان الشيعة هم في الوقت الحاضر اخطر من الصهاينة ومحاربتهم اوجب ، وهذا ما صرح به احد القياديين الاسلاميين في مصر حين قال " إن خطر الشيعة هو اشدّ من خطر اليهود".
ویجب هنا ان نعترف ان بعض الشيعة ومن خلال خطاباتهم الاستفزازية يؤججون ويصعدون من نار الفتنة وهم يعيشون في بروج مشيدة ومحميين من قبل جهات مشبوهة مع ان اهل البيت (ع) علموننا بان لا نسيئ الى معتقد الاخر ونتعامل مع الاخر على اساس الحوار والاخلاق الحسنة .
ورى ان كثير من القنوات الفتنوية والتي تحرض ضد الشيعة والسنة تدعمها بعض الجهات الاجنبية والسبب واضح وهو ان مشروع الفوضى الخلاقة التي خطط لها الاميركان والصهاينة يجب ان يستمر وعن طريق تأجيج الفتن والاحقاد المذهبية والعرقية .
مواجهة الفكر التكفيري
وما هو الاسلوب الانجع لمواجهة التيار التكفيري قال الشيخ السعدي ان اهم وانجع اسلوب هو تثقيف وتوعية الشعوب على الاخر وترسيخ ثقافة الحوار وحرية الرأي والمعتقد ، معاتبا في نفس الوقت الاعلام والخطاب الشيعي الى انه لم يؤدي مشؤوليته بالشكل المطلوب للتعريف بمدرسة اهل البيت (ع) بالشكل الصحيح لتزول التصورات الخاطئة حول الشيعة عند البعض مع ان داعش والتيار التكفيري بشكل عام لم يقاتل فقط الشيعة بل يحارب كل من لا يؤمن بفكره شيعياً كان اوسنياً او مسيحياً او...وهو ارث الوهابية .
واعتبر هذا الباحث الاسلامي ، ان احدى الاسباب التي تساعد على الاعلام الفتنوي ان يؤثر على القاعدة الشعبية ويثير ويؤجج العداوات هو ضعف الاعلام لدى التيار المعتدل الاسلامي الشيعي او السني وكذلك عدم التنسيق في الاعلام الاسلامي فكثير من الشعوب خاصة الافريقية لا تعرف الحقيقة لان صوت الاعلام الاسلامي المعتدل لا يصل اليها .
واكد سماحته انه يجب في مثل هذه الظروف ان نوظف طاقاتنا الاعلامية من خلال استخدام جميع الوسائط الاعلامية مثل صفحات التواصل الاجتماعي والمبوبات الشخصية الى جانب الفضائيات والمواقع الالكترونية .
الاهداف المرسومة لداعش
وعن الاهداف المرسومة لتنظيم داعش على المدى القصير والبعيد اوضح الشيخ السعدي ان هذا التنظيم هو من صناعة الغرب والصهيونية العالمية بهدف ترسيخ وتأصيل الشرخ الطائفي والعرقي في العالم الاسلامي للقضاء على الاسلام في النهاية .
ولفت ان الاستعمار الجديد لا يريد ان يدخل مباشرة لمحاربة الاسلام واجتياح الاراضي الاسلامية لانه سيؤدي الى اثارة المشاعر ضد العدو والمحتل ولهذا فكان افضل خيار لهم هو ان يحاصر الاسلام من خلال المسلمين والتقاتل بينهم الامر الذي يسهل هيمنتهم على العالم الاسلامي في المستقبل .
واكد سماحته ان المشروع الداعشي له بعدين بعد سياسي امني وهو ارباك المنطقة امنيا لتكون اسرائيل في وضع امني مستقر ودخول الغرب من جديد في المنطقة والبعد الاخر هو تشويه صورة الاسلام على المدى البعيد لان التوجه الى الاسلام في الغرب في ازدياد .
وبما ان التنظيم الارهابي يقضي ايامه الاخيرة ونجمه في حالة افول لان أمره انكشف للجميع وقرر صانعيه بان يحرقوا هذه الورقة ، الا ان الامر الخطير في المشروع الداعشي هو تداعيات هذا الفكر والمنهج وتأثيره على المدى البعيد على الصعيد العقائدي والعلاقات بين المذاهب والطوائف على الرغم من ان كثير من علماء السنة والشيعة اعتبروا داعش خارج عن الاسلام .
واشار الى ان الغرب إستطاع من خلال هذا التنظيم الظلامي وعلى المدى البعيد ان يقدم صورة سيئة ظلماوية جدا عن الاسلام . وعلى سبيل المثال فالاوروبي الذي شارك داعش عند مراجعته الى بلاده اما ان يبقى مؤيد لهذا التنظيم واعماله او رافض فهو في كلتا الحالتين سوف يعطي صورة مشوهة عن الاسلام للرأي العام الغربي .
والامر الاخر ومن تداعيات هذا التنظيم الارهابي هو انه اعطى صورة مشوهة عن الجهاد والمقاومة في الاسلام وفسح المجال للتلاعب بالاحكام الشرعية مثل فتوى "جهاد النكاح" المسيئة للشريعة الاسلامية وتشويه متعمد للاسلام .
وحول تأثير داعش على العلاقات بين السنة والشيعة اكد الشيخ السعدي ان حقيقة سلوكيات وجرائم داعش انكشفت للجميع بحيث ان كثير من العشائر السنية في العراق هي الان تحارب داعش واذا حصل نوع من الاحقاد والنفور في العلاقات بين الطائفتين في الفترة الاخيرة فانها ستزول بزوال داعش لان جميع الطوائف رفضت بشدة هذا التنظيم وشككت باهدافه وبرامجه .
حاوره : محمد إبراهيم رياضي